يصادف أن يحل اليوم الأول من مارس ذكرى ميلاد رجلين بارزين في عالم السياسة في مصر وإسرائيل الأول ينتمي لفترة السبعينات واغتيل على يد يهودي مثله وهو رئيس الوزراء إسحق رابين، والثاني وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، الذي أجبرته ثورة 25 يناير على الإقالة ثم تعرض للمحاكمة بشأن عدة جرائم تورط فيها داخليًا وخارجيًا. كلا الرجلين كان لهما دورًا بارزًا في التأثير في الأحداث التي سبقت إنهاء كل منهما لمنصبه.
تولى اللواء حبيب العادلي وزارة الداخلية من عام 1997 حتى عام 2011. المنصب خلفًًا للواء حسن الألفي إثر مذبحة الأقصر في 1997. وتمت إقالته في يوم 31 يناير 2011 بعد أحداث ثورة 25 يناير والتي اتهمت فيها الشرطة بمحاولة تفريق المتظاهرين بالقوة، مما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى بين المتظاهرين. تم حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق في قضايا فساد مالي بدءًا من 18 فبراير 2011. كما حكم عليه بـ12 سنة بتهم تتعلق بفساد مالي وغسيل أموال.
وفي أولى جلسات محاكمته في 3 أغسطس 2011 كان يجاوره في قفض الاتهام الرئيس المخلوع حسني مبارك مع نجليه علاء وجمال وعدد من المتهمين. الجدير بالذكر أن حبيب العادلي مع حسني مبارك كانا في زيارة للمكان ذاته يوم 2312011 قبل 25 يناير بيومين اثنين في أثناء الاحتفال بعيد الشرطة المصرية.
عُين مساعدًا أول لوزير الداخلية ولجهاز مباحث أمن الدولة (الأمن الوطني حاليًا) في 5 فبراير 1995. وفي 18 نوفمبر 1997 عين وزير للداخلية في مصر خلفًا لحسن الألفي. وظل في منصبه حتى إقالة الحكومة المصرية في 29 يناير 2011 نتيجة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة المصرية. حكم عليه وعلى حسنى مبارك بالمؤبد في قضية قتل المتظاهرين يوم السبت 02 يونيو 2012 بتهم القتل والشروع بالقتل.
وعن إسحاق رابين (1 مارس 1922 - 4 نوفمبر 1995) هو رئيس الوزراء الخامس لإسرائيل، يُعد من أبرز الشخصيات الإسرائيلية وأحد أهم متخذي القرارات في الشؤون الخارجية، العسكرية والأمنية في إسرائيل. تقلد المنصب في فترتين؛ الأولى من 1974 إلى 1977 والثانية من 1992 انتهت بإطلاق الرصاص عليه ومقتله في 4 نوفمبر 1995 على يد قاتل يهودي اسمه إيجال عامير، يعد رابين من أشهر رجالات البالماخ المتفرعة من الهاجاناه العسكرية.
وُلد رابين في مدينة القدس إبّان الانتداب البريطاني لفلسطين لنحميا (أوكراني) وروزا (بيلاروسية)، انتقلت عائلته بعد سنة من ميلاده إلى تل أبيب، عندما اندلعت حرب 1948 تعين قائدا لسرية "هارئيل" التي قاتلت في منطقة القدس؛ ويشير المؤرخ اليهودي إيلان بابي في كتابة التطهير العرقي لفلسطين بأن إسحاق رابين هو أحد مهندسي ومخططي ومنفذي عملية ترحيل الفلسطينيين التي نفذتها الحركة الصهيونية على أرض فلسطين. وعند انتهاء الحرب اشترك في محادثات الهدنة التي دارت بين إسرائيل ومصر في جزيرة رودس اليونانية.
في ديسمبر 1963 عينه ليفي إشكول (رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الحين) رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي. عندما اندلعت حرب الأيام الستة في 1967 كان رابين لا يزال يتقلد منصب رئيس الأركان.
في عام 1992، تمكّن رابين من الفوز بمنصب رئيس الوزراء للمرة الثانية، ولعب دورًا أساسيًا في معاهدة أوسلو للسلام التي أنجبت السلطة الفلسطينية وأعطتها السيطرة الجزئية على كل من قطاع غزة والضفّة الغربية. وفي الفترة الثانية لرئاسة رابين للوزراء، توصلت إسرائيل لاتفاقية سلام مع الأردن مع اتّساع كبير في بقعة المستوطنات الإسرائيلية في كل من الضفّة الغربية وقطاع غزّة.
ولدوره الريادي في اتفاقية أوسلو للسلام، فقد تمّ منح رابين جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع كل من ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية وشيمون بيريز وزير خارجيته.
وفي 4 نوفمبر 1995، وخلال مهرجان خطابي مؤيّد للسلام في ميدان "ملوك إسرائيل" (اليوم: ميدان رابين) في مدينة تل أبيب، أقدم اليهودي المتطرّف إيجال أمير على إطلاق النار على إسحق رابين، وكانت الإصابة مميتة إذ مات على إثرها على سرير العمليات في المستشفى ساعة محاولة الأطباء إنقاذ حياته.