ريكس تيلرسون.. صديق بوتين الذي انقلب عليه

"روسيا فشلت فى منع الهجمات الكيماوية التى وقعت فى خان شيخون السورية منذ أيام، وأمريكا لم تطلب أي موافقة من روسيا على الغارات التى وجهت لقاعدة الشعيرات"، هكذا كان تعليق وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون على الغارة الأمريكية التي استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية بـ59 صاروخا من طراز توماهوك.

ولكن الغريب أن هذه اللهجة القوية والحادة، تأتي من رجل كان ينظر إليه على إنه صديق شخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إبان إدارته شركة غكسون موبيل النفطية.

وفي بداية فبراير الماضي، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين ريكس تيلرسون -رئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة اكسون موبيل - وزيراً للخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ونال تيلرسون (64 عاما) تأييد 56 عضواً في مجلس الشيوخ في مقابل 43، أي أنه كانت هناك معارضة قوية داخل مجلس الشيوخ لتعيين الرجل بسبب علاقته بروسيا وخاصة رئيسها بوتين.

من هو تيلرسون؟

ولد تيلرسون (64 عاما) في ولاية تكساس، وترأس شركة "إكسون موبيل" للنفط، وعمل لصالحها في الولايات المتحدة واليمن وروسيا، ولديه علاقة وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.وكانت علاقة تيليرسون بالكرملين، الذي منحه وسام الصداقة عام 2013، هو الموضوع الرئيسي للتدقيق والفحص من قبل المشرعين الأمريكيين قبل التصويت على منحه الثقة لهذا المنصب الرفيع.وخلال الجلسة التي عقدها مجلس الشيوخ، للمصادقة على تعيين تيلرسون في منصبه الجديد، أقر بأن الغرب لديه مبررات للقلق من العدوان الروسي، لكنه رفض وصف بوتين بأنه مجرم حرب.وفي حين أثار المعارضون بعض المخاوف بشأن قدرته على الارتقاء من مجرد رئيس لشركة إلى وزير يتولى الملفات الخارجية لبلاده، يرى بعض أنصاره أن خلفيته في إبرام الصفقات قد تضفي منظورا جديدا على أعلى منصب دبلوماسي في البلاد.وقال الفريق الانتقالي لترامب إن تيلرسون سوف "يساعد على عكس اتجاه سنوات من السياسات والإجراءات الخارجية المضللة" التي أضعفت مكانة البلاد على المستوى الدولي.وقال تيلرسون إنه يشاطر ترامب رؤيته "لاستعادة مصداقية العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، وتعزيز الأمن القومي لبلادنا".

صديق الروس

ويأتي تعيين تيلرسون في أعقاب الكشف عن شكوك وكالات الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا ساهمت بشكل سري في فوز ترامب على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، وهو ما دفع بعض النقاد للإعراب عن قلقهم من علاقاته الوثيقة مع موسكو.وخلال الفترة التي قضاها في شركة إكسون، عقد تيلرسون صفقات بمليارات الدولارات مع شركة "روسنفت" الروسية الحكومية للنفط، بما في ذلك اتفاقية لاستكشاف الموارد الجوفية في سيبيريا، والتي قد تصل قيمتها لمليارات الدولارات.ومن المعروف أيضا أن تيلرسون صديق لـ إيجور سيتشين، الرئيس التنفيذي لروسنفت، والذي شغل في السابق منصب نائب رئيس الوزراء في نظام بوتين. ووصف سيتشين بأنه ثاني أقوى رجل في روسيا.وفي عام 2014، قدمت شركة إكسون، برئاسة تيلرسون، تقريرا تقول فيه إن العقوبات المفروضة من قبل الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على روسيا كلفتها مليار دولار، في هيئة أضرار لحقت بمشاريع مشتركة.ورفض تيلرسون العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم.

انقلاب المواقف

ولكن بعد تولي وزارة الخارجية، أظهر الرجل مواقف تختلف تماما مع مواقفه السابقة، تجاه العقوبات على روسيا وقضية القرم، حيث عبرت وزارة الخارجية في بيان لها في 17 مارس الماضي، عن إدانتها الاحتلال الروسى لشبه جزيرة القرم، مطالبة موسكو بإنهائه "فورا".وقال بيان الخارجية، إن "القرم جزء من أوكرانيا. تدين الولايات المتحدة مرة جديدة الاحتلال الروسى للقرم وتدعو لانهائه فورا".وأضاف أن "عقوباتنا المتصلة بالقرم ستبقى قائمة إلى أن تعيد روسيا الى اوكرانيا السيطرة على القرم، وذكّر بيان الخارجية الاميركية بأنّ الولايات المتحدة "لا تعترف" بالاستفتاء الذى أجرى فى القرم فى 16 مارس 2014 على الانضمام الى روسيا والذى استندت إليه موسكو لإعلان ضمّها شبه الجزيرة ، هذا ما تفوه به "تيلرسون" في اجتماعه مع وزارء خارجية دول الناتو الشهر الماضي في قضيتي ضم روسيا للقرم والعقوبات الغربية على موسكو.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً