يستعد الشعب الفلسطيني، للاحتفال غدا، بمرور أربعين عاما ونصف على يوم الأرض الفلسطيني، في ظل الإحتلال الإسرائيلي وأزمة بناء المستوطنات، إلى جانب مزاعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لنقل السفارة الأمريكية للقدس، ومباحثات تسوية الاوضاع داخل الأراضي الفلسطينية.
يوم الأرض الفلسطيني، هو يوم يُحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كلِ عام، وتَعود أحداثه لمارس 1976، بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، وقد عم اضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات، خلال الاحتفال بيوم الأرض.
يعتبر يوم الأرض حدثًا محوريًا في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الإسرائيلي، حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجات ردًا على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية.
الأحتفال بيوم الأرض الفلسطيني، يأتي بالتزامن مع أزمة بناء المستوطنات الإسرائيلية، ودخول الولايات المتحدة على خط الناؤ، في القضية ذاتها، حيث قالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن بناء المستوطنات الإسرائيلية، لايعيق السلام لكن، مضيفا أن بناء إسرائيل مستوطنات جديدة أو توسيعها للمستوطنات القائمة في الأراضي المحتلة لايقف في سبيل تحقيق السلام مع الفلسطينيين مستخدمة بذلك نبرة أكثر اتزانا من تصريحاتها السابقة.
وفي بيان قبل أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة للقاء ترامب، قالت إدارة البيت الأبيض إن الإدارة "لم تتخذ موقفا رسميا من النشاط الاستيطاني".
وكان ترامب ألمح إلى أنه قد يكون أكثر تقبلا لمشروعات الاستيطان، ويعكس البيان الأخير لهجة مختلفة بعض الشيء في الطريقة التي تنظر بها الإدارة الجديدة للقضية الفلسطينية، في ظل مزاعم ترامب، للمضي قدما في عملية السلام بين الطرفين.
وتزامنا مع احتفال الفلسطينيين بيوم الأرض، زرع مواطني غزة، بالتعاون مع جمعية الشموع المضيئة لرعاية أهالي الشهداء، 200 شتلة زراعية في دوار شارع محمد يوسف النجار بحي النصر، تحمل أسماء 200 شهيد من أبناء شعبنا الفلسطيني، وشارك في زراعة الأشجار خلال الفعالية التي حملت عنوان "باقون ما بقي التين والزيتون"، وفدا إداريا من جمعية الشموع المضيئة، و200 طفل من ذوي شهداء غزة بموجب 40 طفلا من كل منطقة.
وعلى الجانب الآخر ذكر تقرير صادر، عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أنّ إسرائيل تستولى على 85% من أراضي فلسطين التاريخية، مشيرا إلى أن تلك الأراضي تبلغ مساحتها حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، بينما يستغل الفلسطينيون حوالي 15% فقط من تلك المساحة.
وأضاف التقرير، أن بلغت نسبة الفلسطينيين أكثر من 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية، وعليه فإن الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خمس المساحة التي يستحوذ عليها الفرد الإسرائيلي من الأرض.
وأوضح التقرير، أن مجموع الأراضي المصنفة كـ"أراضي دولة"، وتسيطر عليها السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية أكثر من 2،247 ألف متر مربع، أي ما يعادل حوالي 40% من إجمالي مساحة الضفة الغربية.