تساءلت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية عن مصير سيف الدين القذافي، عقب الإفراج عنه وما الدول التي يمكن أن تستضيفه.
وقالت الصحيفة، إنه منذ فترة طويلة لم يتم التداول بأية معلومة تخص سيف الإسلام، واختلفت الآراء والأنباء، خاصة تلك التي تتحدث عن إطلاق سراحه مؤخرًا.
ووفقًا للصحيفة ألقى القبض عليه غرب البلاد عام 2011 على أيدي ثوار الزنتان الذين رفضوا تسليمه للسلطات الليبية، لكن بعدها استفاد سيف الإسلام القذافي من العفو العام الذي أصدره برلمان طبرق عام 2015.
وانقطعت أخبار سيف الإسلام، قرابة خمس سنوات بعد تاريخ اعتقالاته عام 2011 لكن اسمه عاد اليوم إلى الواجهة بعد تصريح أدلى به المسؤول عن سجن مدينة الزنتان لصحيفة الديلي ميل.
وأكد قائد لواء أبو بكر الصديق العقيد عجمي العتيري، أن سيف الإسلام القذّافي موجود في مكان آمن بليبيا، وأنّه يرى أن له دورًا في استقرار ليبيا، وأن ثلاثة أرباع الشعب الليبي صاروا مؤيدين للنظام السابق بعد ما عانوه في السنوات الماضية، وأشار إلى أن إطلاق سراحه جاء في نطاق قانون العفو.
وقالت الصحيفة إن سيف الإسلام القذافي يواجه حربًا ثلاثية الأبعاد مع حكومة فايز السراج في طرابلس من جهة، ومع اللواء خليفة حفتر في طبرق من جهة، ومن جهة ثالثة مع المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحقه.
وتوقعت الصحيفة أن إطلاق سراح القذافي، يمكن أن تكون "بالون" اختبار لردة فعل الناس إذا صح الخبر.
ورجحت أن يبقى القذافي في الزنتان في حال أطلق سراحه، وذلك تحت الإقامة الجبرية لأنه بمثابة الورقة الأهم في اللعبة السياسية في ليبيا.
ووفقًا للصحيفة فإن الزنتان سجنوا القذافي للاحتفاظ به والحفاظ على حياته ويخشون أن يتم اغتياله على أيدي المتطرفين أو الإنفعاليين.
بالتالي، فإن بقاء سيف القذافي حيًا كل هذا الوقت يشكل تهديدًا للجماعات الإسلامية خاصة الإخوان المسلمين لأن ما قد يكشفه سيف لاحقًا عنهم قد يقصيهم"بالقوانين التي سبق لهم أن أقروها.
وأوضحت الصحيفة أن قبائل الزنتان واللجنة الإجتماعية اجتمعوا مع المجلس العسكري واتفقوا أن يوكل موضوع سيف الإسلام إلى مجلس أعيان القبائل.
وبذلك تصبح المسؤولية على هذا الملفّ بتفاصيله مسؤولية جماعية من أعلى جهة قبليَّة إجتماعية تشترك فيها كل الأطراف السياسية والإجتماعية والعسكرية.
وأكدت الصحيفة أن ثوار الزنتان، الذين يعتقلون القذافي، زاروا الجزائر الشهر الماضي قبل انعقاد القمة الثلاثية بين الجزائر وتونس ومصر، حيث ناقشوا تطورات المشهد الليبي مع الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي عبد القادر مساهل.
واستبعدت مصادر اعلامية ان يكون هناك اتفاق لتسهيل ترحيل القذافي إلى الجزائر على الرغم من العلاقات الجيدة التي تربط القذافي بالسلطة الجزائرية.
لكن الحالة السياسية السائدة في الجزائر وعدم الإستقرار بسبب مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قد تؤثر على أمن وسلامة القذافي الشخصية.
قد تكون النيجر هي الوجهة المحتملة إذا ما تم إطلاق سراح القذافي، فهو كان متجهًا إليها عند اعتقاله في عام 2011، وقد سبق لشقيقه الساعدي أن وصل إلى النيجر قبل سقوط نظام والده، لكن السلطات هناك سلمته إلى السلطات في طرابلس.
هذا يعني أن سيف الإسلام أمام خيار أوحد، وهو البقاء في الزنتان بحماية القبائل الليبية ومجلسها العسكري.
ولا تمانع السلطات السورية من استقبال نجل معمر القذافي،فهي سبق وأن استقبلت شقيقه هنبيعل، لكن اختطاف هنيبعل ونقله إلى لبنان يجعل من سوريا خيارًا مستبعدًا، لا سيما وأن المشهد الدموي في سوريا يزداد يومًا بعد يوم ويقترب من العاصمة دمشق.