"السيسي" يرد على الغطرسة الروسية بتوطيد العلاقات مع أمريكا وألمانيا.. وخبير: موسكو تعلمت الدرس

السيسي

آثار رفض مصر لمقترح الحكومة الروسية بإنشاء قاعدة عسكرية لها في مصر، غضب الإدارة الروسية، مما جعلها تماطل في عودة السياحة الروسية وبناء المحطات النووية والمنطقة الصناعية في قناه السويس، كوسيلة للضغط على مصر، إلا أن رد الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء سريعًا بتوطيد العلاقات مع أمريكا وألمانيا، مما جعل روسيا تعود إلى رشدها خوفًا من خسارة حليف هام لها في الشرق الأوسط كمصر، خاصةً بعد تصريحات حلف الناتو الأخيرة أن مصر الشريك الأقوى للحلف في الشرق الأوسط وإفريقيا.

رفض المقترح الروسي

قال الإعلامي أحمد المسلماني، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي رفض إقامة قاعدة روسية في منطقة الساحل الشمالي بمصر مثلما رفض من قبل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إقامة قاعدة أمريكية في مصر.

وأضاف المسلماني، أن موقف الدولة المصرية واضح برفض إقامة قواعد عسكرية على أراضيها منذ حرب أكتوبر 1973، لافتًا إلى مسارعة مصر بنفي الأنباء التي ترددت عن مفاوضات مع روسيا لإقامة قاعدة عسكرية في منطقة سيدي براني في الساحل الشمالي، متابعًا: "مبارك رفض إقامة قاعدة عسكرية أمريكية على البحر الأحمر خلال عهده احترامًا للثوابت الوطنية ولموقف مصر الرافض لإقامة أي قاعدة عسكرية أجنبية لأي دولة، منوهًا لطلب الولايات المتحدة من الرئيس الراحل محمد أنور السادات إقامة قاعدة أمريكية ورفضه كذلك للطلب الأمريكي".

غضب روسي

وعقب رفض الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقترح الحكومة الروسية بإنشاء قاعدة عسكرية لها في مصر، اتخذت روسيا مشروعاتها في مصر وسيلة للضغط على الإدارة المصرية للموافقة على مقترحها، حيث ماطلت في قرارها بعودة السياحة الروسية إلى مصر متحججة بحادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء، إضافةً إلى تعطيل بناء المحطات النووية التي تقوم بتمويلها في مصر، والمنطقة الصناعية المقرر إنشاءها في قناة السويس.

السيسي يزور أمريكا

وردًا على غطرسة الإدارة الروسية، والتأكيد على أن الدولة المصرية لا تستجيب لأي ضغوطات، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوطيد العلاقات المصرية مع أمريكا، حيث كشفت وزارة الخارجية المصرية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيزور الولايات المتحدة الأمريكية خلال الشهر الجاري.

وقال مصدر مسؤول، إن الزيارة المرتقبة للسيسي تهدف لإجراء مباحثات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، في أول زيارة رسمية له للبيت الأبيض منذ توليه السلطة في يونيو2013، مشيرًا إلى أن الزيارة ستشهد بحث العديد من الملفات، على رأسها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسعي لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومواجهة الإرهاب، والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأيضًا ملف التسليح المتعلق بالمعونة الأمريكية العسكرية التي تحتاج إلى صياغة جديدة.

وأوضح أن هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي وجهها للسيسي في أول محادثة هاتفية جمعت بينهما في 20 يناير الماضي.

توطيد العلاقات مع ألمانيا

وفي إطار توطيد العلاقات المصرية مع ألمانيا، زارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، القاهرة، والتقت بالرئيس السيسي وكبار القادة المصريين والمسؤولين في مجالات الاقتصاد والشؤون الدينية.

