لم تعد بيوت الطلبة والطالبات هي المكان الوحيد لاحتضان الجنسيات الأخرى من الجنسين اللذين أتوا لغرض التعليم في مصر، بل أصبح هناك بديل غير مراقب من الدولة هو البيوت البديلة بحيث تعرض منزلك لايجار غرفة فيه لطالب او طالبة بمقابل مادي حسب ما توفره من خدمات، ويتم ذلك عن طريق بعض المواقع الاجنبية الناطقة باللغات المختلفة وليس من بينهم العربية، ويتواصل معك العائلات ويتم التنسيق بالهاتف ليأتيك زائرا مقيما طوال العام الدراسي ويعود في النهاية ويصبح منزلك بيتا خاصا للطلبة.
بيوت طالبات
شاهيناز القاضي . سيدة كانت تعمل بالتنمية البشرية لصالح إحدى الشركات الاجنبية، وسافرت لبعض الدول الاوروبية وزارت الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك وجدت مشكلة لأحدى الطالبات التي تريد الإقامة بمصر للدراسة ولا تجد مكانا يناسب امكاناتها، فعرضت عليها الإقامة معها، وأصرت الفتاة أن يكون هذا الامر بمقابل مادي، وبالفعل أتت بصحبتها إلى مصر واقامت في شقتها بمنطقة الزمالك، حيث منحتها حجرة لها حمام منفصل، واقامت الفتاة معها لمدة عامين كانت تسافر لزيارة أهلها في الاجازات وتعود لحجرتها.
وقبل نهاية مدة دراستها أخبرتها أن هناك صديقة لها تريد تأجير نفس الغرفة بمقابل مادي ايضا حيث ستصبح الغرفة خالية بعد سفرها ووافقت، وكانت شاهيناز كثيرة السفر حتى قررت أن تترك العمل وتتبنى فكرة ايواء الطالبات ممن لا يجدون مكانا للاقامة كما يحلو لهن في مصر لدراسة أو العمل أو السياحة، وقامت بشراء منزل في منطقة الشيخ زياد له مواصفات خاصة وبه عدد حجرات اكبر تصلح لاستقبال اكثر من طالبة.
وأضافت شاهيناز أنها لا تستقبل إلا الفتيات، ويكون الاتفاق عبر موقع خاص بها لتوفير خدمات معينة تناسب الدارسات أو راغبات الاقامة في مصر لفترة قصيرة، وهي غير متزوجة حيث انفصلت عن زوجها منذ سنوات طويلة ولديها ابنتان تقيمان في كندا حاليا ومتزوجات ولديهما اولاد ايضا.
أما يمنى الحكم فهي متزوجة ولديها اطفال وعمرها 38 عاما بدأ الأمر معها عن طريق صديقة لها تستضيف فتاة تدرس العربية هنا لقاء مقابل مادي وطلبت منها استضافة صديقتها لايام قليلة حتى تدبر لها مكان اخر، ولكنها وجدت الفتاة ملتزمة وتحب النظام وتعشق المعرفة وتنام مبكرا ولا تصدر عنها أي مشكلات فاقترحت أن تقيم معها واولادها حتى تنتهي زيارتها لمصر وكانت فتاة روسية مسلمة ايضا، واصبحت لديها غرفة في منزلها تمنحها لطالبة كل عام وينسق الأمر صديقات لها كلهن يحترفن نفص الأمر ويأتين بالطلبة عبر الانترنت وبعض المواقع الخاصة بالجامعات وايضا الشركات الخاصة باوراق الطلبة في مصر حيث يختص بهذه الامور شركات تتبع الجامعات وهيئات التعليم في الخارج.
وأكدت يمنى أن الاسبوع يتكلف بين 200 و300 دولار في الاسبوع حسب المكان والخدمات فمثلا الحمام الخاص له سعر في الغرفة بالاضافة لتقديم وجبة يومية وتنظيف الملابس أما المواصلات فهي ليست ضمن الحساب ومساعدة الطالبة فيها لها حساب اخر وقرب المكان من الجامعة التي تدرسن بها يجعل الاقامة أعلى سعرا.
