تحت عنوان "نقابة تستعيد هيبتها"، أعلن حسين الزناتى، مساعد رئيس تحرير الأهرام، ترشحه لعضوية مجلس نقابة الصحفيين فوق السن، وقال لن تنصلح نقابتنا إلا باستعادة هيبتها بعد أن أفقدتها السياسة توازنها، وحول أسباب ترشحه وأوجاع المهنة، ورؤيته لمستقبلها وتصوراته لما هو قادم، وبرنامجه الانتخابى للمواجهة.. كان هذا الحوار.
في البداية.. لماذا أعلنت ترشحك لعضوية المجلس؟
لأن واقعنا الصحفى يؤكد أننا نمر بخطر كبير يهدد بقاء المهنة نفسها، مع ارتفاع كبير فى تكلفتها، وانخفاض أكبر فى مستوى الخدمة التى تقدمها، ومعها صعوبات تواجهنا نحن أبناء المهنة، ولا أستثنى أحد من ذلك مؤسسة قومية أو خاصة أو حزبية فكلنا فى الهم سواء.
فى ظل هذا الواقع لم يعد هناك مفر من وجود نقابة قوية تحمينا وقادرة على فرض إرادتها فى هذه الحماية، وهو الواقع الذى رُبما افتقدناه كثيرًا فى الفترة الماضية لأسباب نعرفها جميعًا دون الخوض فى تفاصيلها، لذا أصبح لزامًا علينا تجاوز هذا بتغيير الأداء والأدوات، من هنا أسعى أن أصبح عنصرًا من هذه الأدوات، فى سياق منظومة عمل تضم وجوهًا جديدة لديها القدرة والرغبة للعمل فى تحقيق هذا.
ما هي أهم ملامح برنامجك الانتخابي ؟
ما أقدمه هو أفكارًا أكثر منه برنامجًا أسعى للتحرك من خلاله مع باقى زملائى فى تحقيقها عبر "عمل جماعى" يضم زملاء آخرين بالمجلس المُنتخب ويكون مسئولًا أمام الجمعية العمومية التى تختار بإرادتها الحرة.
وما هي أهم تلك الملامح ؟
أنا أريد نقابة حرة تحمى حقوق كل صحفى فى التعبير عن رأيه فى إطار القانون والمسئولية التى يحملها على عاتقه كصاحب رأى، ولن يتحقق هذا إلا باستعادة مكانة نقابتنا ونقيبها ومجلسها، وإعادة آلياتها فى التعامل مع كل قطاعات ومؤسسات الدولة المصرية، دون التفريط فى ثوابت العمل النقابى، وكرامة الصحفيين، بعيدًا عن اختلاق أزمات جانبية مع هذه المؤسسات هدفها المزايدات السياسية لأغراض أخرى.
وما هي أهم أولوياتك ؟
لابد أن نضع ملف "الخدمات" فى مقدمة أولوياتنا، خاصة بعد حالة من النقص الشديد لها خلال الفترة الماضية، وأن تقدم لنا نموذجًا محترمًا فى تقديم هذه الخدمات، وأن نطرح فى هذا الأمر مُجددًا آلية إقامة بروتوكولات بين نقابتنا، وبين مختلف القطاعات الخدمية فى الدولة، عامة كانت أو خاصة عبر الاستفادة من مكانة زملائنا أعضاء النقابة أنفسهم، فى القطاعات التى يقومون بتغطيتها، وكذلك الروابط والشُعب التى تستظل بمظلة نقابتنا، فى تقديم هذه الخدمات فى شكل بروتوكولات موثقة دائمة ومُوقع عليها بين النقابة، والوزارات الخدمية والقطاعات التى نحتاجها بشكل مؤسسى، تكون النقابة طرفًا فيها، وضامنًا لها، ولا يقوم على اتفاقات فردية لأغراض انتخابية ثم تضيع تلك المكاسب بعدها.
أنت مسؤل ملف الطيران المدني في جريدة الأهرام.. هل هناك خدمات ستقدمها من خلال هذا الملف ؟
فى هذا الشأن ومن موقعى كمحرر لشئون الطيران والمطار، وتطبيقًا لهذا النموذج الذى سأسعى لتنفيذه داخل نقابتنا فى حال اختياركم لى، قمت بعد الانتهاء من انتخابات الدورة السابقة مباشرة من تنفيذ ما وعدت به من توقيع بروتوكول بين شركة مصر للسياحة، ونقابة الصحفيين قام بتوقيعه النقيب مع رئيس شركة مصر للسياحة داخل نقابتنا، بتقديم حزمة من التخفيضات على كل أنشطة مصر للسياحة منها الرحلات الخارجية والداخلية والعمرة والحج والسفن العائمة، وتذاكر السفر وغيرها.
هل هناك خدمات أخرى في هذا المجال؟
نعم فقد تحقق نفس الأمر مع شركة مصر للطيران حيث نجحت فى الحصول على تخفيض 20% على تذاكر السفر الخارجية و15%على تذاكر الرحلات الداخلية للأعضاء وأسرهم وهو التخفيض الذى يتم تنفيذه بخطاب من نقابة الصحفيين حتى الآن.
تحدثت عن ضرورة تنقية قانون النقابة الحالى ما أسباب هذا ؟
هذا حقيقي، فمن ملامح أفكارى أيضًا هو السعى لتنقية مواد قانون النقابة الحالى الذى تمت صياغته عام 1970 وتنص مادته الثالثة على سبيل المثال أن "النقابة تستهدف العمل على نشر وتعميق الفكر الاشتراكي والقومي بين أعضائها وتنشيط الدعوة إليه في داخل المؤسسات الصحفية وبين جمهور القراء"!
وهو القانون الذى يحمل بعض المواد التى لم تعد تواكب متغيرات المهنة، ويقرر أن يوم "الجمعة" هو يوم انعقاد انتخابات النقابة، مما يقلل كثيرًا من نسبة حضور أعضاء الجمعية العمومية مما يؤثر بشكل أكبر على عملية الاختيار.
نريد نقابة تعبر عن رأى جموع الجمعية العمومية فى القانون القادم الذى سيقره البرلمان لتنظيم الصحافة، بعد عرضه على الهيئة الوطنية الجديدة للصحافة، ومحاولة الوقوف بقوة لبعض المواد التى لاتحقق طموحنا فى هذا القانون، ومنها ما يسهل عملية فصل الصحفى، ولايسمح بمد سن الخروج على المعاش إلى 65 عامًا، وغيرها من المواد التى يجب أن يكون للنقابة رأى فيها.
وماذا عن شيوخ المهنة فى برنامجك ؟
نريد نقابة تحافظ على كبار وشيوخ المهنة، لا أن نتخلى عنهم بمجرد خروجهم إلى المعاش، وتركهم عُرضة لمعاش هزيل، أو خدمة علاجية متدنية، لذا علينا أن نسعى مجددًا إلى إقامة مستشفى خاص بها والبحث فى سبل تمويلها ليستفيد بها كل أعضاء نقابتنا وفى مقدمتهم الخارجين على المعاش، والاستفادة بجزء استثمارى فيها يغطى ما يتم تقديمه من دعم لعلاج الصحفيين بها.
ماذا عن ملف الصحف المتوقفة والحزبية ؟
لابد أن تعمل النقابة على تسوية ملفات الصحف الحزبية والمستقلة، وحل مشكلات الزملاء بها، ومواجهة أية انتهاكات تواجه الصحفيين أثناء عملهم وذلك تطبيقًا للمادة الثالثة من قانون النقابة الحالى الذى يشير إلى أنه من أعمال النقابة التى تستهدفها " السعى لإيجاد عمل لأعضاء النقابة المتعطلين وتشغيلهم أو تعويضهم تعويضا يكفل لهم حياة كريمة".
وماذا عن بعد صحفي الأقاليم ؟
نحن أيضًا مع الاهتمام الأكبر بصحفيى الأقاليم والمحافظات البعيدة الأكثر حرمانًا من خدمات نقابتهم، لذا ندعم إنشاء نقابات فرعية، إعمالًا للمادة 54 من القانون الحالى للنقابة "بتشكيل نقابة فرعية في كل محافظة،عدا القاهرة والجيزة ـ فيها أكثر من ثلاثين صحفيا مشتغلا بقرار من مجلس النقابة، ويكون لهذا النقابات الفرعية الشخصية المعنوية في حدود اختصاصها".
ماذا عن تأهيل الصحفيين وتدريبهم ؟
نحن نريد البحث عن آلية جديدة لزيادة التلاحم بين المؤسسات الصحفية، والنقابة، وطرح مايمكن أن تقدمه تلك المؤسسات لتطوير الأداء النقابى على مستوى تنمية الموارد والتدريب، وغيرها مع التأكيد على المصالح المشتركة التى يمكن أن يقوم عليها هذا التعاون.
وماذا عن قضية الأجور.. وكيف تراها من وجهة نظرك ؟
هذه القضية تحتاج إلى جهد كبير من نقيب الصحفيين القادم ومعه أعضاء المجلس، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى قدرة المجلس القادم على امتلاك أدوات التفاوض مع الحكومة خاصة أن هناك حكما بخصوص البدل وإلزام الدولة على وضع حد أدنى كريم للصحفيين.
