فشل المسئولين ودحرجة كرة الثلج

ابتكر بعض الأوكرانيين أسلوبا جديدا لمحاربة الفساد والفاسدين بإلقاءهم في صناديق القمامة، كطريقة للتعبير عن غضبهم تجاه شخصيات عامة ومسئولين ووزارء كانوا أو نوابا أو سياسيين؛ لتورطهم في أعمال فساد.

وفي مصر، لا يمتلك الشعب سوى سلاح السخرية في مواجهة الفساد الذي عشش فيها واستفحل، عبر إطلاق النكات و"الكوميكسات" على صفحات التواصل الاجتماعي.

وتظل عبارة "من أمن العقوبة أساء الأدب" - وهي مقولة منسوبة لعبد الله بن المقفع، في كتابه المترجم "كليلة ودمنة"، الذي ألفه الفيلسوف الهندي "بيدبا" - شاهدا على تمادى المسئولين في الوقوع في كوارث عديدة تتجدد بين الفينة والأخرى، فلم يواجه أي مسئول في دوائر الحكومة أو خارجها أي مسائلة أو عقوبة في وقوع أي كارثة، لذا تمادى المسئولون في تكرار جرائمهم.

واقعة الملتقى التوظيفي للشباب بكفر الشيخ، الذي خلف عشرات المصابين من الشباب والفتيات، الباحثين عن وظيفة في مجتمع يعاني من ارتفاع الأسعار، وزيادة معدل البطالة؛ نتيجة سوء تنظيمي فادح فاضح، كاد أن يزهق أرواحا بريئة، خرجت للبحث عن مصدر لقوت يكفيهم حد الكفاف.

الكارثة التي وقعت في كفر الشيخ، وكان الاستاد الرياضي للمحافظة شاهدا عليها، ليست الدليل الأول على فشل المسئولين وعدم تقديرهم للمسئولية، ولن تكون الأخيرة، فقد سبقها بأسبوع واقعة تسمم جماعي لأطفال مدارس سوهاج، إثر تناول وجبات مدرسية فاسدة، كادت أن تودي بحياة أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة.

التسمم الجماعي لطلاب المدارس بسوهاج، مضى عليه أسبوعا دون معرفة نتائج أو أسباب، ومرت بردا وسلاما، دون حساب أو مساءلة، رغم أنها تقتضي إقالة المحافظ ووكيل التربية والتعليم على أقل تقدير، إعلاءً لقيم الإنسانية واحترام النفس البشرية.

وقد تلحقها واقعة كفر الشيخ، وتمر مرور الكرام، دون توقيع عقوبة أو جزاء رادع على المقصرين والمتلاعبين بأرواح الناس، في صورة تكشف قيمة الإنسان المصري والتي تحولت لثمن بخس سواء قبل الثورة أو بعدها.

أخشى أن تتسبب الكوارث غير المبررة، من قيادات غير مسئولة، تتولى المسئولية في ظروف صعبة، في الدفع بقوة نحو دحرجة كرة الثلج، من أعلى الجبل، لتحطيم كل ما يواجهها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً