يبدو أن أزمة اللحوم الفاسدة، القادمة من البرازيل، لم تتوقف على مصر فقط، بل شملت دول عدة، من بينها "هونج كونغ، والمكسيك، واليابان".
وتصدّر اللحوم البرازيلية إلى 150 دولة، وتبلغ قيمة الصادرات البرازيلية من لحوم الأبقار والدجاج 10 مليارات دولار سنوياً، كما أعلنت الجمعية البرازيلية لمصدري اللحوم أن "أكثر من 7 ملايين شخص يعملون في قطاع اللحوم، الذي يشكل 15% من صادرات البرازيل.
وقالت الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة لقطاع الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية؛ إن الوزارة أوقفت الاستيراد من البرازيل بصفة مؤقتة للتأكد من الموقف الوبائي للدولة المصدرة لمصر؛ وسيتم هذا من خلال لجنة تحكم على جودة اللحوم من خلال لجان الفحص.
وأكدت محرز، خلال تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن إيقاف شحنات اللحوم لن يكون للشحنات التي في الموانئ أو التي في عرض البحر، إلا إذا وجد بها أي إصابات؛ وهو ما ستقوم به لجان الفحص بالمواني المصرية من خلال أطباء الخدمات البيطرية؛ وأطباء الحجر البيطري، مشيرة إلى أن الإيقاف للشحنات التي لم يتم شحنها من الخارج؛ وسيتم تشكيل لجان متخصصة للخارج بالدول المصدرة للتأكد من عمليات الذبح.
وانضمت هونغ كونغ والمكسيك واليابان، إلى قائمة المناطق والدول التي قرَّرت إغلاق أبوابها أمام استيراد اللحوم من البرازيل، أكبر دولة مصدرة للحوم الأبقار والدواجن في العالم، والتي تواجه تبعات فضيحة ضخمة للحوم فاسدة.
القضية اكتشفت، عندما اكتشفت الشرطة، الجمعة، أن عدداً من كبار مصدّري اللحوم قاموا برشوة مفتشين في دوائر المراقبة الصحية لكي يصادقوا على تراخيص تفيد بأن كميات ضخمة من اللحوم الفاسدة الموجودة لديهم هي صالحة للاستهلاك الآدمي.
وقال وزير الزراعة البرازيلي، بلايرو ماغي، في مؤتمر صحفي في برازيليا "نتوقع أن تفقد أكثر من ثلاثين دولة ثقتها في بلدنا (كمصدر للحوم) بسبب هذه القضية".
واعترف بأن بلاده ستكون "أمام كارثة" في حال أغلق الجميع أبوابهم في وجه اللحوم البرازيلية، بينما يشهد أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية انكماشاً تاريخياً.
الصين دخلت ضمن قائمة الدول التي أغلقت باب الإستيراد أمام اللحوم البرازيلية، فهي الثانية بين الدول التي تشتري لحوم البرازيل في العالم، وقد أوقفت استيرادها بعد تفكيك شبكة تقوم بتسويق منتجات غير صالحة للاستهلاك، وصدّرت البرازيل في 2016 كميات من لحوم الدواجن بقيمة 859 مليون دولار إلى الصين، وبقيمة 702,7 مليون دولار من لحوم الأبقار، بحسب أرقام وزارة التجارة.
وقالت وزارة الزراعة البرازيلية إن الصين لن تفرغ شحنات اللحوم المستوردة من البرازيل إلى أن تحصل على معلومات"، مشيرة إلى مؤتمر بالدائرة المغلقة "سيعقده الوزير (ماغي) مع السلطات الصينية لتوضيح الأمور، وعلقت هونغ كونغ وارداتها من اللحوم البرازيلية الثلاثاء.
وقال مركز هونغ كونغ لسلامة الطعام إنه علَّق مؤقتاً استيراد اللحوم والدواجن المجمدة والمبردة "بسبب الشكوك في نوعية اللحوم البرازيلية"
ورداً على هذا الإجراء، هدَّد ماغي بإجراءات انتقامية. وقال "نحن أيضاً من كبار المستوردين من تشيلي… إذا كان علي القيام برد أقوى لحماية السوق البرازيلية فسأفعل ذلك".
يذكر أن أكد مكتب التحليلات الاقتصادية "كابيتا إيكونوميكس"، إن الفضيحة التي تورطت فيها شركتان برازيليتان متعددتا الجنسية في قطاع الصناعات الغذائية "يمكن أن تضر بالانتعاش الاقتصادي في البلاد"، لأن البرازيل "تواجه خسارة محتملة في صادراتها بقيمة 3,5 مليار دولار، أي ما يعادل 0,2% من إجمالي الناتج الداخلي".
وتقول وزارة التجارة البرازيلية إن الصادرات البرازيلية من لحوم الدجاج تجاوزت قيمتها 5,9 مليار دولار في 2016، ولحوم الأبقار 4,3 مليار، إلى حوالي 150 بلداً.