العرب والاجانب
شكرية حسن ربيع هي سيدة تقوم بتأجير سيارتها بالسائق لمجموعة من الطالبات الاجنبيات اللاتي يدرسن في الجامعة الامريكية هنا وتقيم في منطقة التجمع الخامس قالت أن هذه الخدمة اقنعها بها صديقة لها وزوجها يقومان باستضافة الطالبات عبر الانترنت للدراسة في مصر، وهي لا تخرج كثيرا وتملك سيارة أخرى لذلك خصصت السيارة مع السائق للطالبات للدراسة أو للتحصيل حيث يلتقين للذهاب للمكتبات والمذاكرة واحيانا لزيارة المعالم السياحية والتاريخية، والأمر في البداية لم يكن مقنعا لها خاصة وأنها كانت تعمل مديرة لمدرسة لكن حاليا اعتزلت العمل وتساعد الطالبات احيانا في التحصيل ولكنها لا توافق على الاقامة معها لأن منزلها لا يصلح لهذا الامر لوجود اولادها واحفادها في زيارات متكررة لها.
واضافت أنها لا تتعامل مع الطلبة من الجنسيات العربية ولو كان المقابل الاف لأن العرب اسلوبهم مختلف تماما عن الاوربيين، فمثلا الالتزام في المواعيد والدراسة وحياتهم الاجتماعية شديدة الخصوصية والنظام، وهم يراعون تقاليدنا العربية والمصرية أكثر من العرب، كما أن العرب بامكانهم شراء منازل وسيارات هنا بسهولة لأنهم في الغالب يأتون إلى مصر للدراسة و الفسح و غيره من الأغراض ولكن الاوربيون والامريكيون محددون الاهداف ولا يميلون للمشكلات اطلاقا.
محمد الشربيني سائق 50 عاما قال أنه يعمل سائق لدى اسرة وهذه الاسرة اتفقت مع مجموعة من الاجنبيات المقيمات في مصر على تأجير السيارة لنقلهم للجامعة واحيانا يذهبون للمطاعم او التسوق وغالبا ما يفعلون ذلك في وقت مبكر جدا يوميا ولا يتأخرون ليلا، أما عن احتساء الخمور والمخدرات قال أنه لم يجد بينهن لأن كلهن فتيات من تفعل ذلك على الملأ وربما يفعلن ذلك في الخفاء كما أنه لا يفهم لغة بعضهن حيث يتحدثن الروسية والانجليزية وفي العام الماضي كان يعمل لحساب طالبات من اليابان ولم يكن يفهم أي كلمة منهن على الاطلاق ويكتفي بشكرا.
تصاريح
محمد الفقي خبير التواصل عبر مواقع الانترنت قال أن الانترنت اصبحت مجالا واسعا وكأنه محيط من الصعب التحكم بكل ما فيه، والتواصل مع الطلبة والطالبات الاجانب أو العرب عبر الشبكة العنكبوتية يحدث منذ سنوات خاصة فيما يخص الخدمات، ولكن مصر لم تكن مهيئة لهذا النوع من التواصل وكان من الافضل ان يلجأ الطلبة والطالبات لبيوت الطلبة المخصصة لذلك ولكن المستوى المتدني والخدمة التي لا تناسب الاجانب على الاخص حيث يكون للاوربيين مواصفات في العائلة المستضيفة له مثل عدم وجود اطفال القرب من مكان الدراسة عدم وجود فتيات لو كان شابا او العكس، بينما يفضل الامريكيون القرب من الاماكن السياحية كالمطاعم ويحفظون الخرائط عن ظهر قلب.
واضاف الفقي أن التصاريح في هذه الحالة لا تتوفر لأنها خدمة تحدث من المنزل لذلك هربت من شريحة الضرائب وشريحة الرقابة من أي جهة معنية.
واضاف الفقي أن الرقابة الدولية على هذا الامر موجودة في دول تم الاتفاق فيما بينها لاحتضان الطلبة والطالبات بشكل معين وباجراءات معلنة، وهي الاتفاقات التي حدثت بين الجامعات الشهيرة سواء في اوروبا او امريكا ولكن الجامعات الموجودة حاليا في مصر وتخص الدول الاوروبية مثل الجامعة الامريكية والكندية والفرنسية لا توفر اماكن سكن لطلابها وتترك الأمر لهم.