حينما يرزق الأبوين بطفل، تبتهج العائلة، فدلالة الحب قد حلت على المكان، ومن فورهم يبدؤون في طقوس استقبال والاحتفال بالمولود الجديد، هذه الطقوس تختلف من بلد لآخر ولأن مصر بلد متنوع ثقافيا وغني بتراثه وعاداته وتقاليده، اخترنا لكم بلاد النوبة بأسوان، حيث لكل احتفال تقليد وطعم مختلف، تقاليد بلون وطعم مياه النيل.
يشكل النيل عنصرا محوريا في الثقافة النوبية، فإنه يتعين على العروسين أن يهبطا إليه ليلة الزفاف، ويغتسلا بمياهه أملا في جلب الخير وإنجاب الأطفال.
وعندما يرزق الأبوان بطفل ذكر، يحتفل بيوم سبوعه حيث تذبح ذبيحة وتتلى الآيات القرآنية ويختار اسمه. أما إذا كانت المولودة أنثى فيقتصر حفل السبوع على دعوة الأصدقاء ويذهبون بصحبة الوالدين إلى شاطئ النيل وهناك يعطى للبنت اسمها.
وهناك طعام يعده أهل العروس لأهل العريس يوميا من إفطار، غداء، عشاء تحمله السيدات وتذهب به إلى بيت أهل العريس من يوم الفرح حتى السبوع ويعطى أهل العريس هؤلاء السيدات نقودا وهى عادة من العادات النوبية، ويوم السبوع يكون إما بعد ثلاثة أو سبعة أيام، حسب عادات كل بلدة، وتعد أم العروس لأهل العريس الحمام والسخينة والفتى والفطير وتذهب بها إلى أهل العريس.
النيل للبركة
تحمل جدة كبيرة، الطفل ومعه الجيران والأهل والأحباب باتجاه النهر بين الجمع سيدة تحمل طبقا ملئ بالعصيدة وهو طعام مصنوع من دقيق القمح مضاف إليه السمن واللبن وأعدته الأسرة منذ الصباح الباكر، ويصل الموكب إلى شاطئ النهر ليبدأ الاحتفال، تقوم إحدى السيدات بإلقاء 7 لقيمات من العصيدة إلى ملائكة النهر وهي تردد الدعوات للمولود بالصحة وطولة العمر والرزق ثم يتم غسل وجه الأم والمولود بماء النهر يليهم.
بعد ذلك غسل وجوه جميع الحاضرين على سبيل المشاركة والتبرك يوضع بعد ذلك الطعام للأطفال للتبرك به ويغسل الاناء في النهر وقد يحمل به بعض الماء واذا كان المولود ذكرا يقومون بتجهيز قارب صغير من عيدان القمح ويوضع في مقدمته فتيل مشتعل ويلقى في النيل مع الدعاء للولد بالعمر المديد وكلما استمرت الشعلة ابتهل الحاضرون تفاؤلا. الإبريق يوضع بجانب الطفل الصغير في السبوع لرش وجهه بمية النيل ليبقى في قدمه الخير.
طعام السبوع
"السخينة" وهى كمية بصل كبيرة يتم إنضاجها و تحميرها فى الزيت ثم يضاف إليها الطماطم و"اليخنى" وهو بصل مسلوق فى شوربة الحمام ويفرك بالمفراك ويقدم يوم سبوع العروسين مع الحمام وعيش الدوكة والكدوبى (البامية الجافة).
أما العصيدة فهى دقيق وماء يوضعان على النار، وبعد النضج يضاف إليهما العسل الأسود أو لبن وسمن بلدى، وهى من اهم الاكلات التي يأكلها العريس ليلة الدخلة .
"الكرمديد" وهى دقيق وماء بالحلبة وسكر و"الجراصة " أى القرص وهى عبارة عن دقيق وماء وتحمر فى الزيت وتكون مدورة على شكل قرص وترش عليه بودرة سكر .
و"السوريد" هى صلصة ويفت بها العيش الفتى (الدوكة) و"الأصلايد" وهى لحم يتم إنضاجه فى طاجن مصنوع من الفخار ولا يضاف له اى شئ غير البهارات. وهناك الفتى بالكروم و"الننبود" (ملح) وهى حلبة محمصة بالملح ويقطع الفتى ويوضع علي الكروم الننبود واللبن والسمن البلدى.
" الأبراى" وهو مشروب رمضانى مشهور عند النوبيين ويصنع من دقيق الذرة المطحون والحلبة ويسوى على نفس صاج عيش الدوكة. وهذه هى الأكلات النوبية المتوارثة من الأجداد الى يومنا هذا.