لم يجد المصريين حلًا آخر لمواجهة الجماعات الارهابية والتى تتوسع بشكل كبير بالدول العربية والاسلامية وبالأخص فى مصر وكان آخرها المضايقات التى تعرض لها الأقباط فى العريش سوى تنظيم اتحاد قوى يضم الأزهر والكنيسة وتفعيلها بشكل قوى من أجل القضاء على الجماعات التكفيرية، والعمل على توجيه الضربات القاسية لهم عن طريق عدم الانسياق إلى خططهم التى يريدون بها التفرقة بين المسلمين والمسيحيين وذلك عن طريق عقد مجموعة كبيرة من الندوات والمؤتمرات بمشاركة الأزهر والكنيسة وذلك من أجل حث المواطنين على مواجهة الارهاب وعدم الانسياق وراءه.
10 سنوات من القطيعة
كانت أولى هذه الخطوات عندما قرر الأزهر والفاتيكان العودة إلى جلسات الحوار بعد قطيعة استمرت أكثر من 10 سنوات، والتى كان قد علقها بعد زيادة حدة التعرض السلبي للإسلام والمسلمين من جانب بابا الفاتيكان السابق بيندكت السادس عشر، لتعود العلاقات مرة أخرى فى عهد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الحالي.
وانتهت الندوة بوضع عدة توصيات أبرزها بضرورة معالجة أسباب ظواهر التعصب والتطرف والإرهاب والعنف من فقر وأمية وجهل وتوظيف الدين توظيفًا سياسيًا، وعدم فهم النصوص الدينية فهمًا صحيحًا، كما أوصت بالاهتمام بقضايا الشباب وفتح قنوات الحوار معهم لأجل بيان المفاهيم الصحيحة التي جاءت بها الأديان والاهتمام بتربية الشباب وتنمية قدراتهم.
شملت التوصيات التأكيد على أهمية العناية بمناهج التعليم التي ترسخ للقيم الإنسانية المشتركة، والاهتمام بقضايا المرأة والأسرة والشباب واستشعار المسئولية في العناية بالأطفال، والتأكيد على قيم الرحمة والمحبة والقيم الأخلاقية لمواجهة التعصب والتطرف والعنف والإرهاب، وبالاهتمام بكيفية إدارة الخلاف وبيان أن الاختلاف في العقيدة أو المذهب أو الفكر يجب ألا يضر بالتعايش السلمي وأن الاختلاف واقع معبر عن إرادة الله تعالى.
الأزهر يستقبل 600 عالم
لم يكتفى الأمر على الحوار الذى عقد بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان لمواجهة الإرهاب إنما امتد إلى تنظيم مشيخة الأزهر لمؤتمر عالمى والذى انطلق يوم الثلاثاء الماضى تحت عنوان "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" والذى أقيم بفندق فيرمونت هليوبوليس المطار بحضور ممثلي أكثر من 50 دولة، وبحضور أكثر من 600 عالم وشخصية.
وانتهى المؤتمر والذى استمر لمدة يومين ببيان ألقاه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كان من أهم نقاطه أن المجتمعين في مؤتمر " الحرية والمواطنة.. التنوع والكامل"، أعلنوا أن الأديان كلها براء من الإرهاب بشتى صوره وهم يدينوه أشده الإدانة ويستنكرونه أشد الاستنكار.
وأضاف أن المجتمعين يطالبون من يربطون الإسلام وغيره بالإرهاب بالتوقف عن هذا الاتهام الذى استقر فى أذهان الكثيرين بسبب هذه الأخطاء والدعوى المقصودة وغير المقصودة.
دور الأعلى للشؤون الإسلامية
وتحت عنوان المواطنة فريضة الوقت" شعار رفعته الندوة التى استضافها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والقس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر.
والذى أكد أن الاعتداء على أى مسيحى أو ممتلكاته اعتداء علينا جميعًا، كما أن الاعتداء على الكنائس يعد اعتداءً على المساجد، والدفاع عن ذلك جزء من الإيمان بعقيدة المسلمين"، هكذا استهل وزير الأوقاف كلمته، واستشهد بقول ابن حزم الذى أكد وجوب الدفاع عن المسيحيين بالسلاح إن اعتدى عليهم أحد، مشيرًا إلى أن البابا تواضروس أغلق الباب على دعاة الفتنة، وأكد أن ما جرى لأقباط العريش ليس تهجيرًا بل ظروف نعيشها جميعًا.