بعد 50 سنة من القتال.. حركة إيتا تسلم سلاحها وتنهي "آخر تمرد" في أوروبا

حركة إيتا
حركة إيتا

بدأ الانفصاليون الباسكيون في منظمة إيتا، أمس السبت، تسليم أسلحتهم للسلطات الإسبانية والفرنسية، من أجل إنهاء آخر تمرد في أوروبا.

وقدم قادة المنظمة، في حفل أقيم بمدينة بايون، جنوبي فرنسا، سجلا بأسلحتهم وأماكن تخزينها للسلطات القضائية.

تسليم السلاح

وبالفعل وضعت السلطات الفرنسية يدها على أطنان من الأسلحة والمواد المتفجرة، في مخابئ أبلغت عنها الحركة، وكانت تلك المخابئ تحتوي على 120 سلاح ناري، ونحو ثلاثة أطنان ونصف الطن من المواد المتفجرة، والذخيرة الحية، حسب تصريحات أحد أعضاء اللجنة التي تفاوضت مع السلطات الفرنسية، بشأن اتفاق وضع السلاح.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي برنارد كازنوف: "إن تلك الأسلحة سيتم تدميرها."

الرد الإسباني

من جهتها وصفت الحكومة الإسبانية، تسليم حركة "إيتا" الانفصالية، للسلاح بأنه خطوة إيجابية، ولكنها "غير كافية" على حد وصفها.

وطالبت الحكومة الإسبانية، بحل الجماعة رسميا وتقديم اعتذار للضحايا، وقالت إنها لن تغير من موقفها تجاه الحركة.

بينما كشف وزير الداخلية الإسباني خوان إجناثيو ثويدو، أن حركة إيتا لن تحصل على أي شيء مقابل تخليها عن السلاح.

ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بى بى سى»، عن الوزير الإسباني قوله «ما يجب على إيتا فعله هو أن تحل نفسها وتختفي».

مظاهرة لأنصار إيتا في الباسك

شارك 100 ألف شخص على الأقل في مسيرة احتجاجية في مدينة بلباو، شمالي إسبانيا، بعد حظر مظاهرة لدعم مجموعة من مسلحي إقليم الباسك السجناء.

وعلى الرغم من أن التصريح الذي منحته السلطات لخروج هذه المسيرة كان لمظاهرة صامتة، فإن بعض المحتجين هتفوا بشعارات تدعم حركة "إيتا" الإنفصالية بالباسك.

وقال ضحايا أعمال عنف الحركة من جهتهم إن المسيرة سخرت من معاناتهم.

وكانت المحكمة العليا قد أصدرت قرارًا العام الماضي بالإفراج عن عدد من أعضاء حركة إيتا.

وجاء هذا الإجراء على خلفية حكم أصدرته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إذ قالت إن إسبانيا تصرفت بشكل غير قانوني عندما طبقت القانون بأثر رجعي مما منع المجني عليهم من فرصة الحصول على الإفراج المبكر.

وكان قد أدين الكثير من السجناء بتهمة القتل.

ما هي حركة إيتا؟

تأسست منظمة وطن الباسك والحرية المعروفة اختصارا باسم "إيتا" سنة 1959 بمنطقة الباسك الواقعة في الحدود بين إسبانيا وفرنسا.

وتطورت المنظمة وتحولت إلى حركة مطالبة بانفصال إقليم الباسك. وكان حزب باتسونا يتولى الدفاع عن أهداف إيتا وكان له تمثيل انتخابي.

قامت إيتا بأول عملية اغتيال لها سنة 1968 فاغتالت مدير مكتب المخابرات الإسبانية بمدينة سان سبستيان بإقليم الباسك ميليتون مانتاناس.

وتوالت نشاطاتها العسكرية حيث اغتالت كذلك رئيس الوزراء الإسباني لويس كاريرو بلانكو بسيارة ملغومة في مدينة مدريد سنة 1973. بالإضافة إلى أعمال التفجيرات المستمرة كالتي حصلت سنة 1974 بمدريد.

أنشأت منظمة إيتا جناحا سياسيا سنة 1978 عرف باسم هري باتاسونا. وتعتبر بداية الثمانينيات من أكثر السنوات دموية في تاريخ إيتا حيث قتل 118 شخصا.

أعلنت المنظمة وقف عملياته العسكرية مؤقتا سنة 1989 وبدأت مفاوضات مع الحكومة الإسبانية. لكن سرعان ما عادت إلى أنشطتها العسكرية سنة 1991، واستهدفت في محاولة فاشلة الملك خوان كارلوس سنة 1995.

وعادت المفاوضات بين المنظمة والحكومة من جديد سنة 1999 لكنها فشلت، لتشهد سنة 2001 تصاعدا في عملياتها حيث نفذت 16 عملية قتل خلالها حوالي 11 شخصا.

ويتعرض عناصر إيتا إلى الملاحقة الأمنية باستمرار، وأدرجها الاتحاد الأوروبي ضمن لائحة الحركات المتهمة بالإرهاب.

وقد أعلنت وقف إطلاق النار في عام 2011، ولكنها لم تسلم أسلحتها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً