شهدت سوريا على مدار تاريخها سلسة من الأحداث العسكرية المتتالية، أبرزها إعلان بلاد الشام استقلالها يوم 28 سبتمبر 1941 بعد استعادة الحلفاء سيطرتهم على سوريا خلال الحرب العالمية الثانية، وأعلن في إثرها تاج الدين الحسني "كأول رئيس لسوريا المستقلة".
لم تنعم سوريا طويلا تحت مظلة الاستقلال، فتتابعت الأحداث العسكرية، بشكل سريع للغاية، وفي مارس 1962، شهدت سوريا، انقللابا عسكريا، قاده عبدالكريم النحلاوي، ضد حكومة معروف الدواليبى وكان النحلاوى، قائد ومخطط الانقلاب العسكرى في ١٩٦١الذى أدى إلى انفصال سوريا عن مصر.
الانقلاب العسكري في سوريا، كان أول انقلاب عسكري في البلاد منذ الاستقلال، وفاتحة سلسلة من الانقلابات العسكرية وهيمنة الجيش على الحياة السياسية، وتبعه انقلابان عسكريان خلال العام ذاته، وعرف بدعم الولايات المتحدة له.يرجع تاريخ الانقلاب، إلى تزايد حدة الانتقادات للجيش إثر هزيمة حرب فلسطين وحالة السخط الشعبي تجاه المؤسسة العسكرية والطبقة السياسيّة، بل والنظام القائم عمومًا، ودخلت البلاد في حالة أزمات سياسة متكررة لم يواجه مثلها النظام الجمهوري منذ قيامه، الدويلي وعد بإجراء إصلاحات إدارية واقتصادية وتخصيص جزء كبير من الميزانية لإعادة بناء الجيش وتسليحه، والعمل على إعادة ثقة السوريين بنظامهم.
بداية التدخل العملي للنحلاوي، في الحياة السياسية كان، على هئية أعمال شغب في العاصمة إثر استقالة حكومة جميل مردم واعتذار هاشم الأتاسي عن تشكيل حكومة جديدة، إثر نشر الزعيم حينها الجيش في العاصمة دون إذن مسبق من الحكومة أو السلطة السياسيّة، وفي اليوم ذاته، أعلنت حالة الطوارئ وإخضاع البلاد للأحكام العسكريّة وإغلاق المدارس.
وكان أول أعمال النحلاوي عقب الانقلاب، أن قام بحل البرلمان، ولم يمض سوى عام أو أقل حتى أطاح انقلاب عسكرى آخر بـ"النحلاوي" نفسه، وكان في ٨ مارس ١٩٦٣ بقيادة أمين الحافظ.
وكان عبدالكريم النحلاوى متعاطفًا مع الإخوان المسلمين، ومن تفاصيل الانقلاب الذي قاده النحلاوى ضد الوحدة السورية مع مصر أنه تعاون مع موفق عصاصة وحيدر الكزبرى وتوجه النحلاوى بفرقة دبابات إلى مقر المشير عامر لإبلاغه بطلبات الضباط الانقلابيين التي لم تتضمن الانفصال بل تلخصت في إبعاد سيطرة بعض الضباط المصريين عن فرق الجيش السورى.
وفي سياق متصل، كان هناك تأييد للانفصال من جانب الأردن والسعودية فعندما خلع الملك سعود على يد أخيه الملك فيصل ذهب إلى مصر، وعندما واجهه عبدالناصر بإنفاقه ٧ ملايين جنيه استرلينى لتنظيم انقلاب الانفصال في سوريا، رد عليه سعود بأن المبلغ المنفق كان ١٢ مليونًا وليس ٧ ملايين وأنه على أثر الانقلاب الذي قاده الفريق أمين الحافظ على النحلاوى قد أسفرعن تسلم حزب البعث للسلطة وإبعاد النحلاوي وعدد من زملائه خارج البلاد، وتسريحهم من الجيش.
سوريا تشهد حاليا، سلسلة من الصراعات بين قوات موالية للنظام السوري، وآخرى معارضة، إلى جانب انتشار الجماعات الإرهابية داخل أراضيها، واشتراك الجماعات الإسلامية مؤخرا في الحرب داخلها، كما أشارت إليه "أهل مصر" في تحقيقها المنشور منذ أيام.
كما أشارت عدة تقارير صحفية، إلى أن القمة العربية المرتقبة، ستشهد مباحثات في ملف الأزمة السورية، والعمل على حل الانقسام الدائر بها، وتكثيف الجهود للحفاظ على وحدة وحماية الأمن القومي للأراضي السورية.