"الإرشاد الزراعي".. القشة التي قسمت ظهر وزارة الزراعة

مصدر: 70% من موظفي قطاع الإرشاد الزراعي تخطو سن الـ 50 عامًا.. نقيب الفلاحين: الوزارة همشت دور الإرشاد.. وخريجي كليات الزراعة "عواطلية"

يعاني قطاع الإرشاد الزراعي من تدهور شديد أصابه نتيجة انعدام الكفاءات، حتى إنه أصبح يلقب بقطاع "العواجيز"، لتوقف ضخ دماء شبابية به لأكثر من 20 عاما وأكثر، مما أدى لتقلص أعداد المرشدين الزراعيين بنسب كبيرة جدًا.

وأكد مصدر مسؤول بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن 70% من موظفي القطاع تخطو عمر الـ50 عامًا، وأصبحوا غير قادرين على ممارسة عملهم، والتزم عددا منهم مكاتبهم لا يخرجون منها ولا ينزلوا للفلاحين في الحقول كما كان يجري قبل 20 عاما.

وأضاف المصدر، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن تلف أغلب المحاصيل الزراعية يرجع إلى غياب دور الإرشاد الزراعي، وأخذ الفلاحين إرشادات زراعتهم من تجار بير السلم لبيع المبيدات شديدة السمية، موضحًا أن خطر غياب الإرشاد ظهر بقوة في فترة حظر أغلب الدول العربية والأجنبية لمنتجاتنا الزراعية من البطاطس والفلفل وباقي المحاصيل، بسبب أزمة زيادة متبقيات المبيدات بالخضروات والفاكهة المصدرة.

وأشار نقيب الفلاحين، رشدي أبو الوفا، إلى أن وزارة الزراعة همشت دور الإرشاد الزراعي بوقفها تعيين دفعات حديثة التخرج من شباب كليات الزراعة، الذين يعملون في مجالات أخرى لعدم توافر فرص عمل لهم رغم الاحتياج الشديد لهم في قطاع الإرشاد، الذي يحتاج إلى نشاط وحيوية الشباب في المرور على الحقول ونصح الفلاحين بالإرشادات السليمة في استخدام المبيدات والأسمدة.

وأضاف أبو الوفا، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن أغلب المزارعين يجهلون التعامل السليم مع محصول البطاطس من حيث التخزين أو التقطيع، مشيرًا إلى أنه يلجأ بعض منهم إلى استخدام مبيدات سيئة في تخزين محصول البطاطس تؤدي لإصابة المحصول بالتعفن والمرض، مما أدى إلى تراجع صادرتنا من البطاطس، بجانب زيادة أسعارها، لأن التالف منها أكثر من السليم.

ومن جانبه، أكد رئيس قطاع الهيئات وشؤون مكتب وزير الزراعة، الدكتور أحمد أبو اليزيد، أن وزير الزراعة الدكتور عبد المنعم البنا، عقد اجتماعا مع كافة قيادات الوزارة، لبحث آليات تفعيل منظومة الإرشاد الزراعي، بما يخدم الزراعة المصرية ويرتقي بالحاصلات الزراعية المصدرة للخارج والمستخدمة محليا.

وأضاف أبو اليزيد، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن تخفيض ميزانية وزارة الزراعة منذ عامين كان سببًا في عدم القدرة على ضخ دماء جديدة بقطاع الإرشاد، مؤكدا أنه سيتم تقديم مذكرة لمجلس الوزراء لرفع ميزانية الوزارة للتمكن من تعيين دفعات جديدة بقطاع الإرشاد والارتقاء بالقطاع.