تعمل وزارة الزراعة خلال الفترة المقبلة على التوسع في الذرة الصفراء لوقف فاتورة الاستيراد التي تنزفها الدولة سنويًا، والتي تبلغ حوالي 9 مليون طن سنويًا، وذلك بزيادة المساحات المنزرعة منها إلى 2 مليون فدان، حيث إن المساحات المزروعة حاليًا لا تتجاوز 350 ألف فدان.
وقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة، الدكتور حامد عبد الدايم، إن وزير الزراعة الدكتور عبد المنعم البنا، كلف بالتوسع في المساحات المزروعة من الذرة الصفراء المكون الأساسي لأعلاف الدواجن والحيوانات، والتي ارتفعت أسعارها خلال الفترة الماضية نتيجة نقص المزروع منها والاعتماد بشكل كلي على الاستيراد.
وأضاف عبد الدايم، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه متوقع زيادة المساحات المزروعة من الذرة الصفراء إلى 2 مليون فدان، لتحقيق نسبة اكتفاء ذاتي منها تصل إلى 70%، مشيرا إلى أن خطة الوزارة لن تكون مجرد تصريحات إعلامية فقط، بل ستحقق قريبًا بعد عمل الدراسات اللازمة بتوفير التقاوي والأراضي الصالحة للزراعة.
ومن جانبه، قال الخبير الزراعي، الدكتور علي إبراهيم، إن الحل الوحيد لأزمة ارتفاع الأعلاف تكمن في التوسع في الزراعات المكونة لتلك الأعلاف من الذرة الصفراء وفول الصويا، مشيرًا إلى أن وزراء الزراعة السابقين جميعهم صرح بالتوسع في زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا، ولكن هي مجرد تصريحات فقط دون تنفيذ.
وأضاف إبراهيم، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه يجب على وزارة الزراعة دعم مزارعي الذرة الصفراء، من خلال توفير تقاوى الذرة بأسعار مخفضة، حيث إن الشركات الخاصة تبيع كيلو التقاوي بسعر 60 جنيها، مشيرا إلى أنه يجب توفير كيلو التقاوي بسعر 30 جنيها فقط لتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة المحصول الاستراتيجي الهام.
وقال رئيس اتحاد الفلاحين، محمد فرج، إن هناك مجموعة من الشروط التي يجب على وزارة الزراعة القيام بها للتوسع في محصول الذرة الصفراء، مشيرًا إلى أن أولها تحديد سعر استرشادي لشراء الذرة من الفلاحين، بحيث يكون سعر مناسب ومربح ومشجع.
وأضاف فرج، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه يجب السرعة في توقيع عقود ثلاثية مع مزارعي الذرة بعد تحديد السعر الاسترشادى، تكون بين الوزارة والجمعيات والفلاحين، كما أنه يجب الاتفاق مع شركات إنتاج التقاوي ومراكز التجميع، والاتحاد العام لمنتجى الدواجن وغيرهم، حتى تستطيع الدولة وقف فاتورة الاستيراد البالغة أكثر من مليار ونصف المليار دولار سنويًا، من خلال إنتاج الأعلاف محليًا بالاعتماد على الزراعة.