كشفت صحيفة هارتس الإسرائيلية بعد أكثر من عشر سنوات تفاصيل جديدة في عملية إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقالت الصحيفة، إن القاضي العراقي منير حداد الذي أصدر الحكم بإعدام صدام حسين أعترف بتحمله المسؤولية الكاملة عن تحديد موعد إعدام صدام والذي حدث في فجر يوم عيد الاضحى في 30 ديسمبر عام 2006، رغم أن الحاكم العسكري الأمريكي بول بريمر كان قد جمد أحكام الإعدام في ذلك الوقت،بعد الرجوع الى الرئيس جلال الطالباني الذي رفض التوقيع على امر الاعدام.
ووصف القاضي حداد وفقًا للصحيفة اللحظات الأخيرة لصدام حسين على منصة المشنقة، حيث نفى ما تردد من إشاعات،خاصة ما قاله المستشار السابق لمجلس الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي، وأكد ان صدام حسين كان هادئًا ولم يرد على الجموع الطائفية التي هتفت ضده خلال عملية الاعدام، وخاطبهم كرئيس جمهورية، وقال لهم صدام "انا لم اقاتلكم ولم أعاديكم.. أنا قاتلت الاعداء الفرس".
وقالت الصحيفة في تقريرها عندما دخل صدام حسين إلى غرفة الإعدام كان يهتف ضد إسرائيل وامريكا، وتكلم كرئيس جمهورية، ولم يرتجف ابدًا، وكان ينظر إلى المنصة التي يقف عليها غير خائفًا بينما كان المنفذين خائفين ومرعوبين، وردد الشهادة أول مرة عند صعوده إلى المقصلة، والشهادة الثانية لم يكملها لأنه أُعدم بينما كان يرددها.
وأضاف حداد للصحيفة أن الرئيس العراقي كان متماسكا، وأوصاني بنقل رسالته بالتكاتف وحب البلد، وعندما سأله إذا كان يريد نقل أي رسالة لأسرته أجابه صدام "تعيش ابني"، وتابع هذا التعبير له معاني كثيرة جدًا بالنسبة لي لأن صدام احترم منصبي ولم يكن عدائيًا، ولم يكن بيننا اي خلاف، وأن معظم من حققوا مع الرئيس الراحل كانوا عراقيين ومعظمهم بعثيين.
وقال حداد ان الاشاعات التي تم تدوالها عن حبل المشنقة التي تم استخدامه كان عليه 36 عقدة في اشارة للصواريخ التي ضربت تل ابيب وما إلى ذلك، لم تكن صحيحة، وأكد انه تم شراء الحبل من سوق السليمانية الشعبي قبل يوم من الاعدام بسعر رخيص، وأن الشائعات بأن صدام أرتجف عند إعدامه بينما كان جميع العراقيين الموجودين في الغرفة كانوا يرتجفون.
و أشار حداد وفقًا للصحيفة إلي أنه دفع ثمنًا غاليًا نتيجة توقيعه على إعدام صدام حسين حتى الأن، مضيفًا أنه بعد كل ما مر فيه صدام بعد هروبه واعتقاله كان باستطاعته العودة إلى قيادة العراق في حال تم اخلاء سبيله، كما قال ان حزب البعث كان ما زال قادرًا على تسلم الحكم في ذلك الوقت.