التنقل بحرية ودون خوف بعيدا عن المضايقات التي تتعرض لها السيدات والفتيات في المجتمع المصري لم يعد متاحا في ظل ظهور بعض الظواهر التي تثير القلق والرعب بين بنات حواء، ومن هذه الظواهر التحرش بأنواعه والسرقات وإلقاء عبارات بغرض إبداء الإعجاب وغيرها.
وحتى يتم التغلب على هذه الظواهر فكرت ونفذت بعض سيدات الإسكندرية مشروع التاكسي الخاص بالنساء، وهو السيارة التي يتم استدعاءها عبر الإنترنت لتقل سيدة أو أكثر من مكان لمكان آخر على غرار التاكسي الذي يطلب عبر تطبيق على الهاتف المحمول، ونجحت الفكرة بالفعل بعد أن اقبلت عليها النساء وانتشرت من الاسكندرية للقاهرة وبعض المدن الساحلية، ولمزيد من التميز يتم طلاء هذه السيارات باللون البينك، وهو اللون المفضل للسيدات والفتيات في كل الأعمار تقريبا.
ولمزيد من التميز والسرعة في النقل قامت فتاة من مدينة الاسكندرية باطلقا مشروع نسائي ايضا للتنقل بحرية وهو مشروع الاسكوتر البينك ايضا، وهو أقل في الحجم ويشبه السيارة الصغيرة، ويمكن ركون راكبين لا اكثر فيه، كما أنه غير مكلف بل على العكس تكلفة انتقاله أقل من التاكسي العادي، وهو من مضن مميزاته بجانب أن السائق سيدة او فتاة ولا يواجه مشكلات في التنقل والدخول في الشوارع الضيقة مثل السيارات العادية والضخمة.
وانتقل المشروع بين المحافظات لدرجة أن طلبت فتيات من شرائح اجتماعية عالية وبعض الطالبات بالجامعات الاجنبية أن يكن بين قائدات التاكسي البينك والانضمام لهذه الاسرة.
وعلى النقيض واجه المشروع هجوما شديدا في مدن الوجه القبلي والصعيد بكل محافظاته، بسبب العادات والتقاليد التي تمنع السيدات من الخروج بلا رجل من الأصل، كما أن الدخل الشهري للأسر في الصعيد لا يسمح بتأجير سيارة خاصة بالسيدة واولادها للتنقل من مكان لمكان او من قرية لأخرى دون أن يضايقها أحد.
والمجتمع الذكوري لا يقف في وجه المشروع تعسفا او حربا ضد المرأة بقدر أن السيدات هناك لا يتعرضن للمضايقات على حد قولهم مثل المدن الكبرى لأن كل الناس تعرف الفتيات والسيدات ولا يوجد من لا يعرف العائلات الاخرى وافرادها ولا يمكن المساس بالسيدات عند خروجهن من المنزل.
وهذه التصريحات تخالف الحقائق التي تؤكد زيادة نسبة التحرش في الصعيد ايضا، ويرجح الخبراء ان الوضع الاقتصادي بالاضافة للعادات والتقاليد في مجتمع الصعيد او الوجه القبلي بشكل عام هي الاسباب وراء صعوبة انتشار المشروعات الخاصة بالنساء في هذه البلاد، وتتضاءل النسبة كلما توغلنا داخل هذه المجتمعات التي تغيب فيها حقوق المرأة الافتراضية، حيث تعتبر هذه المجتمعات خروج المرأة من بيتها خطأ من الاصل فكيف يكون هناك افكارا تضمن خروجها وحيدة في سيارة تقودها سيدة ايضا..