تحل اليوم الذكرى الـ 28 لتحرير أخر شبر من أرض سيناء الغالية، بعد أن رفع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، العلم المصري على أرض طابا، في 19 مارس 1989.
وفي ذكرى تحرير أرض الفيروز كاملة، ترصد "أهل مصر"، أخطر شهادتين من قلب لجنة التحكيم.
مواقع العلامات
كشف اللواء بحرى محسن حمدى، رئيس الوفد المصرى فى اللجنة العسكرية المشتركة، عن أن المادة الثانية من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية المنعقدة فى 26 مارس 1979 قد نصت على ( الحدود الدائمة بين مصر وإسرائيل هى الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب ويقر الطرفان بأن هذه الحدود مصونة لاتمس).
وأضاف: "وتنشأ لجنة مشتركة لتسهيل تنفيذ هذه المعاهدة، حيث بدأ العمل على تحديد مواقع العلامات فى أبريل 1981، كما تضمن الاتفاق تحديد العلامات حتى العلامة 90، ثم توقفت اللجنة لتحديد موضع العلامة التالية 91، وكان أعضاء اللجنة المصرية يعلمون من خلال الوثائق والخرائط والأدلة التى فى حوزتهم بمكان العلامة الأخيرة على سلسلة الجبال، الإ أن الإسرائيليين أخذوا الفريق المصرى إلى أسفل الوادى ليروا ماسموه بقايا العمود الأخير، وإلى جوار أشجار الدوم أشار الإسرائيليون إلى بقايا مبنى قديم قالوا هنا موضع العلامة 91، وهو كلام عارى تمامًا من الصحة".
وتابع: "رفض الوفد المصرى هذا الموقع، وأصروا على الصعود لأعلى وهناك وجد المصريون بقايا القاعدة الحجرية للعلامة القديمة، ولكنهم لم يجدوا العمود الحديدى المغروس فى القاعدة والذى كان يحمل فى العادة رقم العلامة، وقد اندهش الإسرائيليون عندما عثروا على القاعدة الحجرية وكانت الصدمة الكبرى لهم حين نجح أحد الضباط المصريين فى العثور على العمود الحديدى على منحدر شديد الوعورة حيث نزل وحمله لأعلي، وطول هذا العمود متران وعرضه 15 سم ووزنه بين 60 و70 كجم وكان موجودًا عليه رقم 91 وأمام هذا الموقف لم يتمالك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى نفسه قائلًا: الطبيعة لا تكذب أبدًا.
الشهادة الثانية
وجاءت الشهادة الثانية على لسان الراحل الدكتور عصمت عبد المجيد، وزير الخارجية وأمين جامعة الدول العربية الأسبق، أثناء أزمة طابا، موضحًا: "تحدث مع شامير رئيس وزراء إسرائيل فى ذلك الوقت كان أثناء حضوره عمليات التحكيم الدولى، كيف تحضر التحكيم الدولى فى قضية موقفكم فيها ضعيف وموقف مصر قوى جدًا، فرد قائلا: كنت أظن أن المصريين سيخطئون قانونيا أو يهملون القضية كالعادة ولكن لم يحدث هذا".