اعلان

إخصائيون يطيحون بفرضية ختان الإناث: يُدمر حياة الفتاة الجنسية

ختان الإناث

يحتفل العالم اليوم بذكري اليوم العالمي لختان الإناث الذي يعد من العادات الاجتماعية السيئة التي تؤثر على الصحة العضوية والنفسية للفتاة، وعلى الرغم من تأثيراته ومضاعفاته على الصحة إلا أن هناك عدد من المناطق في مصر مازالت تجري عمليات الختان التي أودت بحياة عدد من الفتيات.

يأتي ذلك لغياب الوعى الثقافي والديني، فختان الإناث يمارس في مصر قبل ظهور الأديان السماوية، وهي ممارسة لها جذور إفريقية وليست دينية، فهناك 28 دولة إفريقية، وتقع أغلبها فى وسط أفريقيا وتمارس ختان الإناث، شعوب هذه الدول لا تجمعها ديانة واحدة، فقد يكونوا مسلمين أو مسيحيين أو يتبعون ديانات أو عبادات أخرى، كثير من البلاد العربية والإسلامية فى كافة أنحاء العالم لا تمارس ختان الإناث.

وأظهر المجلس القومي للسكان مجموعة من الأرقام حول الختان، حيث وصل معدل ختان البنات وسط السيدات اللاتي سبق لهن الزواج فى عمر الإنجاب بين 15 و49 سنة 92%، وختان للبنات أقل من 15 سنة هي 61 %، ووجد أن أغلب حالات الختان تتم في عمر الـ10 سنوات، وهناك حالات نادرة يتم لها العملية فى سن مبكر قبل 6 سنوات.

واجمع العديد من الأطباء حول العالم أن التعريف المحدد لختان الإناث، وهو قطع جزئي أو كلي للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى بدون سبب مرضي، وأن الأعضاء التي تتعرض للقطع الجزئي أو الكلي عند الختان هي: "البظر، الشفرين الصغيرين، الشفرين الكبيرين" وهو ما يسبب العديد من الاضرار الصحية للفتاة.

وقال الدكتور خليل حمد، طبيب النساء والتوليد والأستاذ بجامعة المنصورة إن ختان الإناث يتسبب في العديد من المشكلات الصحية والنفسية للفتاة ويتسبب في خلل بأحد أهم وظائف العضو التناسلي للفتاة، وهي الحماية من الميكروبات والجراثيم وحجب إفرازات الغدد الدهنية والتي تعمل على حماية الجلد من ملامسته للبول والإفرازات الحمضية للمهبل، بالإضافة إلى أنه يصيب بخلل في وظيفة النهايات العصبية المنتشرة في الشفرين الصغيرين حيث يقومان بدور أساسي في شعور المرأة بالنشوة أثناء الجماع مما يساعد المرأة على الوصول للإشباع بسهولة أكثر ومن الممكن أن يتسبب نزيف للفتاة بعد عملية الختان قد يؤدى إلى وفاتهن إن لم يستطع أحد وقفه ويكون سبب في ألم شديد في أدق منطقة حساسة بجسم الفتاة، وينتج عن الختان تلوث وعدوى والتهابات حادة نتيجة الآلات غير المعقمة والمستخدمة في العملية وقد يحدث أورام سرطانية مكان قطع البظر.

وأضاف حمد، أنه لا يوجد على الإطلاق أي احتياج لعملية ختان الإناث، وإن الدعوة للقيام بفحص الفتاة بواسطة طبيب لمعرفة ما إذا كانت تحتاج إلى ختان الإناث أم لا هي دعوة خاطئة، تفتقد إلى المصداقية، وإذا كان بعض الناس يحتجون بوجود بعض الأمراض التي تؤدى إلى كبر هذه الأعضاء والاحتياج إلى جراحة فهو خطأ جسيم، فمثل هذه الأشياء هي أمراض نادرة الحدوث لها أعراض أخرى تظهر في سن الطفولة وتشخص مبكرًا، ويتم العلاج عن طريق الأدوية والتدخل الطبي.

وأشارت الدكتورة هبة الصباغ، بكلية الطب جامعة الزقازيق إلى أنه من الخطأ أن يعتقد البعض أن هناك أنواعًا من ختان الإناث لا تؤدى إلى المضاعفات، فكل نوع له مضاعفات، موضحة أن ختان الإناث بأنواعه المختلفة له مضاعفات، حتى لو قام الطبيب بإجرائه.

وأكدت الصباغ، أن الدراسات الموثقة قد سجلت حدوث مضاعفات ونزف شديد وصدمة عصبية قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات وحدوث التهابات حادة، وناسور بولي، أو شرجي، وآثار نفسية، وعلى المدى البعيد قد تعاني الفتاة من مشاكل جنسية وعدم القدرة على الإنجاب نتيجة حدوث مضاعفات والتهابات بالمهبل وقناتي فالوب وتعسر عملية الولادة نتيجة لضيق فتحة المهبل والعجان مما يؤدي إلى حدوث نزف وتهتك بأنسجة العجان، ويسبب أضرارًا للجنين أثناء عملية الولادة مثل زيادة نسبة حدوث مضاعفات فى الجهاز التنفسي، والحاجة إلى الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة، وأيضًا زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال حديثى الولادة.

ولكن بسبب أن النساء فى البلاد التى يتم فيها ختان الإناث يأخذنه على أنه ضرورى ولازم لهن بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة أنه مطلوب شرعًا، فإنهن يتحملن المضاعفات فى صمت.

ونوهت الصباغ، إلى أن الأعضاء التي تزال عادة أو تزال أجزاء منها لها وظائف تؤديها، واستئصالها أو قطع أجزاء منها يسبب أضرارًا بالغة، وبيان ذلكم فيما يلي: "ومن المهم أن نذكر العوامل التي تؤدي إلى علاقة جنسية سوية تحقق الرضا للزوجين ألا وهي التوازن النفسي الاجتماعي، كما أن العملية الجنسية تمر بمراحل متتالية، وهي عملية معقدة تتدخل فيها عوامل كثيرة وحواس مختلفة مثل: "البصر، والشم، والسمع"، ولكن كل ذلك يصب في المخ حيث إن المخ يحتوي على المراكز المسئولة عن إثارة الرغبة الجنسية وتصعيدها إلى مستوى الاستثارة والاستعداد لممارسة الجماع أوتثبيتها وانهائها، إن الرغبة الجنسية مصدرها المخ، فإذا أردنا التحكم فيها فعلينا بالتعامل مع المخ بحيث نغرس فيه القيم الفاضلة، وليس باستئصال البظر يتم التحكم فى الرغبة الجنسية.

وقال الدكتور محمد نعيم، استشاري النسا والتوليد، إن الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى لا تكبر لتصير مثل أعضاء الذكورة، ولها حد معين في النمو، وأن الاعتقاد بأن الأعضاء التناسلية للأنثى تكبر لتصير مثل أعضاء الذكورة لدى الرجل أعتقاد غير صحيح علميًا، بل إننا نستطيع أن نقول عنه أنه خرافة وفكرة متوارثة، فالحقيقة العلمية تقول أن البظر عضو صغير حساس يتكون من نسيج أسفنجي يبلغ متوسط طوله عند اكتمال بلوغ الفتاة 1 - 1،5 سم، وتتركز فى البظر كريات الإحساس الجنسي وخاصة في رأسه، لذلك فإن له دورًا أساسيًا فى إحداث لذة الارتواء لدى المرأة، وقطعه يؤثر على حدوثها بدرجة كبيرة، البظر عضو حساس جدًا وغني بأوعية دموية وأليافٍ عصبية، لذلك فقطعه يسبب نزيفًا وألمًا شديدًا، ويتم التئامه بنسيج ليفي له كثير من الأضرار".

وأكد الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسى بكلية طب قصر العينى، أن تفعيل تعديلات هذا القانون تعد خطوة جيدة للحد من هذه الظاهرة السلبية التي تشكل خطرًا كبيرًا على الحالة النفسية للفتيات اللاتى يجرين لهن ختان الإناث، لأن له الكثير من المشاكل منها التأثير النفسي والجنسي.

وأوضح عبد العظيم، أن الختان يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للفتاة، فينتج عنها تعرضها للصدمة النفسية والخوف الشديد والقلق الدائم، كما أنه يؤثر تأثيرًا كبيرًا على العلاقة الزوجية ويتسبب في تعرض الفتاة لبعض المشاكل الجنسية منها البرود الجنسي وعدم الإثارة الجنسية، ما يترتب على ذلك عدم الشعور بالسعادة أثناء العلاقة الجنسية التي تلعب دورًا كبيرًا في الجانب النفسي عند المرأة والتي تساعد على التوافق النفسي بين الرجل والمرأة والشعور بالسعادة والتوافق بشكل دائم.

وأضاف عبد العظيم، أنه بالنسبة للختان فهو عامل أساسي في فشل عدد من العلاقات الزوجية، نتيجة لعدم التوافق الجنسي بسبب عدم شعور المرأة بالإثارة وعدم الاستمتاع بالعلاقة الجنسية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
غزة حاضرة.. بيان مشترك بين وزيرى خارجية مصر وإسبانيا