بعد انقضاء 50 يومًا على تولى الرئيس دونالد ترامب، مقاليد حكم الولايات المتحدة الأمريكية، اتبعت أمريكا سياسة جديدة غير المتعارف عليها، اتضحت ملامحها الأولى عقب اعلان "ترامب" خلال برنامجه الانتخابى عن عمل جدار عازل بين أمريكا والمكسيك واجبار الطرف الأخير على دفع تكاليف هذا الحاجز.
ونستعرض خلال السطور القادمة الإجراءات التى اتبعها ترامب مع أيام الأولى فى الحكم.
منع دخول الأغلبية المسلمة
اثارت سياسة "ترامب" بعد مرور فترة قليلة من توليه الحكم حالات واسعة من الجدل فى الأوساط العربية والأجنبية على حد سواء، فمنع دخول مواطنى 7 دول وهم "العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال والسودان وايران"، وهى دول اغلبيتها مسلمة، أثار ضجة من النقاشات والقلق، وردًا على هذا القرار ادانت منظمات الدفاع عن الحقوق المدنية هذا القرار ووصفته بالعنصري.
وعلى الجانب القضائى وجد ترامب هجوما ضاربًا من جانب الاستئناف الامريكية التى امرت بتجميد قراره حول منع المسلمين من دخول أمريكا وطالبته بتقديم مزيد من الحجج للتصديق على قراره، وحدث تخبط بين المحاكم القضائية حينما أحدث ترامب تعديل بسيط فى قرار منع دخول المهاجرين واخرج العراق من ضمنهم، ولكن مازالت عدة محاكم ترفض هذا القرار.
الغاء مشروع "أوباما كير"
القرار السابق لم يكن الوحيد لترامب، حيث أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب في شهر فبراير الماضي، عن الغاء نظام التامين الصحي المعروف بأسم "اوباما كير" وصدق على مقترح قدمه الجمهوريين فى مجلس النواب، يخص نظام جديد للرعاية الصحية.
ولاقى قرار إلغاء "أوباما كير"، الذى وقعه الرئيس السابق "أوباما" فى عام 2010 معارضة واسعة فى قطاعات كبيرة من الشعب الأمريكى بمختلف أحزابه، وخرج بعض المواطنين للتظاهر فى شوارع ولاية كاليفورنيا الأمريكية اعتراضًا على الغاء العمل بمشروع أوباما للتأمين الصحي.
إقالة 46 مدعي عام
وعلى نفس المنوال طالب وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز، 46 مدعيًا عامًا ممن عينهم الرئيس السابق باراك أوباما، بتقديم إستقالتهم، ويعتبر هذا القرار بمثابة عملية روتينية تتم أثناء فوز رئيس جديد بمقاليد الحكم، ولكن الغريب فى الأمر هذه المرة هو مطالبة هذه الكمية من المدعين بتقديم استقالتهم فى وقتٍ واحد.
نقل السفارة الامريكية
"ترامب" لم يتوقف على حد الوقائع السابقة، حيث استخدم وعد بنقل السفارة الأمريكة المتواجدة بتل أبيب إلى القدس، كطريقة مثالية لكسب ود دولة إسرائيل ومساعدتها له اثناء حملته الانتخابية.
وأوضح "ترامب" فيما بعد أن القرار صعب تنفيذه حاليًا ولكنه يحتاج الى مزيد من الدراسة، ولكن المقلق في هذا الامر هو أنه بنقل السفارة الأمريكية الى القدس تتحول القدس الى عاصمة إسرائيل، وبهذا يضيع حق الفلسطينيين في أرضهم إلى الأبد.
وفى هذا الشأن وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تلك الخطوة بأنها ستدمر عملية السلام بين الطرفين، وحذرت السلطة الفلسطينية من التداعيات السلبية لهذه الخطوة على فرص تحقيق تسوية سياسية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
ومع هذه القرارات التى يتخذها الرئيس الأمريكى الجديد، يبقى السؤال مطروح أين يقود ترامب الولايات المتحدة الامريكية؟