وأنه رغم مناقشة تلك القضية منذ فترة مع عدد من الوزراء والمسئولين، فإن شيئًا لم يحدث، وهو مايطرح على القادمين ضرورة بذل المزيد من الجهد فى هذا الاتجاه لترجمة الحكم لمجموعة مقترحات تتم صياغتها وتنفيذها بشكل عملى.
شباب الصحفيين كيف تري مستقبلهم المهني؟
الشباب هم وقود معركة النقابة فى استرداد عافيتها من جديد، وهم فى مقدمة أولويات أى عمل نقابى لأنهم الأكثر احتياجًا للخدمات فى مستهل حياتهم، ونحن نريد نقابة تبث الأمل فى شبابها، ولاتتركه وحيدًا فى مستهل حياته الصحفية، تجعل له "الأولوية" فيما تقدمه من خدمات وتدريب، واطلاع على تجارب دول ومؤسسات أخرى، وفق معايير محددة يتم الاتفاق عليها، ويتم تطبيقها على الجميع.
كما أننا نريد نقابة لاتنقطع صلتها بأعضائها، ولا بالعالم المحيط بها.
وكيف يتحقق ذلك من وجهة نظرك ؟
يأتي عبر استحداث لجنة جديدة تقوم بوظيفة "الاتصال" مع الأعضاء بشكل دورى لطرح أهم المشكلات التى يواجهها الزملاء أولًا بأول، ومطالبهم، ورؤيتهم وفى مقدمته الشباب لمتطلبات المرحلة واحتياجات الأعضاء ونقلها لمجلس النقابة وتقييمها بشكل فعال بما يمكن النقابة من تطوير أدائها بشكل مستمر، والعمل فى إطار الاحتياجات الحقيقية للأعضاء بدلًا من انتظار سنوات للتواصل مع الزملاء فى كل انتخابات جديدة.
ويكون من مهام هذه اللجنة أيضًا الاتصال بالنقابات والمؤسسات الصحفية حول العالم، بما يكفل الاطلاع والتواصل معها، والاستفادة بذلك فى خدمة أعضائها مهنيًا ومعرفيًا.
كيف ترى الحديث عن أن بدل التكنولوجيا "هبة من الدولة"؟
البدل حق أصيل للصحفيين، وليس " هبة" أو"منحة" لنا بل هو حق أصيل لنا من حقوقنا المُهدرة من حصيلة الضريبة التى تحصدها وزارة المالية على الإعلانات المنشورة فى صحفنا، مع العلم أن قانون النقابة الحالى ينص فى المادة 21 منه على أنه من بين الموارد النقدية للنقابة حصيلة رسوم الدمغة الصحفية، وهو الأمر الذى لا يتم تنفيذه.
ومن هنا بات ضروريًا أن تستنفد نقابتنا السبل كافة التى تتيح لنا الدخول فى مفاوضات جادة لزيادة موارد النقابة بجزء من هذه النسبة، وهذا سيصب فى مصلحة الشباب بشكل كبير.
كيف ترى مسألة الفصل التعسفي والذي انتشر خلال السنوات الأخيرة ؟ وكيف يمكن للنقابة أن تحمي النقابة أبناءها ؟
هذه المسألة تأتى فى السياق العام الذى نواجه فيه أزمة ضعف الأداء، وعليه علينا أن نقوم بضخ دماء جديدة ترفع لنا من الأداء العام للنقابة، وتستعيد قوتها ومكانتها بشكل كبير، وأن تستعيد النقابة زمام المبادرة فى مسألة عقود العمل والأجور مثلما تتفاعل مع أزمة الحريات.
ما هى الكلمة الأخيرة التى تود أن تقولها للجمعية العمومية ؟
شعارى فى حملتى الانتخابية هو " نقابة.. تستعيد هيبتها" واستعادة الهيبة هى المحدد الرئيسى الذى نستطيع معه أن نتحرك فى باقى اتجاهاتنا لتحقيق مصالح كل أعضاء النقابة، وهذا لن يتحقق إلا بوضع معايير جديدة لعملية الاختيار فى المُنتخبين الجدد سواء فى منصب النقيب أو الأعضاء، إننا نريد انتخابات تأتى لنا بأعضاء ونقيب يجمعون ولا يفرقون.. يحملون هموم المهنة وكل الأعضاء من اليمين إلى اليسار، دون تحيزهم لأحد.
وفى ظل هذا الواقع، نريد مع الجميع دون التفريط فى ثوابت العمل النقابى، وكرامة الصحفيين من يبتعد بالنقابة عن نفق الصراع، واتباع منهج رشيد قادر على التواصل، والتعامل بحكمة وإصرار شديدين بهدف عدم التفريط في حقوقنا نحن الصحفيين وسط كل هذه المتغيرات الحالية والقادمة بقوة.