أحد الأحياء الراقية في غرب مدينة القاهرة، ويقع على جزيرة تقع في وسط نهر النيل، تُسمى جزيرة الزمالك أو الجزيرة، وأصل التسمية تنبع من كلمة تركية تعني الأكواخ الخشبية أو العشش باللهجة المصرية، حيث كانت تلك الجزيرة الطينية الواقعة في نهر النيل نقطة انطلاق للصيادين الذين كانوا يقومون بتخزين أدواتهم في تلك العشش، كما كانت مكانا لراحتهم خلال فترات الصيد.
ويقال أن التسمية تنبع من زهرة تحمل إسم الزمالك، وهي كانت تنمو بكثرة في هذه المنطقة، واشتهرت منطقة الزمالك منذ الربع الأول من القرن العشرين بأنها من أرقى وأهدأ أحياء القاهرة ومقر سكن لأثرياء المدينة.
وكانت منطقة الزمالك تسمى العشش، كما كانت مأوى للثعالب والذئاب والثعابين والعقارب، ولم يجرؤ أحد على السكن فيها بأي حال من الأحوال، ثم أطلق الأتراك على المنطقة اسم الزمالك، وهي كلمة تركية تعني العشش، ترجمة للاسم العربي للمنطقة، ومع الأيام استخدم المصريون الترجمة وتجاهلوا الأصل.
النشأة تنبع من كونها جزيرتان منفصلتان في مكان جزيرة الزمالك الحالية، وفي وقت الحملة الفرنسية على مصر ظهرت جزيره ثالثة بالقرب منهما، وأصبح الثلاثة جزر تعرف باسم عازار وبولاق الكبيرة ومصطفى اغا، ثم اتصلت هذه الجزر ببعضها، وكونت جزيرة واحدة عرفت باسم جزيرة بولاق لانها أمام قرية بولاق.
والقصة الأصلية تحكي عن الرجل الصعيدي الاصل عبدالنعيم الذي جاء عام 1897 من محافظة قنا ومعه بع ضالمال، ثم اشترى به قطعة أرض من تلك المنطقة بسعر لم يزد عن قرشين ونصف للمتر، استصلحها وطهرها من الحيوانات المفترسة وزرعها، وعندما أنبتت الأرض أرسل لفلاحين من قنا يستقدمهم ليستعين بهم في مشروعه، حتى أصبح عدد أقاربه في منطقة العشش أكثر من ألف وخمسمائة، فاشترى باقي مساحة المنطقة ليطهرها ويستثمرها واختير عمدة على فلاحينه وأقاربه.
وتراجع عدد الحيوانات المفترسة أمام تقدم المساحة المزروعة، وتقدمت الزمالك التي أصبحت جنة خضراء، وأخذت المنشآت تنتشر في ربوعها، ثم أصبحت مقاما للأثرياء الهاربين من ضوضاء المدينة.
وجري العمر بالعمدة عبد النعيم في المكانة وفي السن، فتنازل عن مملكته لابنه عسران، الذي ترك العمودية بعد ذلك لنجليه فهمي وحسني، اللذان قسما المنطقة إلى قسمين، واختار كل واحد منهما قسمًا يشرف عليه ويفتشه يوميًا بنفسه، فيطوف فيه داخل سيارته الفخمة، ولكن خصاص البوص التي استخدمت في اللهو والغناء والطرب، جعلت بعض الناس يقبلون على الجزيرة، بعد أن بنوا العشش من البوص،وزرعوا في محيطها الزهور والبطيخ لتصبح بعدها مرتعًا لأصحاب الخلاعة.
ولما زادت تلك الأعمال أمر السلطان الكامل شعبان بن قلاوون، في القرن الرابع عشر، بحرق تلك الاخصاص، ثم جاء الخديوي إسماعيل و أقام على طرف الجزيرة واحدًا من أكبر قصوره وهو سراى أو قصر الجزيرة الذى أنشئ على مساحة 60 فدانًا، وأتى بالمهندسين من فرنسا وايطاليا لانشائه، وتزيين حدائقه، واشترته بعد ذلك أسرة لطف الله وأصبح فندقا باسم عمرالخيام أو ماريوت، وصار الفندق هو صاحب الفضل في تحول الجزيرة إلى سكنى الطبقة الارستقراطية والراقية، وبمرور الزمن تناسى الناس فضل الصعايدة في تعمير الزمالك، وأصبحت سكنى للأمراء والأعيان والفنانين.
واشهر من سكنوا المنطقة بعد ذلك كانت الأميرة فايزة، والأمير طوسون إبراهيم، والأمير سعيد طوسون، وأغنى أغنياء مصر في ذلك الوقت مثل أحمد عبود باشا، وعميد الأدب العربي طه حسين، وكانت أول فنانة سكنت حي الزمالك هي الفنانة زينب صدقي من رائدات فن التمثيل التي أطلقوا عليها اسم قمر الزمالك، وايضا كوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
ومع تزايد الاهتمام بالزمالك وانتقال الأمراء والوجهاء إليها لوجود قصر الخديو إسماعيل، صدر قرار الصعايدة الذين عمروا الحي إلى موضع آخر، حيث عزبة الصعايدة الموجودة حاليًا بحي إمبابة، والتى عرفت سابقا باسم عزبة عبدالنعيم، وما زالت الشوارع الرئيسية تحمل اسم عبد النعيم.
من أشهر معالم الحي نادي الزمالك وبرج القاهرة و دار الأوبرا المصرية، وايضا مجمع اللغة العربية و فندق ماريوت القاهرة، ونادي الجزيرة وساقية الصاوي الثقافية.