تحل اليوم ذكرى اندلاع الشرارة الأولى لثورة 1919، تحت قيادة الزعيم الراحل سعد زغلول، حيث انطلقت الاحتجاجات الشعبية ضد السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، كنتيجة لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شؤون الدولة، بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد.
وفي ذكرى إندلاع الشرارة الأولى نرصد حكاية مهندس ثورة ١٩١٩ و رجل المهام المسلحة ضد الانجليز.
ميلاده
يعد عبد الرحمن فهمي بك، مهندس ثورة 1919، والرجل المسئول عن المهام المسلحة ضد الإنجليز، ولد " عبد الرحمن" بمحافظة القاهرة في 30 مارس عام 1870 م، حيث تخرج من المدرسة الحربية عام 1888 م، شارك في حملة الجيش المصري إلى السودان عام 1898 م، وأصبحت له علاقات قوية بالحركة الوطنية السودانية تدعمت بعد ثورة 1919 م المصرية.
الإحالة للمعاش
عمل عبد الرحمن فهمي، ياورًا لوزير الحربية مصطفى فهمى باشا، ثم نُقل إلى خدمة البوليس عام 1901 م وعمل مديرا مديرية الجيزة عام 1911 م، ونظرًا لأعماله الوطنية المبكّرة فقد تسببت تلك الأعمال في إبعاده من قبل السلطات الإنجليزية المحتلة عن مديرية الجيزة إلى وكالة الأوقاف المصرية في أواخر عام 1911 ، ليصطدم مع رغبة الخديوي عباس في الاستيلاء على قطعة أرض تابعة للأوقاف المصرية، ما دفع الخديوي إلى إصدار قرارٍ بإحالته إلى المعاش عام 1913 م.
اندلاع الثورة
ساهم عبد الرحمن فهمي في الثورة التي قادها الزعيم المصري سعد زغلول باشا عام 1919 م، حيث عمل على إنشاء وقيادة أخطر جهاز سري لحزب الوفد الذي شكله سعد زغلول باشا، كما ساعده في إنشاء هذا الجهاز وتنظيمه ابن أخيه الدكتور أحمد ماهر، رئيس وزراء مصر فيما بعد.
القبض عليه
في يوليو 1920 م، أُلقي القبض على عبد الرحمن فهمي بيك، الذي كان يُشغل منصب السكرتير العام للجنة حزب الوفد المركزية، مع 26 شابًا وطنيًا من شباب مصر وحٌكموا في 20 يوليو 1920 م بتهمة إنشاء جمعية سرية باسم "الانتقام" تهدف إلى خلع السلطان أحمد فؤاد، وصدر الحكم بإعدام عبد الرحمن فهمي و6 من رفاقه الأبطال ثم جرى تخفيف الحكم إلى السجن لمدة 15 عامًا، وبسجن الباقين مُددا مختلفة.
إطلاق سراحه
ظل "فهمي" سجنيًا خلف القضان، حتى تم إطلاق سراحه مع عددٍ من المحبوسين معه، بعد تشكيل الزعيم سعد باشا زغلول لحكومته الوفدية الشعبية في يناير 1924 م، وكان إطلاق سراحهم بإصدار قانون خاص بالعفو عنهم.
نائب برلماني
وعقب خروجه من السجن، قام بإنشاء نقابات عمالية وطنية مصرية جديدة عام 1924 م، كما أصدر مجلتين عُماليتين تنطقان باسم حزب الوفد، ليجح في النهائة في إصدار جريدة الأخبار في 25 فبراير 1920 م برئاسة أمين بيك الرافعي، لينتهى به المطاف عضوا بمجلس النواب المصري عن دائرة "كرداسه".
وفاته
وفي 13 يوليو 1946 م، توفي مهندس ثورة 19، تاركًا خلفه 4 أبناء ومنهم الوزير مراد فهمي وزير الأشغال بعد ثورة 23 يوليو، كمال فهمي، ومحي الدين فهمي وصلاح فهمي.