قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إن الثقافة العربية هي ثقافة بناء وليست ثقافة هدم، والمسلمين والعرب حافظوا على حضارات الأمم السابقة، مشيرا إلى أن قضية الثقافة هي المفتاح الأول لمواجهة الفكر المتطرف.
وقال وزير الأوقاف - في كلمة له الْيَوْمَ في افتتاح الاحتفال بيوم التراث الثقافي العربي بمقر الجامعة العربية - أن الثقافة العربية لم تهدم أي حضارة أخرى ولَم تبن على أنقاض غيرها ، مشيرا إلى "من يقم بزيارة خاطفة لأي مدينة عربية كمدينة الأقصر سيجد إن الحضارة العربية حافظت على جميع الحضارات السابقة".
وأضاف: "فِي مؤتمر دولي موسع عقد في الأقصر، تعمدت اصطحاب علماء الدين للمعابد في الأقصر ليروا كيف تم المحافظة عليها . بينما عمدت الدول الاستعمارية لطمس حضارات الدول التي احتلتها في وقت لم يحطم المسلمون والعرب تمثالا واحدا".
وأكد أهمية التصدي الفكري للتطرف ، قائلا "لو حاورني أحد المتطرفين ، وقال : لي خذ حزاما ناسفا ، سأقول له إن كان هذا الحزام يوصلني للجنة فلماذا لا تقوم أنت بهذه العملية لتذهب للجنة كما تزعم".
وأضاف "كنّا في لقاء مع أحد مديري الأمن قال لنا بقدر ما يقوم العلماء والمثقفون بالتصدي للفكر المتطرف ، فإنهم يصدون الرصاص عن الجنود."
وتابع: "ربما كنّا نبذل جهودا في أوساط النخب وفِي المدن لكن يجب أن ننزل للقرى والبوادي والوديان حيث يذهب المتطرفون لهذه المناطق ومن هنا يجب الاهتمام بالمناطق المحرومة ثقافيا ، مشيرا إلى أهمية تحقيق مفهوم العدالة الثقافية الذي أطلقه وزير الثقافة حلمي النمنم".
وأشار إلى أن الحضارة العربية الإسلامية تقوم على الأخلاق والمروءة والكرم وعرف العرب بالحفاظ على القيم ، وجاء الرسول"ص" ليتمم مكارم الأخلاق ، وأي حضارة لاتقوم على الأخلاق تحمل عوامل سقوطها.
وشدد وزير الآثار خالد العناني على ضرورة تضافر الجهود من أجل حماية التراث العربي باعتباره معبرا عن هوية الامة ، مؤكدا أن أي جرائم ضد هذا التراث والممتلكات الثقافية العربية هي جرائم ضد الإنسانية.
وأكد العناني - في كلمته أمام احتفالية الجامعة العربية بيوم التراث العربي والتي ألقاها نيابة عنه مصطفى أمين ، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ، حرص مصر على تعزيز التعاون مع أشقائها العرب لحماية التراث من عمليات التخريب والاتجار غير المشروع في الآثار.
ولفت الى أن مصر تقوم حاليا باعداد مذكرة تفاهم إقليمية لحظر التعامل في الآثار المنهوبة ووقف الاتجار بها.
وطالب العناني في كلمته الجامعة العربية برعاية المتاحف المتنقلة بين الدول العربية لافتا إلى أهمية هذه المتاحف من أجل التوعية بالتراث الثقافي والحضاري للامة.
من جانبه قال محمد يحي راشد وزير السياحة - في كلمته التى ألقتها نيابة عنه المتحدث باسم وزارة السياحة أميمة الحسيني - إن علاقتنا نحن العرب بتراثنا هي علاقة عضوية، فثقافتنا مازالت تنهل من هذا التراث فمن ليس له تاريخ ليس له ماضي.
وأشار إلى أن قطاع السياحة يلعب دورا مهما في الاقتصاد المصري حيث يخلق فرص عمل ويجلب العملة الأجنبية وله تأثير مهم على باقي القطاعات الاقتصادية.
وأكد أهمية الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي ، مشيرا إلى أنه في هذا الإطار تبنت الأمم المتحدة ومنظمة السياحة العالمية مفهوما للتنمية المستدامة للسياحة للحفاظ على مقوماتها.
ولفت إلى خطورة النشاطات السياحية المكثفة وما ينجم عنها من تأثيرات على التراث وموارد البيئة الطبيعية نتيجة زيادة أعداد السياح الذين يزورون المناطق التراثية المميزة وتدفق السياحة العشوائي مما يؤثر في نهاية المطاف على هذه المناطق ويجعلها منفرة للسياح.
وقال إن كنوزنا الأثرية تتفوق عبر العالم أجمع، فثلث آثار العالم في مدينة الأقصر كما سيتم افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يمثل نافذة حضارية للعالم الأجمع لللاطلاع على تراثنا.
وأضاف " ستظل اهراماتنا الخالدة شامخة لتكون خير دليل على إنفرادنا الحضاري ، وسيظل أبو الهول يحاكي الزمن بما اجتزنا من صعاب مما أرهقتنا المحن" وسيبقى موروثنا الفني والثقافي صامدا مواجهة قوى العنف والارهاب.
وأدان في هذا الإطار كل الممارسات التي قامت بها قوى التطرّف في التراث العربي خاصة ما حدث للآثار العراقية لاسيما ماحدث في الموصل.
وَقّال إن مصر العروبة تمد يدها للجميع ومصر ستبقي قوية، شامخة وهي بكنوزها الخلابة ونيلها الخالد تدعوكم لزيارتها.
ودعا للتكامل العربي في مجال السياحة ، مشيرا إلى حرص مصر على تنمية السياحة العربية حيث تمضي قدما في هذا المجال عبر برامج مميزة.
من جهته ، قال المدير الإقليمي لليونيسكو غيث فريز إن المنطقة العربية في أمس الحاجة للترويج والاستفادة من الثراء الثقافي العظيم المتوفر لديها سواء التراث الملموس كالمواقع الثقافية أو غير الملموس مثل الأدب والشعر.
وأضاف "لعل السمات الثقافية المشتركة تشجع وضع خطط إقليمية في المجال الثقافي منهما محاربة الاتجار في التراث الثقافي.
وأردف قائلا "كل فرص النجاح متوفرة لذلك إن أردنا ذلك وعملنا بجد".
وتطرق لماحدث في مدينة الموصل بشمال العراق، مشيرا إلى أن المديرة العامة لليونيسكو ذهبت لهناك واستنكرت هذا العمل و تم إطلاق مبادرة "متحدون مع التراث" ثم أعيد إطلاقها من المتحف الإسلامي الذي تعرض لاعتداء ارهابي غاشم في عام ٢٠١٤.
وقال لقد ساعدت اليونيسكو مصر في احياء هذا المتحف الذي يمثل جانبا مهما من التراث العربي الإسلامي وافتتح برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد المدير الإقليمي لليونسكو أن منظمته لن تألوا جهدا في دعم الدول العربية في المجال الثقافي.
وبعد إنتهاء الجلسة الافتتاحية للاحتفال بيوم التراث الثقافي العربي تفقد الوزراء والضيوف معرضا للتراث الثقافي العربي ضم أجنحة من عدة دول عربية.