"يطلع من نقرة يقع في دحديرة".. مثل شعبي أصبح في الوقت الراهن ينطبق معناه حرفيا على الفلاح المصري البسيط، فلا يمر شهرًا كاملًا؛ إلا وتفجر أزمة جديدة، بداية من الأسمدة، والمبيدات، حتى وصل الأمر إلى انتشار الحمى القلاعية، بمخلف المحافظات؛ بل وصل الأمر إلى الثروة الداجنة وانتشار أنفلونزا الطيور الذي أصبح شبحًا يهدد الثروتين "الداجنة والحيوانية" وسط ارتفاع أسعار الأدوية تارة وإختفائها تارة أخرى.
ما هي "الحمى القلاعية"
تعرف الهيئة العامة للخدمات البيطرية، "الحمى القلاعية" بأنها فيروس وبائى، سريع الانتشار، ينشط فى فصل الشتاء، ينتقل عن طريق الهواء، ويصيب الأمهات، الأمر الذي يسبب نفوق فى الأعمار، بما يترتب عليه خسائر اقتصادية فادحة، من "ألبان ولحوم".
إجراءات الوقائية
تؤكد، الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن إجراءات الوقائية التي تقوم بها، تشمل (الإبلاغ بالإصابات، والعزل، والعلاج، والتحصين، وعزل نطاق بؤرة الإصابة عن باقي البؤر، والسيطرة على الأسواق، وحركة انتقالها خلال فترة انتشار المرض، بالإضافة إلى توعية المربين بعدم الشراء من الأسواق وخاصة المجهولة المصدر، بالإضافة إلي عزل الرؤوس الجديد 21 يوما لتبين حالته).
الطب البيطري يرفع حالة الطوارئ
أعلنت مديريات الطب البيطرى، علي مستوي الجمهورية، رفع حالة الطوارئ والتأهب القسوي، بعد إصابة العديد من رؤوس الماشية بـ"الحمى القلاعية"، وذلك استعدادات لمواجهة المرض، والدفع بقوافل بيطرية لتحصين الماشية في العديد من المحافظات كان أبرزها، "الأقصر- المنوفية- الإسكندرية- البحيرة- الفيوم- الشرقية- دمياط- الوادي الجديد- الدقهلية- المنيا- بني سويف".
"1109" حالة مصابة
وأعلن مدير عام إدارة خدمات الإرشاد البيطرى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، الدكتور عصام عبد الشكور، ارتفاع حالات الماشية الإصابة بـالحمى القلاعية، بداية من يناير، حتي نهاية فبراير، إلي 1109 حالة، ووصول الحيوانات النافقة إلى 121 رأسًا، بالإضافة إلى بلوغ عدد بؤر الاشتباه 220، وعدد البؤر الايجابية بلغت 41 بؤرة بمختلف المحافظات.
أنفلونزا الطيور
أعلنت الإدارة المركزية للطب الوقائى بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، بشأن الموقف الحالي للسلالة الجديدة لفيروس H5N8 لإنفلونزا الطيور، عن ظهور 10 بؤر مصابة بإنفلونزا الطيور في عدد من المحافظات، بواقع 1بؤرة فى القاهرة والجيزة، و3 فى الشرقية، و2 فى الإسماعيلية، و1 فى البحيرة، و1فى دمياط، و1فى المنيا".
انخفاض الأسعار
وانخفضت أسعار الدواجن بالسوق المحلية، حتى سجل سعر كيلو الفراخ البيضاء 23 جنيهًا، وكيلو البلدى 32 جنيهًا، وكيلو اللحم الساسو 32 جنيهًا، وكيلو "الأمهات" إلى 22 جنيهًا، وتراوح سعر الكتكوت الأبيض من 5.50 إلى 5.75 جنيه، والكتكوت الساسو من 3 إلى 3.25 جنيه.
كارثة
في السياق ذاته، قال أخصائي الطب الوقائي الدكتور أحمد حسنين: إن الاحصائيات التي تم الإعلان عنها من قبل وزارة الصحة بشأن ظاهرتي "الحمى القلاعية وأنفلونزا الطيور" تنذر بكارثة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأدوية، وعدم تواجدها بكافة الأماكن.
وأضاف، "حسنين" لـ"أهل مصر"، أنه بالرغم من إعلان وزارة الصحة توفر عقار "التاميفلو" بالصيدليات، إلا أنه من الممكن تفشي الوباء وعدم قدرة وزارة الصحة علي مواجهته بسبب الآليات المتبعة للعلاج.
وتابع "حسنين" أن يجب علي وزارة الصحة توجية الضربات الاستباقية للأمراض، من خلال إرسال وفود بيطرية مستمرة للتفتيش علي الأماكن التي بها تربية الطيور، ومزارع الدواجن، بالإضافة إلى العمل علي سرعة إنتاج "عقار التاميفلو"، وزيادة أمصال التحصين، قبل انتشار وتفشي الظاهرة.
تقاعس لجان الوقاية
وبدوره، قال رئيس شعبة الدواجن الدكتور عبد العزيز السيد: ان الانتشار السريع للمرض يرجع إلى تقاعس لجان الوقاية عن أداء دورها.
وأضاف" السيد "، لـ"أهل مصر" أن شعبة الدواجن، تنادي منذ فترة طويلة، بتطوير تربية وصناعة الدواجن، والتخلي عن الطرق العشوائية والبدائية في التربية والتصنيع.
وتابع، أن الفيروس موجود بالطبع في الحقول المصرية، ولكن يجب تحجيمه، وليس تسكينه كما يتم فعله، لافتًا إلى أنه في العام الماضي تم نشر ما يقرب من 5% من الأمصال لمنع دخول الوباء الحقول.