تقدم النائب أحمد عبده الجراز، عضو مجلس النواب عن دائرة البساتين، وعضو لجنة حقوق الإنسان، ببيان عاجل إلى الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، اليوم، موجهاً إلى الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، بشأن ما أثارته وسائل الإعلام حول قضية الإعتداء الجنسي بدور رعاية الأيتام المسماه "إنقاذ الطفولة".
أزمات دور الأيتام تصاعدت في الآونة الأخيرة، لتصل إلى ذروتها، بدءاً من تعذيب الأطفال بإجبارهم على الحموم بالمياه الباردة صباحاً، في واقعة شهيرة أثارتها وسائل التواصل الإجتماعي، مرورا بالمعاملة العنيفة والضرب التي يتلقاه الأطفال مرارا وتكراراً، لتصل مؤخرا إلى الإعتداء الجنسي.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، قضية الاعتداء الجنسي على 34 طفلا بدار أيتام عين شمس، حسبما قالت أخصائية نفسية تدعى صفاء تعمل بالدار، التي أكدت أنها وجدت طفلا عمره 9 سنوات يعاني من ألم شديد، فتوجهت به إلى الطبيب، وتبين أنه تم الاعتداء عليه جنسيًا من قبل شاب نزيل بالدار أيضًا، موضحة أنها واجهت الشاب، وتبين أنها ليست المرة الأولى التي يتعدى فيها على الأطفال، مضيفة: "كتبت تقريرا مفصلا وأرسلته إلى مدير الدار، وكان رده عليّ بطردي من الدار".
في ذات السياق، قال النائب علاء عابد، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن ماتشهده دور الأيتام يعد مهزلة حقيقية، ومؤشرا قويا على ضعف الرقابة، الذي طالما عانت منه العديد من المؤسسات خلال السنوات الماضية، مؤكدا على أن مايتم داخل دور الأيتام هو في النهاية حصيلة لتغيير الدور الذي تقوم به، فبدلا من حماية الأطفال وتنشأتهم بشكل سليم، تهيأهم ليصبحوا مواطنين غير صالحة، تنشر الإجرام والفوضى في المستقبل.
وأضاف في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن أزمات دور الأيتام، ليست وليدة اللحظة، فمنذ زمن طويل ونحن نسمع عن انتهاك حقوق الأطفال بالدور، ومعاملتهم معاملة سيئة للغاية، كما أن انتشار الدور الغير مرخصة، وتحولها لسبوبة، على حد وصفه، أدى إلى ضعف الدور الذي تقوم به، كما أن العاملين بالدور غير مؤهلين لعناية الأطفال، وتنشأتهم بشكل سليم.
وأوضح أحمد عبده الجزار، عضو لجنة حقوق الانسان، أن دور الرعاية هدفها حماية الأطفال، وتوفير الرعاية النفسية والدعم العاطفي لهم، والعمل على جعلهم عنصر نافع في المجتمع، مشيرًا إلى أنه ليس من المعقول أن يتم داخل هذه الدور افعال شنيعة تهدد الاطفال وتجعلهم نواه حقيقية لاعمال إجرامية ضد المجتمع.
وأضاف في تصريحات صحفية، أنه سيتقدم بطلب إلى اللجنة لعمل زيارة ميدانية لهذه الدار وللوقوف على ما يحدث داخلها، مشددًا على ضرورة حصول المتسببين في هذه الجرائم الجنسية على أشد العقوبة التي قد تصل إلى الإعدام.
واقعة الاعتداء الجنسي على 34 طفلاً في دار أيتام بعين شمس، ليست الأول من نوعها، بل سبقها عدة وقائع، كان لها نصيبًا من الاهتمام الإعلامي والمجتمعي، ورغم ذلك لم يتم وضع حل جذري لهذه المشكلة..
إجبار طفل على الاستحمام بالماء البارد بدار الأورمان
استكمالًا لسلسلة الانتهاكات، عذّبت مشرفة بدار أيتام الأورمان في التجمع الخامس طفلا صغيرا يبلغ من العمر 4 أعوام؛ عن طريق إجباره على الاستحمام بماء بارد، خلال شهر يناير الماضي، وهو ما رصدته مواطنة تقطن أمام الدار، تدعى أميرة عبد اللطيف، ونشرت الواقعة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وبررت المشرفة صاحبت الواقعة، والتي تدعى نهى عبد الله، موقفها بأن الطفل تبول على نفسه مرتين أثناء النوم، ومن ثم أجبرته على الاستحمام بالماء البارد عقابا له حتى يكف عن التبول على نفسه، والغريب في الأمر، موقف وزارة التضامن الاجتماعي التي اكتفت بمعاقبة المشرفة ونقل الأطفال إلى دار الأورمان بالجيزة، دون معاقبة المسؤولين عن الدار برمتها، التي تغيب عنها الرقابة بصورة تامة، ولولا السيدة التي رصدت واقعة التعذيب ونشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لاستمر التعذيب يمارس في حق الأطفال.
مدير دار أيتام يركل الأطفال بقدمه
ولم تكن واقعة دار الأورمان التي عرفتها وزارة التضامن الاجتماعي بالصدفة، الأولى من نوعها، لكن سبقتها عدة وقائع أخرى، أبرزها، تعذيب أطفال دار أيتام مكة، التي ضرب فيها مدير الدار، أسامة عثمان، الأطفال المقيمين بعصا كبيرة على رؤوسهم وأيديهم، ثم ركلهم بقدمه ليسقطوا على الأرض، وانتشر الفيديو الذي فضح المعتدي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشفت التحقيقات أن زوجة المتهم من صورته أثناء تعذيب الأطفال، وبسؤال الأطفال، تبين أن مدير الدار اعتاد تعذيبهم بهذه الطرق الوحشية، وبرر المعتدي فعلته بأنه يعاقب الأطفال لفتحهم الثلاجة والتليفزيون دون موافقته، وتم تحويله إلى النيابة والحكم عليه بـ3 سنوات, وتم حل مجلس إدارة دار مكة للأيتام ونقل الأطفال، وبعد الواقعة، وكالمعتاد، تحركت وزارة التضامن الاجتماعي فقط، بعد انتشار فيديو التعذيب الذي سجلته له زوجته بالصدفة، بعد خلاف نشب بينهما، ما دعا المتهم إلى الهرب، لكن قوات الشرطة ألقت القبض عليه.
حرق الفتيات بدار أيتام جنة الخير
وتأتي واقعة تعذيب فتيات دار أيتام جنة الخير، ضمن سلسلة الانتهاكات التي تجرى في دور الأيتام، حيث أجبرت مشرفة بالدار الفتيات على الجلوس على سخان أو شيء معدني ساخن، ما أصابهن بحروق في مناطق حساسة بأجسادهن، بينهن طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، ورغم اتخاذ وزارة التضامن الاجتماعي قرارا بإغلاق الدار، لكن تم فتحها مرة أخرى وبنفس الإدارة، كما تردد في وسائل الإعلام، ونقلت الفتيات اللاتي تم تعذيبهن إلى الدار مرة أخرى، بعدما ادعت المديرة أن الدار لم تشهد أي تعذيب لأي فتاة، والطفلة ذات السبعة أعوام، حرقت نتيجة إلقاء طفلة أخرى مادة كاوية عليها.
توزيع حبوب وسجائر على الأطفال بدار الحنان
وضمن الانتهاكات والوقائع المخزية، عذّب أحد المشرفين بدار الحنان، طفلا يدعى علاء يبلغ من العمر 12 عاما؛ بركله وسبه بأقزع الألفاظ، وتبين الأمر من خلال تصوير أحد المجهولين الواقعة ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ولم يتوقف الأمر على هذا، لكن المشرفين بالدار اعتادوا حرمان الأطفال من الطعام وسبهم, وتم اكتشاف ذلك عن طريق الصدفة أيضًا من خلال تصوير أحد المشرفين.
وبعد قرار اللواء أحمد حلمي الهياتمي، محافظ السويس آنذاك، نقل مدير دار الحنان للرعاية المتكاملة بمنطقة الملاحة بحي السويس، وتعيين مدير جديد للدار وتحويل الإدارة المسؤولة عن الدار للتحقيق أمام الشؤون القانونية بالمحافظة، شهدت نفس الدار واقعة تعذيب لطفل آخر يدعى أحمد، حيث تداول بعض النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” فيديو يوضح ضرب أحد المشرفين الطفل بسبب غنائه، كما تبين وجود حالات شذوذ جنسي بين الأطفال، إلى جانب ترويج المشرفين السجائر والحبوب بين الأطفال.
تعذيب أطفال رضع بدار النزهة
أما عن دار النزهة للأيتام، عذبت المشرفات ثلاث أطفال، هم "زياد، مريم، سجود" تتراوح أعمارهم بين شهرين وعام؛ بضرب الطفل زياد بآلة حادة، إلى جانب إهمال الأطفال الرضع حتى أصيبوا بحالة إعياء شديد، وتلقى قسم النزهة بلاغًا من أحد العاملين بالدار يفيد تعذيب بعض المشرفات الأطفال بالدار، حتى ألقي القبض عليهن، وتم إيداع الأطفال الثلاثة "جمعية بنت مصر" لرعاية الأيتام.