أمنة نصير عن فتاوى عيد الأم: محاولات من السلفيين لإفساد المناسبات والأعياد المصرية (حوار)

آمنة نصير

بمنتهى الغضب تتلقى الدكتور آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، الفتاوى التي صدرت عن مشايخ الدعوة السلفية بتحريم عيد الأم، فهي ترى أن هناك محاولات مستميتة من السلفيين لإفساد أية مناسبات أو أعياد مصرية.

نصير تحدثت في حوار خاص مع "أهل مصر" عن نظرتها لمسؤولي الدعوة السلفية، والفتاوى التي يروجونها بين حين وآخر، وما الذي يدفعهم إلى معاداة المجتمع بتصريحاتهم التي تخرج في أوقات يستعد فيها المصريين للاحتفال فإلى نص الحوار:

كيف تتابعين التصريحات التي تصدر من مشايخ الدعوة السلفية بتحريم الاحتفال بعيد الأم؟

كل ما يمكن قوله للرد على هؤلاء "ربنا ينكد عليهم"، لا أعلم كيفية مخاطبة هؤلاء القوم الذين لا يتركوا مناسبة سعيدة مثل الاحتفال بالأم التي كرمها سيد الخلق إلا حاولوا إفسادها، وأريد أن أذكرهم أن الرسول قال عنها "الجنة تحت أقدام الأمهات"، إنهم لا يتركوا مناسبة عيد من أعيادنا الثقافية التي تتغلغل في موروثنا المصري إلا أرسلوا هذه الكآبة والجهالة بعدم معرفة أعياد أهل مصر، إنهم غرباء عن نسيج مصر وموروثها وثقافتها.

ما ملاحظاتك على الطريقة التي يتعامل بها السلفيين مع المصريين في مناسباتهم المختلفة؟

نحن أمام قوم يبحثون دائمًا عن الدخول في معارك مع المجتمع، فعلى سبيل المثال عندما تحل أعياد المسيحيين فإنهم لا يتركوهم يسعدون بمناسباتهم، ويرسلوا رسائلهم القبيحة الرذيلة، لا أدري ما هي خلقة هؤلاء الناس، والرسول عندما يقول لنا "لنا عيدان" لم ينكر أن لدينا 10 أعياد أخرى، حيث كان لنا عيدان في أيامه الأضحى والفطر، ولكنه لم يحرم أو يمنع أن يكون لدينا أعياد أخرى مع مستجدات الحياة، ألم يقل الرسول "يبعث الله على رأس كل مئة سنة من يجدد دين هذه الأمة"، أين التجديد لهؤلاء؟.

كيف يمكن الرد على مثل هذه الفتاوى؟

في الحقيقة أستدعي الآن المقولة الرائعة لصاحبها ابن رشد الذي أنار أوروبا بعلم المسلمين والإسلام، عندما خرج إليه أحد الفقهاء وسأله: يا ابن رشد إذا قدمت إليك مسألة بم تفتي بها بالنص أم العقل؟، وكان رد ابن رشد والذي يعتبر الشمعة الذي أضاءت ظلام أوروبا قائلا: النص نور من الله والعقل نور من الله والنور لا يطفئ النور، هؤلاء القوم ليتهم يعرفون نور العقل عندما يقترب من نور النص، هذا هو التجديد لفكرنا ومناسباتنا وأعيادنا، وأسوق هذا الحديث عندما مر على قومه فألقى عليهم السلام فلم يردوا، فسأل من حولهم لماذا لا يردون السلام؟، فكان الرد يا رسول الله إنهم اليوم صائمون عن الكلام، فتعجب الرسول لأن صوم الكلام ليست من شريعة الإسلام إنما هو صوم السيدة مريم عليه السلام وصوم سيدنا زكريا، فنظر إليهم وقال: "هلك المتعنقون"، وهو يقصد من يستدعي أشياء ليست من شريعته ويضيفها على شريعته، ثم بعد أن قال ذلك أردف ثلاث مرات: "هلك المُتنطعون هلك المُتنطعون هلك المُتنطعون"، أرسل لهم هذا الدعاء النبوي الكريم وأقول لهم: "هلك المُتنطعون يا أنطاع".

ما تعليقك على فتوى برهامي التي يكفر فيها المشاركة في تظاهرات خاصة بالمتبرجات؟

لا يصح أن يتم تكفير المتبرجات، وكل ما في الأمر أنها لم تأخذ بما أمرها الله من الاحتشام لكنها لا يمكن أن يتم تكفيرها، إذا كان الأزهر لم يجرؤ أن يكفر الدواعش الذين يعتدون على النفس وحرمتها، والذين قال عنها سيد الخلق عندما ينظر إلى الكعبة ويقول لها: "ما أبهاك وما أجملك لكن النفس البشرية أعظم على الله منك"، الأزهر رفض أن يكفر الدواعش، فكيف يكفر هؤلاء القوم المرأة التي لم تلتزم بالشكل المحتشم فقط.

لماذا يصر هؤلاء على معاداة المجتمع؟

هؤلاء القوم جهلاء، وأرى أنهم نكد هذا الزمان علينا، على أعيادنا وثقافاتنا وأهلنا من المسيحيين، وعلى بناء مستقبلنا والتمتع بمناسباتنا المصرية التي نتعامل معها من قرون عدة، وسبق أن اعتبروا من يأكل الفسيخ كافر، الحقيقة أشخاص شبه نكد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً