حالة من الغضب تسيطر علي أهالي قرية "الدكتور" بالطابية، شرق الإسكندرية، بسبب تكرار حالات غرق الأطفال في المجري المائي الذي يمتد من قرية "الدكتور" مرورًا بقرية "نشأت"، وعدم وجود كوبري أو معدية لإنقاذ حياة أطفالهم من الغرق، وعدم وجود خدمات تدني مستوى الخدمات في القرية وتجاهل المسؤولين رغم شكواهم مرارًا وتكرارًا ولا مجيب.
وأكد الأهالي أنهم يعانون منذ أكثر من 10 سنوات، بسبب وقوع العديد من حوادث غرق الأطفال في المجري المائي، كان آخرها طفل يدعى عبد الله، نشأت فاضل، ٧ سنوات، وذلك منذ أسبوعين، فضلًا عن ارتفاع منسوب المياه ودخولها المنازل، وانتشار القمامة به، والتي ينتج عنها روائح كريهة وحشرات طائرة تعرضهم للإصابة بالأمراض الخطرة.
وأضاف الأهالي أنهم يعانون أيضًا من تدني مستوى الخدمات في القرية وتجاهل المسؤولين رغم شكواهم مرارًا وتكرارًا ولا مجيب، مطالبين بصرف مغطاة حفاظًا علي حياتهم وأطفالهم من الغرق، ومن ارتفاع منسوب المياه التي تصل إلي ٣٠ سم والتي أغرقت منازلهم.
وقالت جورجيت شرقاوي، رئيس لجنة الاتصال بحملة "مين بيحب مصر" بالإسكندرية، إن هناك أكثر من ٤٠ منزل متضرر، و٦٠ أسرة بقرية "الدكتور" تعاني منذ أكثر من ١٠ سنوات بسبب المجري المائي الذي تحول إلي مصرف لمخلفات الشركات، حيث شهدت الفترة الأخيرة وقوع العديد من حالات غرق الأطفال خاصة بقرية "نشأت".
وأضافت شرقاوي، أن المجري المائي، المختلطة مياهه بمخلفات المصانع، متروك دون تطهير منذ فترة طويلة، مما يعرض حياة الأهالي للإصابة بالأمراض الخطرة، مضيفة أن المشكلة تتعلق بمصرف الشركات المنتفعة بالمياه، خاصة شركة الإسكندرية للأسمدة، وركتة، والشركة الأهلية لتصنيع الورق التي تنتفع بحوالي ٩٥℅ من المياه.
وأكدت أن حي المنتزة ثان اكتفي بوضع لوحات تحذيرية، بينما رفض التدخل معللين ذلك بأن المنطقة تتبع محافظة البحيرة من حيث ملكية الأرض ولا تتبع محافظة الإسكندرية، برغم مرور المجري المائي بمحافظة الإسكندرية، كما أن فواتير المياه أيضًا تتبع المحافظة، ليقع سكان القري في حيرة من أمرهم دون التوصل إلي حل ينقذ حياتهم، متسائلة ما ذنب الأهالي في انقسام المسؤولين علي تبعية منطقة المجري المائي برغم أن كل خدمات الأهالي تابعة لمحافظة الإسكندرية وتسبب ذلك في افتقارهم للعديد من الخدمات.
من جانبه أكد النائب سامح السائح، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزة ثان بالإسكندرية، أنه تقدم بطلب إلي المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لحل مشكلة المجري المائي الذي يمتد من قرية "الدكتور" مرورًا بقرية "نشأت" بمنطقة الطابية، عن طريق عمل صرف مغطاه حفاظًا علي حياة الأهالي وأطفالهم من الغرق وارتفاع منسوب المياه التي تغرق المنازل.
وأضاف السائح، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن تكلفة ذلك مرتفعة للغاية، وتم التفاوض مع الشركات المنتفعة من المجري المائي والتي تصرف مخلفاتها به، إلا أنهم رفضوا دفع المبلغ بالكامل ولكن عرضوا التبرع والمساهمة بجزء منه، مضيفًا أنه اتجه لحل المشكلة عن طريق التقدم بطلب رسمي إلي مجلس النواب لإدارجه في الخطة القادمة للمجلس، لحل المشكلة في أسرع وقت ممكن.
وأشار إلي أنه تمكن من إدراج مشكلة الصرف الصحي بقرية "الدكتور" في خطة مجلس النواب القادمة 2017، وسيتم العمل بعد ذلك علي حل مشكلات البنية التحتية بالقرية، مشيرًا إلي أن المنافع العامة بالقرية تتبع محافظة الإسكندرية أما الأرض فهي التي تتبع محافظة البحيرة.