وتأتي الزيارة الألمانية في إطار دعم العلاقات الاقتصادية المصرية الألمانية حيث شمل وفد ميركل كبار مسؤولي الشركات الألمانية وشركات الاستثمار والاقتصاد والتي منها "الاتحاد الفدرالي للغرف التجارية ودعم الاقتصاد والاستثمار في مصر بالإضافة إلى اتحادات غرف تجارية في 16 ولاية ألمانية".

كما تناولت الزيارة في إطار المباحثات الألمانية المصرية سبل دعمم وتعزيز العلاقات المصرية الألمانية بين مصر وألمانيا، بالإضافة إلى العديد من الملفات الساخنة في المنطقة وعلى رأسها محاربة الإرهاب والهجرة غير القانونية والصراع العربي الإسرائيلي وسبل تعزيز الشراكة بين البلدين في كافة المجالات ذات الإهتمام المشترك.

روسيا تعيد توطيد العلاقات

وخوفًا من خسارة حليفها في الشرق الأوسط، أرسلت روسيا وفد اقتصادي روسي رفيع المستوى إلى مصر مطلع الشهر الجاري، لبحث إنشاء منطقة صناعية روسية شرق بورسعيد.

وكشف مصدر في وزارة التجارة والصناعة، أن وفد الشركات الروسية الذى يضم ممثلي 35 شركة برئاسة جليب نكيتين نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي، بحث مع المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة المصري عدد من الملفات الخاصة بالمنطقة الصناعية الروسية، وعلى رأسها مسألة توسيع المساحة المخصصة للمنطقة.

وأكد المصدر، أن الجانب الروسي أعلن في وقت سابق بشكل غير مباشر عن نيته لمطالبة مصر بزيادة المساحة المخصصة للمنطقة الصناعية الروسية شرق بورسعيد، ومن المنتظر أن يعلن الوفد الروسي موقفه حول زيادة المساحة المخصصة للمشروع الذي يضم عدة صناعات أبرزها "مجالات السيارات والأدوية ومعدات البترول والغاز وكلابات وصناعة السكك الحديدية والتعدينية والطاقة النووية"، لافتًا إلى أن اللقاء تطرق إلى دراسة الخطوات اللازمة للانتهاء من وضع التصور النهائي لتصميم المنطقة الصناعية الروسية.

ويسعى الجانب الروسى حاليًا إلى زيادة المساحة المخصصة للمنطقة الصناعية هناك لتصل إلى 20 ألف كيلو، منوهًا بأن المساحة الحالية المتوافق عليها بين الجانبين 800 كيلو فقط، على أن يتم حسم ملف المساحة الكلية للمشروع خلال اللقاء، مضيفًا أن تدشين البنية التحتية للمشروع تبدأ فور توقيع "مصر وروسيا" اتفاق رسمي من خلال حكومة البلدين، موضحًا "جاري وضع دراسة التكلفة النهائية لعملية ترفيق المشروع خاصة وأنه يقع في منطقة حيوية لشرق بورسعيد".

روسيا استوعبت الدرس

ومن جانبه، أكد الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة العلاقات الدولية، أن الخطوات الأخيرة التي قامت بها روسيا في إطار توطيد العلاقات مع مصر أثبتت أنها استوعبت الدرس، وأنه لا يمكن استخدام أسلوب لي الذراع مع الدولة المصرية.

وأضاف البشبيشي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن روسيا أدركت أن ممارستها الأخيرة ستجعلها تخسر حليف هام في الشرق الأوسط وإفريقيا، لافتةً إلى أن رد الرئيس السيسي بالاتجاه إلى دول أوروية أخرى أفضل رد على استخدام روسيا أسلوب لي الذراع مع مصر.

وطالبت خبيرة العلاقات الدولية، الحكومة المصرية باستغلال رغبة روسيا في تحسين العلاقات مع مصر بالضغط عليها لعودة السياحة الروسية وتنشيط حركة السياحة، والتوقيع على اتفاقيات المشروعات المتأخرة في إطار تحسين الوضع الاقتصادي المصري.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً