كشفت صحيفة "أرجومينتي إي فاكتي" إلى أن حالات عزل الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة لم تصل إلى نهايتها، وتساءلت الصحيفة هل سيعطي ترامب المبرر الكافي لإتمامها هذه المرة؟.
وسلطت المديرة العامة لمعهد البحوث والمبادرات السياسية الخارجية " فيرونيكا كراشينينيكوفا" علي محاولة العزل، التي باتت تهدد دونالد ترامب، الذي أصبح جزء كبير من النخبة السياسية الأمريكية لا يريده، ويتحدثون عن ضرورة إقالته، وحول مدى إمكانية حدوث هذا السيناريو.
و قالت " كراشينينيكوفا" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يختلف عن الرؤساء السابقين "أندرو جونسون"و "ريتشارد نيكسون"و"بيل كلينتون"، وأضافت انه من الصعب التنبؤ بوضع الولايات المتحدة في عهد "ترامب".
و أشارت إلي أنه بغض النظر عن تصرفاته الحادة فإنه يستحق العزل، وتوقعت أن يكون ذلك في بضعة أشهر.
وأضافت "فيرونيكا" إلى أن هناك خيار أخر غير العزل فالتعديل الـ 25 للدستور الأميركي ينص على استبدال الرئيس في حال عدم أهليته، وقد هيأ ترامب نفسه الأرضية للأحاديث عن تطبيق هذا التعديل فقد تحول المؤتمر الصحافي، الذي عقده يوم 16022017، إلى مشهد مسرحي خيالي، وعلى مدى ساعة وعشرين دقيقة، تابع الجمهور العديد من الأفكار والجمل المتقطعة،وكان الرئيس يعود إلى الحديث عن هيلاري كلينتون، إيران، روسيا، إلى ما لا نهاية وكأن الحملة الانتخابية ما زالت مستمرة، وينتهي بالحديث إلى أنه هو "الأفضل،ونتيجة لذلك، توصل بعض المراقبين إلى استنتاج بأن دماغ ترامب أصيب بما يسمى "التهويم".
في السياق ذاته قالت الصحيفة فإن التعديل الـ 25، والذي صدر في عام 1967، تم استخدامه في عام 1973 بعد عام من استقالة الرئيس نيكسون تحت التهديد بعزله على خلفية فضيحة ووترغيت،و حينها أصبح جيرالد فورد رئيسا للولايات المتحدة، وفورد لم ينتخب لهذا المنصب بواسطة التصويت العام لا كرئيس ولا كنائب للرئيس، لهذا يوجد خيارات مختلفة يمكن اللجوء إليها لتغيير السلطة في البيت الأبيض.
و قالت "كراشينينيكوفا " أعتقد أن ترامب هو زعيم مستبد، وهذا أصبح واضحًا للجميع. وأن اختياره لمستشاره للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون جاء لصنع الثورة المحافظة في الولايات المتحدة، لبناء نظام يمثل مصالح الفئات اليمينية المتطرفة، والمحافظة المتطرفة من الرأسماليين في المجتمع.
لفد صوت لترامب إلى جانب اليمين المتطرف، كذلك الناس الفقراء والناس المرعوبون من أن يفقدوا القليل الذي لديهم.
لكن ترامب وبانون لم يقدرا قوة النظام الأمريكي حق قدرها، واعتقدا بأنهما إذا ما غيرا قادة الأجهزة الأمنية المختصة، سوف تخضع لهما مباشرة بعد ذلك، ولكن غالبية القيادات العليا والوسطى بقيت ضد ترامب.
كما أعتقد ترامب وبانون أنهما سوف يكممان أفواه وسائل الإعلام الأمريكية، أو في أسوأ الأحوال سينجحان في تحييدها، ولكن تبين أن هذا أمر مستحيل، كما تبين أن المجتمع الأمريكي يستحيل إخضاعه.
أما فيما يتعلق برجال الأعمال، فإن الجزء الأساس من أصحاب رؤوس المال ما زالوا بعد مبتهجين، لأن ترامب وعد بتخفيض الضرائب، وإزالة القيود عنهم، وأنهم سوف يبدأون بكسب المزيد من الأرباح، من دون الاهتمام بأحوال العاملين لديهم، أو بمسائل تلوث البيئة وغير ذلك.
بالإضافة إلى كل ذلك، يعمل ترامب وبانون على إحداث التغييرات بصورة حادة، ومن دون تحضير أو تشاور، والتأثير الذي ينجم عن تصرفاتهم بات يخلق جوا من الرفض.
وفي ظل وضع كهذا، فإن مبادرة حادة وجديدة، يمكن أن تصبح النقطة الأخيرة، في بدء عملية عزل الرئيس ترامب.