تشتهر محافظة الفيوم كغيرها بانتشار الأضرحة والمقامات بين مختلف مراكزها وقراها، والتي تصل إلى قرابة 300 مقام وضريح، ويطلق العديد من أسماء شيوخ تلك المقامات علي عدد من شوارعها، فلكل مقام حكايات يتناولها أهالي المحافظة حول كرامات صاحب كل مقام، ومن أبرز أولياء الله الصالحين الذين تعيش حكاياتهم حتى الآن، الشيخ علي الروبي، والشيخ محمد حبس الوحش، والشيخ أبوخلف، والشيخ البقلي، والشيخ سعد وسعيد، والشيخ عامر،وأبو العديم، والشيخ عطا، والشيخة مريم الذي ندرت المعلومات عنها، وحيرت الجميع ما بين كونها مسلمة ام مسيحية، الا ان ضريح الشيخ علي الروبي أشتهر بين الأهالي بأنه يشفي المرضى، ومنهم من قالوا عنه إنه يعالج العقم وتحمل النساء بمجرد زيارته، وكانت تقام لهم موالد في كل عام، ولكن كل هؤلاء أفل نجمه، ما عدا محمد حبس الوحش الذي ما زال مقامه يذخر بكل أنواع البشر كل يوم جمعة خاصة وقت الصلاة.
يقع مسجد وضريح الشيخ علي الروبي بمنطقة آثرية وسط حى شعبى بمدينة الفيوم، بجوار كوبرى المطافى ويتعلق بالضريح المحبين الذين يترددون عليه من مختلف قرى ومراكز المحافظة كما يقام به مولد كبير فى ليلة النصف من شعبان من كل عام ويتم خلالها تقديم الموائد وعمل الحفلات الدينية والابتهالات ويحضرها المحبين من كافة محافظات الجمهورية، يرجع تاريخه إلى أكثر من 700 سنة ،وهو أحد أشهر الأضرحة بمدينة الفيوم، والذي يحمل عبق التاريخ الذي يعود الي العهد المملوكي بعد ان امر ببنائة السلطان "الظاهربرقوق" عام 784 هجريًا تكريمًا لأستاذه العابد الشيخ علي الروبي الذي بشره بتوليه السلطنة عندما كان لازال أميرًا، والذي استوطن محافظة الفيوم حتي وافتة المنية في السادس العشرون من ذي الحجة عام 785 هجريًا 1391 ميلاديًا"، وقد تم إنشاء الضريح والمئذنة الأصليين في عهد السلطان برقوق، أما الضريح والمئذنة الحاليان فيرجع بناؤهما للعصر العثماني في عهد الأمير أحمد كتخذا، الذي قام بتجديد مسجد وضريح ومئذنة الروبي عام 1717م.
ويمتد نسب الشيخ الي العباس عم الرسول "صلي الله عليه وسلم" فهوعلي بن محمد بن أحمد بن موسي بن أبوالمجد بن عبدالله بن شافعي بن محمد المعتصم بن ابو بكر بن إسماعيل بن احمد بن امير المؤمنين عبدالله المأمون العباسي.
فبمجرد أن تعبر مدخل الضريح الأثري تجد نفسك في ساحة الضريح المتسعة، في نهايتها باب يؤدي إلى الضريح نفسه، داخل غرفة الضريح في المنتصف تقع تركيبة خشبية منقوشة بنقوش إسلامية تعلو قبر الروبي، وهو عبارة عن لحد، ويحيط بها سياج خشبي، وتوجد أيضا غرفة جانبية صغيرة بنفس المكان مدفون بها الشيخ محمد، ألحقت هذه الغرفة بالضريح في العهد العثماني عندما تم تجديده، ويقع مسجد الروبي ملاصقا لساحة الضريح والتي يوجد بها المدخل المؤدي لمصلى السيدات، في حين يقع مدخل الرجال مجاورا للساحة.
ويبدو اختلاف النظرة إلى الأضرحة بين الأهالي في محيط ضريح الروبي وزوار الضريح متباينة تخيم عليها الاساطير، فليس لدى الكثير من الأهالي معلومات موثقة عن صاحب الضريح، وهو ما يعبر عنه أحدهم بقوله "نشأت منذ صغري على سماع أن هذا ضريح لأحد اولياء الله الصالحين اسمه الشيخ علي الروبي، ولكن في الواقع لا أعرف شيئا عنه أو عن مدى صحة المعلومات التي سمعتها"، ويتداول الأهالي أيضًا قصصا حول أضرحة وهمية، منها قصة لتاجرين دفنا حمارهما وأذاعا أنه ولي صالح حتى يتكسبا ممن سيقبلون على زيارته.
فيما اعتاد جمال الدين، أحد الزائرين للضريح، أنه يزور الضريح سنويًا بصحبة زوجته، بعد فشل كل محاولات العلاج لإنجابهم، مستبشرين بال البيت، داعيًا الله أن يستجيب لدعائه، لافتًا إلى أنه ينفق علي الفقراء بضريح سيدي علي الروبي.
ويروي عويس البجيجي 56 عام أحد أصحاب المحلات المجاورة للضريح أن الشيخ يتعاقب عليه أكثر من 20 رجلا وامرأة يوميًا، وكان الزوار قديما يتعدون خمسة آلاف شخص في يوم الجمعة من كل أسبوع أما الآن فلا يتعدى عدد الزوار 20 زائرا بعد أن اتسعت مدارك المواطنين وعلمت أن ما يحدث نوع من الخرافات، وألغي أهم طقوس الزيارة الذي كان يجلب الزائرين وهو "الزار".
أما الشيخ عبد المنعم قرني "صوفي" احد دراويش الريح فيقول: "آتي كل يوم جمعة لذكر الله في رحاب مولانا الشيخ علي الروبي وكثير من أهلنا المتصوفين يشاركوننا الذكر والمديح أسبوعيًا.
"لم يعد الإقبال على الأضرحة كالسابق" قالها محمد حسني، خادم مسجد الروبي، وأحد أهالي المنطقة، مستطردا "عندما كنت صغيرا لم أكن أستطيع دخول ساحة الضريح في مولد الروبي من كثرة الزائرين والآن لا يحضر حتى نصفهم”، ورأى أن ذلك يرجع إلي انشغال الناس بأعمالهم.
يذكر أن ضريح الروبي، يشهد زيارات منتظمة كل يوم جمعة من المواطنين وممثلين للطرق الصوفية، ويقيمون حلقة للذكر بعد كل صلاة جمعة، عوضًا عن تنظيم الاحتفال ليلة النصف من شعبان سنويًا.