بينما كان الأمير تميم بن حمد آل ثاني، يلقي كلمته في الجلسة الافتتاحة للقمة العربية الـ28 المقامة في الأدرن، غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق له، ومن ضمنه وزير الخارجية سامح شكري، قاعة الاجتماع، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الجدل، وانحصر تحليل الموقف المصري، بين سيناريوهين:
الأول: توتر العلاقات مع قطرأرجع كثيرون مغادرة الرئيس السيسي للقاعة إلى العلاقات المتوترة بين القاهرة والدوحة منذ ثورة 30 يوينو 2013.
كما أوقفت بعض القنوات التلفزيونية المصرية، البث المباشر من القمة، مع بداية كلمة أمير قطر، وعاودت البث عندما انتهى من إلقاء كلمته التي دامت 14 دقيقة.
ومنذ ذلك الحين تنظر القاهرة إلى قطر على أنها الداعم الأبرز لجماعة “الإخوان المسلمين” رفقة تركيا، وترفض تسليم مطلوبيين امنيين للقاهرة درت بحقهم نشرات من الأنتربول الدولي، كما تستضيف الدوحة بعض قادة جماعة الإخوان على أراضيها.
وأكمل أمير قطر كلمته، قائلا: "إنه لا خلافات تستعصي على الحل بين الأشقاء العرب، وإن التضامن العربي هو العامل الأساسي في تحقيق التطلعات العربية".
وأضاف أن "النظام السوري حول الثورة السلمية إلى حرب أهلية، ويجب إجباره على تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بإيصال المساعدات إلى المحاصرين، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لافتا إلى أن جمود عملية السلام يعود للتعنت الإسرائيلي وسياسات الاستيطان.
وطالب بإجبار إسرائيل على وقف بناء المستوطات، مؤكداُ أن القضية الفلسطينية ستظل في مقدمة أولوياتنا رغم جمود عملية السلام بسبب المواقف المتعنتة لإسرائيل، التي تهدد أمن المنطقة، كما وطالب الأطراف الفلسطينية للمصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال "لن تقوم دولة فلسطينية بدون غزة أو في غزة"، واضاف سموه "موقف دولة قطر الثابت من القضية الفلسطينية هو الموقف العربي الملتزم بعملية السلام".
من جانبه استنكر المحامي خالد أبو بكر، كلمة الشيخ تميم، وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر "تويتر": "كلمة أمير قطر ملوثة بدعم الجماعات الإرهابية".الثاني: لقاء ملك السعودية
ورافق خروج الرئيس السيسي من القاعة، انسحاب العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أيضًا.
وسرعان ما ظهر على شاشة قناة “العربية” الإخبارية، مملوكة لرجل أعمال سعودي، خبر عاجل يقول إن “اجتماعًا ثنائيًا يجري بين ملك السعودية والرئيس المصري”.
وبالفعل تم هذا اللقاء الثنائي، داخل قاعة القمة العربية في البحر الميت، ودار لقاء ودّي عابر لتلطيف الأجواء المصرية السعودية.
ويجيء هذا اللقاء بعد شهور من تقارير عن توتر العلاقات بين البلدين لأسباب من بينها اختلاف مواقفهما بشأن الحرب الاهلية السورية، وإيقاف شركة أرامكو السعودية وقف إمداد مصر بالمواد البترولية وأزمة ملكية جزيرتي تيران وصنافير.
وانطلقت أعمال القمة العربية الـ28 في منطقة البحر الميت، صباح اليوم، بمشاركة 16 من الملوك والأمراء والرؤساء العرب الذين توافدوا على العاصمة الأردنية "عمان"، فيما تمثلت 5 دول أخرى بأرفع مستوياتها السياسية، وكان الغائب الوحيد سوريا، المجمدة عضويتها.ومن المقرر أن تناقش "قمة التوافق" 17 بندا أقرها وزراء خارجية الدول العربية في الاجتماعات التحضيرية التي عقدت، تتعلق بمجمل الملفات العربية والإقليمية.