ردود أفعال إسرائيلية واسعة، حول انعقاد القمة العربية في دورتها الـ28، والتي تبدأ أعمالها غدًا الأربعاء، في منطقة البحر الميت، بالأردن.
وسلطت العديد من وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية، الضوء على القمة، وفيما يتعلق بوجهة النظر العربية حول مبدأ "الأرض مقابل السلام"، والتي تأمل لتغييره إلى "إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع العربي".
ووفقًا لنص القرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب، ورفعوه إلى القمة العربية تحت عنوان "متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية"؛ فأن القمة العربية ستؤكد على "تمسك والتزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية كما طُرحت في قمة بيروت عام 2002"، و"رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية".
وستطالب القمة، الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين إلى القيام بذلك، مع تشديدها على أن القانون الإسرائيلي بضم القدس الشرقية المحتلة، لاغ وباطل، وعدم إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس أو نقل تلك البعثات إليها.
هآرتس: جوهر التحركات والمباحثات العربية تمت خلف الستارصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تساءلت عما إذا كانت إسرائيل على موعد مع مفاجأة من القمة العربية هذه المرة، وتحديدًا من خلال صدور قرار من القمة العربية بتغيير مبدأ "الأرض مقابل السلام".
وشككت الصحيفة في جدوى القمم العربية بشكل عام، وقالت إن قمة عمان هذا العام، شأنها شأن القمم السابقة ستثبت أن الجامعة العربية ليست المكان الذي يمكن العثور فيه على حل لأية مشكلة من مشاكل المنطقة.
وذكرت أن جوهر التحركات والمباحثات العربية تمت خلف الستار ومن خلال المبعوثين والاتصالات الهاتفية المكثفة، وتبادل التفاهمات، من أجل الاتفاق على الأقل على صيغة بيان مشترك مقبول من الجميع، قبل حضور القادة العرب في العاصمة الأردنية، الأربعاء.
وأكدت الصحيفة أنه سيتم طرح 30 موضوعًا في القمة على جدول العمل، بدءًا من الحرب في اليمن التي لا يهتم بها أحد بالفعل، على الرغم من قتل أكثر من 10 آلاف شخص هناك، ومرورًا بالحرب السورية التي قتل فيها في السنوات الست الماضية 350 – 450 ألف شخص وانتهاء بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتتوقع الصحيفة بعد مرور بضعة أيام على انتهاء القمة العربية في 2 أبريل، أن يكون هناك لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس ترامب لفتح صفحة جديدة في علاقة مصر والولايات المتحدة، بعد عهد أوباما.
وسيطلب السيسي التسلح بالموقف العربي قبل هذا اللقاء من أجل المفاوضات مع الفلسطينيين، إلا أنه في مقابل المبادرة العربية التي تمت الموافقة عليها بالإجماع في العام 2002، مصر غير متأكدة من أن السعودية ستوافق في هذه المرة، وذلك بسبب التوتر السائد بين الدولتين.
يديعوت أحرونوت: تحت السطح تكمن الخلافات الداخليةوبعنوان "القمة العربية تصل البحر الميت.. إسرائيل في بؤرة الاهتمام"؛ قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إنه بعد عام من رفض المغرب استضافة القمة العربية التي تجرى بشكل تقليدي وروتيني، يحاول عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني إعادة هيبتها"، وأضافت أن "القمة التي تعقد في الأردن ويحضرها تقريبًا كل قادة الدول العربية، في وقت توجه فيه أسهم الانتقادات والإدانات ضد تل أبيب، وتعرض مجددًا المبادرة السعودية للسلام، بينما المقعد السوري خاليًا".
وقالت: "ونظرًا لأن المكان جذاب فسوف يشارك الكثير من القادة العرب ووفقا للتقديرات هناك 17 منهم سيحضرون، وهي بشرى سارة لأمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط؛ خاصة أن القمة التي عقدت في موريتانيا جاءت بعد وقت قصير من توليه منصبه وكان بالنسبة له تجربته الأولى في هذا المنصب والتي لم تكن بالتجربة البسيطة".
استكملت: "من غير المتوقع أن تثمر القمة عن قرارات ذات أهمية كبرى، خاصة بسبب المصالح المتضاربة لكثير من الدول المشاركة بها، وفي نهايتها متوقع أن يصدر بيان يضم 16 بندًا وكثير من القرارات الرمزية التي تركز على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، لافتة إلى أن "الملك عبد الله لديه فرصة لبلورة موقف عربي موحد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعرضه على الإدارة الأمريكية خلال زيارته القريبة لواشنطن، في وقت سيكون فيه محمود عباس رئيس السلطة من بين المشاركين البارزين بالقمة".
وقالت: "أبو الغيط كان قد أثار العديد من التساؤلات عندما زعم أن الفلسطينيين ينوون خلال القمة عرض مبادرة سلام جديدة، وهو الأمر الذي نفاه الفلسطينيون، ووفقًا لتقارير عربية فإنه متوقع المصادقة على مبادرة السلام السعودية التي تعود لعام 2002، والتي بموجبها تنسحب تل أبيب من كل المناطق التي احتلتها في حرب 1967 مقابل الحصول على تطبيع العلاقات مع كل الدول العربية".
وذكرت أن "ترامب يرغب في الدفع بنظام إقليمي جديد وعلاقات جديدة بين واشنطن والعواصم العربية؛ هو يدعم إقامة مناطق آمنة في سوريا ويؤيد محاربة إيران"، لافتة إلى أن "قادة العرب سيناقشون من بين ما سيناقشوا الحرب المستمرة في سوريا، هم سيعربون مجددًا عن تأييدهم للحل السياسي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية".
واختتمت: "عندما يتلقط قادة العرب الصور معًا ويضعوا توقيعاتهم على البيان المشترك، علينا أن نذكر أنه تحت السطح تكمن الخلافات الداخلية، وأن التوتر والخصومات قائمة طوال الوقت سواء بين مصر والسعودية أو بين القاهرة والدوحة، أو بين دول الخليج ومؤيدي نظام الأسد في سوريا، وغيره".
ماكور: الأردن رفضت السماح لوسائل إعلام إسرائيلية بتغطية القمةوذكر موقع "ماكور" الإسرائيلي، أن المملكة الأردنية الهاشمية رفضت السماح لوسائل إعلام إسرائيلية بتغطية مؤتمر القمة العربية في دورتها التي ستعقد الأربعاء، في العاصمة عمان.
وقال الموقع، إن عدة وسائل إعلام إسرائيلية تقدمت بطلبات رسمية للحكومة الأردنية، التي ترتبط بينها وبين إسرائيل اتفاقية سلام، بالسفر وتغطية القمة وإجراء لقاءات مع الوفود التي ستحضر القمة، لكن الطلب قوبل بالرفض التام.
وتابع الموقع، أنه من المتوقع أن يعرض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مبادرة سلام جديدة خلال القمة العربية، موضحًا أن المبادرة الجديدة هي محاولة من جهة أبو مازن لإعادة تأهيل حل الدولتين ووضعه في مركز النقاش العام والدبلوماسي كخيار رائد.
محلل إسرائيلي ساخرا: القمة العربية معروف نتائجهاوسخر المحلل الإسرائيلي، تسيفي بارئيل، من جدوى القمة العربية التي تعقدها الدول العربية كل عام.وقال بارئيل في مقال نشر في صحيفة "هآرتس" العبرية، إن كل عام في شهر مارس يجتمع القادة العرب في القمة العربية التي تعقدها جامعة الدول العربية، ووككل عام سيجد العرب هذا العام أيضًا أن الجامعة ليست قادرة على إيجاد حل لمشكلات المنطقة.
وأشار إلى أن الأردن هي الدولة المضيفة هذه المرة، موضحًا أن التحضيرات التي تسبق القمة تقريبًا تم الانتهاء منها، مستطردًا أن معظم العمل السياسي والدبلوماسي للقمة يتم وراء الكواليس، من خلال المكالمات الهاتفية، وإرسال المبعوثين وصياغة التفاهمات لكي تخرج القمة على أقل ببيان مقبول ومشترك من قبل الجميع.
وأشار إلى أن يرجع ذلك للحرص على أن تظهر الوحدة العربية، في هذه المناسبة الاحتفالية لا تشوبها شائبة.
ونوه إلى أن هناك توقعات أن يطرح الفلسطينيون على الطاولة مقترحًا سياسيًا جديدا لكن لا أحد يعرف تفاصيله حتى المصادر الفلسطينية، كما ينوي العرب تغيير النهج وطرح قيام دولة فلسطينية مقابل التطبيع الكامل مع العرب بدلًا من الأرض مقابل السلام.