اعلان

بعد إقامتها أول حفل غنائي منذ 3 عقود| السعودية تتبنى سياسة التغيير.. وخبراء: "المملكة على أعتاب مجتمع جديد"

الفنانان محمد عبده وراشد الماجد
كتب : أحمد سعد

لأول مرة منذ ما يقرب من 3 عقود، شهدت المملكة العربية السعودية، حفلا غنائيا، مساء الخميس الماضي، في عاصمتها الرياض، أحياه الفنانان محمد عبده وراشد الماجد، بحضور مئات الأشخاص، الذين حرصوا على التواجد والاستماع لأنغام موسيقى الفنان الشهير، مما أثار جدلا واسعا، نظرا لسياسة المملكة السعودية التي تحرص على مدار العقود الماضية على التطبيق الصارم لتعاليم الإسلام.

الأمر لم يتوقف عند الواقعة ذاتها، بل امتد لتوقعات مرتقبة في سياسية المملكة خلال الفترة المقبلة، فمنذ شهور أرست المملكة رؤيتها الجديدة لعام 2030، والتي اشتملت على خطط واسعة من بينها برامج اقتصادية واجتماعية وتنموية تستهدف تجهيز السعودية لمرحلة ما بعد النفط، كما تضمنت التي أعدها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، 3 تقسيمات رئيسية هي اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي، ووطن طموح.

وفيما يتعلق بالمجتمع تستهدف رؤية السعودية، انشاء مجتمعا حيويا بنيانه متين، عبر زيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عامًا، والارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي من المرتبة 26.

ومن المستهدف أيضا ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعيًا من 13% إلى 40%، وزيادة إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9% إلى 6%، ورفع عدد المواقع الأثرية المسجلة في اليونسكو إلى الضعف على الأقل.

الحفلة جاءت ضمن التوجه الجديد للسلطات السعودية، لتوسيع نطاق الأنشطة الترفيهية للشباب، بعد عزوف دام كثيرا عن الجانب الفني، ورغم معارضة الأوساط المحافظة لهذا التوجه، إلا أن المؤشرات تدل على تطوير ذلك التوجه والعمل على دفع عجلة الفن والجانب الترفيهي بالمملكة.

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن سمير الخبير الدولي، إن إقامة حفل غنائي في المملكة، يعطي دلالات عدة حول التغير في السياسة الحاكمة، فمن المعروف أن السعودية لها قواعد تسير عليها منذ مئات السنين، إلا أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين بها، والرغبة في تغيير العديد من الأسس الحاكمة، يؤكدا أن المملكة بدأت أول خطواتها نحو مجتمع جديد ربما يشبه العلمانية إلى حد كبير، إلا أنه ليس بالشكل والمعنى الكامل لها حتى الآن.

وأشار سمير، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن التحدث عن العلمانية في السعودية يمكن ألا يتوقعه أحد، نظرا للأطر والقواعد الحاكمة بها من سنوات، إلى جانب الفتاوى الهائلة التي تكفر العلمانيين وتحرم العلمانية، في وسائل إعلامها المختلفة، بدعوى "الحكم بغير ما أنزل الله" أو "الحكم بالطاغوت"، وبسبب الأرض التي تضم حدودها الحرمين الشريفين، ونشوء الدولة على تحالف بين مؤسسة دينية ومؤسسة سياسية، إلا أن الأمر يبدو أنه تغير كثيرا، متوقعا حدوث تغييرات كثيرة خلال الفترة المقبلة، في السياسة الحاكمة والتوجه إلى انفتاح المجتمع على كافة الأصعدة الفنية والترفيهية بالمملكة.

ومن جانبه يقول، الدكتور رفعت سيد أحمد، مؤسس مركز يافا للدراسات، إن التحدث عن الاتجاه العلماني في المملكة، أمر غير مفروض حاليا، فالأسس والقواعد التي تسير عليها المملكة منذ عقود، اتخذت منهجا واحدا، والتجديد سيكون في أضيق الحدود، كما أن الأمر ذاته سيحدث انقساما مجتمعيا بها، فهناك من لا يقبل فكرة الخروج عن العباءة التي اتسمت بها المملكة، وآخرون يؤيدون التجديد ولكن في أضيق الحدود.

وتابع سيد أحمد، في تصريحات خاصة، إلى أن إقامة مثل هذه الحفلات، بالتأكيد يعطي فروقا ظاهرة في نظام الحكم، إلا أن خطة المملكة للتطوير والنهوض بالمجتمع خلال السنوات المقبلة، أوضحت تلك النقاط وأثارتها بشكل كبير، مؤكدًا أن التطور الفني ليس بالضرورة يعني الاتجاه للعلمانية أو غيرها من الاتجاهات والمذاهب المختلفة.

يذكر أن صرح المتحدث باسم وزارة الثقافة السعودية، لوكالة "فرانس برس" الإخبارية، واصفا الحفل بأنه "تصرف فردي"، وكان عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء، قد أثار جدلًا في الأوساط السعودية في منتصف يناير من هذا العام، حين أفتى في برنامجه "مع سماحة المفتي"، المذاع على قناة "المجد العلمية" بتحريم الفن، ووصفه بأنه "لا خير فيه، ومدعاة لاختلاط الجنسين"، ردًا على سؤال كان قد ألقاه عليه أحد المواطنين، بخصوص إعلان هيئة الترفيه عزمها على إقامة الحفلات الغنائية.

منع النساء من حضور حفل راشد ومحمد عبده

بالفيديو.. مزاد عقال فنان العرب يتصدر تويتر في السعودية

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً