نفت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشار الرئيس السابق عدلى منصور وجود مصالحة قريبة أوبعيدة بين جماعة الإخوان والسلطة، مشيرة إلى أن التلويح بمراجعات فكرية وغيرها من الأمور لن تسفر عن شىء في النهاية بعد كل هذه العمليات الإجرامية التي نفذها أتباعها خلال الفترة الماضية ومازالت تحدث حتى الآن.
"أهل مصر" تحاور مستشارة الرئيس السابق لمعرفة موقفها من مبادرات التصالح مع الإخوان، فإلى نص الحوار:
كيف تنظرين إلى دعوات الإخوان التي تحمل شعار"المراجعات الفكرية"؟
أرفض الالتفات لمثل هذه الدعوات، فجماعة الإخوان دون أن تعلن عن مراجعات فكرية، ورغم أنهم كانوا جماعة محظورة وممنوعة من ممارسة الأعمال السياسية، كما أن المصريون قبلوا بوصولهم إلى السلطة دون أن يحدثوهم عن مراجعات ولكن تصورنا أنهم سوف يقومون بتصحيح المسار ويراجعوا أنفسهم، لكنهم استمروا في تاريخ القتل والدم، ولم يقدروا أن هذا الشعب استطاع أن يتسامح، ويقبل بصعودهم إلى الحكم، كما أنهم لم يحترموا إرادة الشعب، وسعوا فور توليهم السلطة لتفكيك أهم مؤسسات الدولة مثل الجيش والشرطة والقضاء للسيطرة على الدولة بشكل كامل ثم قدموا الإعلان الدستوري وأعطوا لأنفسهم سلطات مطلقة على الأرض، وسعوا إلى تفجير الهوية التاريخية والحضارية لهذا الوطن، والملايين التي منحتهم شرف حكم مصر والتي رفضت استمرارهم وأسقطتهم، فكان شعار جماعة الإخوان "إما نحكمكم وإما نقتلكم"، إنهم استحلوا دماء أبناء الوطن، وهم من وضعوا بذور ما يحدث في سيناء، ولا يجب أن ننسى ما قاله أحد قياداتهم "ان الحرب في سيناء ستتوقف إذا تراجع السيسي عما فعله"، كما أعلنوا أنهم سيحولوا مصر إلى بحيرة دم بحجم وطن، لا يمكن أن يكون هناك أمان بعد أن أعطيناهم أكبر وثيقة ثقة وتسامح وتنازل عن كل ما فعلوه في القرن الماضي، ونريد أن نعلم ما الأسس التي يقيمون عليها فكرهم، كما نريد أن نعرف الأشياء التي سيتراجعون عنها.
ما تعليقك على ما يتردد عن عودة الإخوان لممارسة العمل الدعوى فقط؟
العمل الدعوى غطاء للسياسي، وهم يريدون أن يعودوا إلى الشارع حتى يجمعوا أنفسهم من جديد، والشعب سبق أن قدم لهم أكبر مصالحة حدثت في تاريخهم، وجعلهم يحصلون على شرف حكم مصر، لا أظن أن الشعب المصري يستطيع أن يتسامح في الدم، أو يتنازل عن حق أولاده الذين استشهدوا من مدنيين وعسكريين وشرطة، كما إنهم يكذبون كما يتنفسون، ولا أرى أنهم يسعون إلى مصالحة مع السلطة، حيث لم يقدموا ما يثبت ذلك، وما زالوا يحشدون قوى دولية وإقليمية ضد مصر، ويحركون جماعات إرهابية في ليبيا والسودان وسيناء، فضلا عن أنهم لم يقدموا ما يدل على أنهم يسعون للتعديل من أفكارهم، لكن صاحب القرار في هذا الأمر هم المصريون الذين تم ترويعهم وتهديدهم بالإرهاب، وتم تدمير بيوتهم في سيناء، وأخلتهم الدولة لفترة معينة حتى تحميهم من إجرام لا حدود له.
لماذا يتم التلويح بالمصالحة من حين لآخر؟
التلويح من حين لأخر أوراق إثبات الفشل المتتالي لكل ما فعلوه محليا وإقليميًا ودوليًا، فضلا عن قيامهم باستخدام المليارات لضرب السياحة والاقتصاد، كما أنهم هم من صنعوا كل هذه الحلقات لتضليل الواقع لكونهم أدوات لقوى استعمارية.
ما توقعاتك لمستقبل الجماعات الإرهابية المنتشرة في سيناء؟
لم ينتصر إرهاب على دولة نهائيًا، ما يهمنا أن يظل الصمود كما هو ونوفر كل عوامل القوة الداخلية للظهير الشعبي لدولة 30 يونيو، ولابد من سياسات أفضل للتخفيف عن الشعب، والاستجابة للمطالب الجماهيرية، وأن تكون هناك أولويات لدعم الإرادة الشعبية، إلى جانب مخططات النمو والتنمية طالما أننا أقوياء من الداخل فلا يستطيع أحد أن ينتصر علينا ولم يستطع إرهاب أن يسقط دولة.
هل تتوقعين أن تقضى الدولة على الإرهاب بشكل كامل؟
سننتصر لكن علينا أن ندعم كل ما يقوى جسد الظهير الشعبي، وأن نرتب أولوياتنا، وأن تكون هناك إدارة للسياسات تدرك خطورة المرحلة التي نعيشها حتى يكون المجتمع متماسك من الداخل، ولا تلعب أية أطراف في جسده، فضلا عن أنه لابد من تخفيف الأعباء الإقتصادية.
كيف وصلت العمليات الإرهابية إلى العاصمة؟
ما حدث ناتج عن ضعف هذه الجماعات، لكنها محاولات للإفلات مما يفعله الجيش المصري في سيناء، ومحاولة فاشلة لإثبات أنهم قادرين على المواجهة.