"أنـا الطفل الفلسطيني.. سأنصر دائمًـا ديني.. وأحمي القدس والأقصى وأعنابي وزيتون.. وأرفض أن يجاورني في أرض الله صهيوني.. سأرهبهم بمقلاعـي وأحذيتي وسكيـنـي.. في ثوبـي براكيـن تدمر من يعادينـي.. وأشلائي سؤقدهـا مشاعل في مياديـني..ليبقي دائمًـا دربي"؛ تعتبر أنشودة الطفل الفلسطيني هي الأنسب لتذكرها في يوم الطفل الفلسطيني.
الخامس من أبريل من كل عام، يحتفل أطفال فلسطين بيوم الطفل، ولا يزالون يعانون من أبسط حقوقهم بالتمتع بطفولتهم البريئة وحقهم في الحياة، جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم، بهذا التاريخ يجدد فيه أطفالنا بحثهم عن الحرية والعيش بكرامة كسائر أطفال العالم.
أطفال في سجون الاحتلالالتقرير الذي أعدته الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين يوم أول أمس، أشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال مستمرا في انتهاكاته المتصاعدة بحق الأطفال الفلسطينيين، حيث استشهد 42 طفلا خلال عام 2012، بينهم 33 سقطوا خلال الحرب التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة.
وسجل في الآونة الأخيرة ارتفاع في أعداد الأطفال المعتقلين، حيث بلغ عددهم في شهر يناير الماضي 223 طفلا، فيما وصل عددهم خلال مارس 236، بالإضافة إلى تعرضهم لأشكال مختلفة من سوء المعاملة والتعذيب، أثناء اعتقالهم والتحقيق معهم.
ويشار إلى أن اتفاقية حقوق الطفل عام 1989 تعد ميثاقا دوليا تحدد بموجبه حقوق الأطفال المدنية والسياسية، الاقتصادية والثقافية، التي وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على إدراجها ضمن القانون الدولي في 20 نوفمبر عام 1989، حيث دخلت حيّز التنفيذ في 2 سبتمبر 1990، بعد أن صدّقت عليها الدول الموقعة.وبحسب هذه الاتفاقية يعرّف الطفل بأنه كل شخص تحت عمر الثامنة عشرة لم يكن بلغ سن الرشد بموجب قانون الدولة، فيما تراقب تنفيذ الاتفاقية لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، والمكونة من أعضاء من مختلف دول العالم.وتلزم الاتفاقية الدول بالسماح للوالدين بممارسة مسؤولياتهما الأبوية، كما أنها تعترف بحق الأطفال بالتعبير عن أرائهم، وحمايتهم من التنكيل والاستغلال، كذلك حماية خصوصياته وألا يتم التعرض لحياته.
الأكثر معاناة على مستوى العالموفي بيان لها أصدرته امس، قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، بمناسبة يوم الطفل، إن "أطفال فلسطين من أكثر الأطفال معاناة على مستوى العالم جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي طويل الأمد بحق شعبنا، الذي اقترف العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والشباب".
وأضافت: "منذ عام 2000 وحتى نهاية عام 2016، وثقت الحركة العالمية استشهاد 2012 طفلا على يد قوات الاحتلال والمستوطنين في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، 1571 طفلا منهم في قطاع غزة. ومنذ اندلاع الهبة الشعبية الأخيرة في شهر أكتوبر عام 2015 وحتى نهاية عام 2016، قتلت قوات الاحتلال 56 طفلا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، كما انتهجت سياسة احتجاز الجثامين، ومنهم جثامين الأطفال، ضمن سياسة العقاب الجماعي ضد أسرهم".
وقالت، إن "سياسة الإفلات من العقوبة باتت تضمن لجنود الاحتلال الإسرائيلي الحصانة من أي ملاحقة قضائية حتى على جرائم القتل بحق الفلسطينيين، الأمر الذي يفسر مواصلتهم استهداف المواطنين الفلسطينيين، ومن ضمنهم الأطفال، ومثال على ذلك حادثة استهداف أربعة أطفال من مخيم الجلزون بالرصاص الحي التي وقعت في الثالث والعشرين من شهر المنصرم، ما أدى لاستشهاد الطفل محمد حطاب، وإصابة ثلاثة من أقرانه بجروح بالغة الخطورة. وسنويا تعتقل وتحاكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي حوالي 700 طفل بين 12-17 عاما أمام محاكمها العسكرية، يتعرضون خلالها لأساليب مختلفة من التعذيب وإساءة المعاملة من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، والشرطة، وأجهزة الأمن الإسرائيلية، إضافة إلى افتقار المحاكم العسكرية لأدنى معايير المحاكمة العادلة بحسب تقارير الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، والمؤسسات الدولية كـ "اليونيسف"".
الحاجة لحماية دوليةواتهمت وزارة الإعلام الفلسطينية، يوم الإثنين الماضي، السلطات الإسرائيلية بشن “حرب مخطط لها ضد الأطفال الفلسطينيين”.وقالت الوزارة، في بيان لها، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل نحو 2069 طفلا منذ بداية العام 2000 حتى منتصف فبراير الماضي، وقالت إن يوم الطفل الفلسطيني، يعد بمثابة “صرخة للمطالبة بتأمين الحماية لأطفال فلسطين والتي أقرتها اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عام 1989".
وأضافت: "الأطفال بحاجة إلى حماية دولية، ورعاية مجتمعية تحرس مستقبلهم، وتوفر لهم الحد الأدنى من الحقوق المقرة عالميًا، وتبعدهم عن الانخراط في سوق العمل، وتوجههم نحو مقاعد الدراسة”، ودعت وزارة الإعلام المؤسسات الدولية إلى “ملاحقة إسرائيل على استهدافها للأطفال".ويشكّل الأطفال حسب البيان، ما نسبته 45.5% من عدد السكان في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة".ومن أهم الأطفال الفسلطنيين الذين أثاروا الرأي العام العالمي، مقتل محمد الدرة، الطفل الذي قتل في أحضان أبيه في بداية الألفية، وعلى دوابشة الذي مات محروقا رفقة أبيه وأمه، عندما قامت مجموعة من قطعان المستوطنين بحرق منزلهم في الضفة الغربية وهم نائمون، ومحمد الخضر الذي قتل على يد مستوطن إسرائيلي في الأراضي.