أشارت تقارير صحفية عدة، إلى انتشار أفراد الجماعة الإسلامية في الحرب السورية، عقب ماتناولته وسائل إعلامية، حول مصرع قاتل المفكر المصري الراحل "فرج فودة"، ويمسى "أبو العلا عبد ربه".
وكانت كشفت عناصر تابعة لتنظيمات إرهابية، مصرع قاتل المفكر المصري الراحل فرج فودة، أبوالعلا عبدربه العضو المصري الذي يقاتل في سوريا، في غارة جوية بسوريا، مؤكدين أن عبد ربه كان يقاتل في صفوف تنظيمات مسلحة تابعة لداعش، لكنه انضم مؤخرا لجبهة أحرار الشام ولقي مصرعه في غارة جوية لطيران النظام السوري.
الجماعة الإسلامية، هي جماعة نشأت في مصر بأوائل السبعينيات من القرن العشرين تدعو إلى "الجهاد" لإقامة "الدولة الإسلامية" وإعادة "االمسلمين إلى التمسك بدينهم وتحكيم شرع الله"، ثم الانطلاق لإعادة "الخلافة الإسلامية من جديد" إلا أنها تختلف عن جماعات الجهاد من حيث الهيكل التنظيمي وأسلوب الدعوة والعمل بالإضافة إلى بعض الأفكار والمعتقدات. وتنتشر بشكل خاص في محافظات الصعيد وبالتحديد أسيوط والمنيا وسوهاج.
واستخدمت الجماعة القتال في مصر ضد رموز السلطة وقوات الأمن المصري طوال فترة الثمانينيات وفترات متقطعة من التسعينيات، لكن بعد ضربات أمنية متلاحقة من قبل الأمن المصري والذي شمل اعتقال معظم أعضائها وضرب قواعدها، أعلنت الجماعة عن مرجعات فكرية دفعتها للتصالح مع مصر في الآونة الأخيرة.
الجماعات الإسلامية، لطالما أعلنت عن مراجعاتها الفكرية، وابتعادها عن الفكر الجهادي ونبذ العنف، واتجاهها للصلح مع الدولة المصرية، بل وتكثيف جهودها خلال الفترة الماضية للصلح بين جماعة الإخوان والحكومة في مصر، إلا أن اشتراك تلك الجماعات في الحرب السورية، وتمسكها بالفكر الجهادي، أثار تساؤولات عدة، حول مدى تأثير الجماعة الإسلامية على الأمن القومي المصري في حالة عودتها إلى الأراضي المصرية.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور رفعت سد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات، إن الجماعة الإسلامية أظهرت عدم مصداقيتها في مراجعتهم، وأكدت الأحداث الحالية في سوريا، عن عودة تلك الجماعات لممارسة العنف، واعتناقها الفكر الجهادي، مما يمثل خطرا لابد أن تنتبه له مصر في حالة عودتها مرة ثانية إلى الأراضي المصرية.
وتابع سيد أحمد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن عودة الجماعة الإسلامية إلى مصر، في حالة تصفية الأوضاع في سوريا، سيمثل بالتأكيد خطر على الأوضاع الأمنية والسياسية والاستراتيجية بها، مشيرا إلى أن أغلب أفراد الجماعات الإسلامية من العناصر الشبابية، وبالتالي لا تمتلك الدولة بيانات محددة عنهم، وهو مايمثل الخطر الأكبر أمام مصر، في محاولة السيطرة على نفوذ الجماعات الإرهابية على أراضيها، مستكملًا "أكثر من 7000 مقاتل هيمثلوا قنبلة موقوته في مصر في حالة عودة الجماعات الإسلامية إليها، إذا ما انتهت الأوضاع في سوريا".
ويقول محمود القطري، الخبير الأمني، إن مصر لن تقبل بعودة الجماعات الإسلامية إلى أراضيها، بعد دخولها في دائرة الحرب السورية، وكشفها النقاب عن التوجهات الإرهابية من جديد، مشيرا إلى أن الجماعة الإسلامية لاتختلف كثيرا عن الجماعات الإرهابية المتواجدة في كافة الدول بما فيهم مصر، مستكملًا "جميهم ذات خلفية إرهابية وفكر متطرف واحد".
وتابع القطري، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أنه في حالة عودة تلك الجماعات وتسللها داخل مصر، ستمثل خطرا حقيقيا، فربما تكون بعمل تحالفات جديدة داخل مصر مع التنظيمات الأخرى، ولن يكون أمام الدولة المصرية في ذلك الوقت غير تطوير التعامل الأمني معها، والكشف المبكر عن تلك الجماعات.
وفي تصريحات صحفية له، قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن التمسك بالفكر الجهادي والارتداد عن السلمية، ظهر بشكل واضح في مشاركة الجماعة الإسلامية في عمليات القتال في سوريا، مشيرا إلى أن المراجعات الفكرية لهم، أضهرت عدم جديتها، وكانت بمثابة إلهاء وستارا لعملياتهم الإرهابية.
وتابع حبيب، أن بعض قيادات الجماعة الإسلامية، وجدوا فى ساحة سوريا فرصة للتعبير عن مواقفهم تلك، وانضم أغلبهم لجبهة النصرة المعبرة عن تنظيم القاعدة هناك، وأغلب المصريين من الجماعة الإسلامية أو جماعة الجهاد أو السلفيين الجهاديين ممن لا ينتمون لأى تنظيم، انضموا لجبهة النصرة.
ويرى أيمن سمير، الخبير السياسي، أن الجماعات الإرهابية في ظل توحد أغلب دول العالم بهدف القضاء عليها، لم تجد سوى التحالف المضاد، وتنفيذ عمليات منفردة في كافة الدول، لتظهر بأنها مازالت لها أنياب حقيقية، وتمثل خطرا على تلك الدول، مشيرا إلى أن الجماعة الإسلامية، بإشتراكها في الحرب السورية، وضحت للرأي العام كثيرا من الأمور، أبرزها الانقسامات داخل تلك الجماعات.