تحولت الجماعات الإرهابية من الاختباء وتخزين أسلحتهم وعبواتهم الناسفة في الشقق، إلى نوع جديد من الفكر، حيث بدأوا في التوجه نحو المزارع فى المحافظات النائية والقريبة من العاصمة، جاء بعد احكام القبضة الامنية على تلك العمليات فى العاصمة وضواحيها، مما جعلهم يهربون لتكلك الاوكار واتخاذ طرق جديدة لمراوغة قوات الامن.
من خلال ذلك التحقيق نرصد أبرز آراء الخبراء والأمنيون حول ذلك التحول فى سياسة تلك الجماعات الإرهابية.
خبير أمني: مزارع "المتفجرات" تابعة للإخوان وليس "داعش":
فى البداية قال العميد محمود قطري الخبير الأمني، أن المزارع التي يتم ضبط متفجرات داخلها، مملوكة لأعضاء جماعة الإخوان، وليس داعش أو الجماعات الإرهابية، وأن أغلب تلك الأسلحة دخلت مصر أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي من خلال بوابة ليبيا.
وأضاف أن أغلب الأسلحة التي تم ضبطها هي أسلحة تركية، مهربة من خلال ليبيا، وباقي الأسلحة أمريكية وروسية وإيرانية.
وأشار قطري، إلي أنه كان يتم تحزين تلك الأسلحة لأستخدامها خلال الفتره القادمة في تنفيذ عمليات عدائية داخل البلاد في آن واحد.
وتابع الخبير الأمني، أن الأجهزة المتطورة شديدة الحساسية التي تم شراؤها حديثا، ساعدت في كشف المخابئ السرية للمواد المتفجرة في باطن الأرض.
استكمل قطري حديثه، أن هناك جهات وأجهزة مخابرات عالمية تقف وراء هؤلاء الإرهابيين وتقوم بتدعيمهم ماليًا للقيام بتلك العمليات العدائية، مضيفًا أن اتجاه الإخوان لإخفاء الأسلحة داخل المزراع بالوجه البحري وتجنيد شباب الصعيد يؤكد أن الدولة نجحت فى احكام قبضتها الأمنية على المحافظات الحدودية وتحديدًا سيناء ما دفع تلك العناصر للبحث عن ملجئ أخر ليكون مسرحًا لعملياتها الإرهابية.
خبير عسكري: هروب الجماعات الإرهابية للمزارع نتيجة الضربات الأمنية:
وقال اللواء جمال أبو ذكري الخبير العسكري بجهاز الأمن القومي، إن أعضاء الجماعات الإرهابية هربت إلى المزارع في المحافظات القريبة من العاصمة نتيجة ضربات الأمن المستمرة عليهم في المدن.
وأضاف أبو ذكري فى تصريح خاص، أن وعي الناس تجاه هؤلاء الإرهابين وقيامهم بالتبليغ عنهم لقوات الشرطة جعلهم يهربون لتلك المناطق غير المأهولة بالسكان، لأخذها مكانًا للتخطيط لعملياتهم الإرهابية واستقطاب ذوي النفوس الضعيفة لجانبهم.
وأوضح أن الجماعات الإرهابية أصبحت مطاردة من كل شيء يواجعهم نتيجة وعى الناس الشديد تجاه بلدهم، وأن أعمالهم تدل على الخسة والندالة تجاه الأبرياء الذين تزهق أرواحهم بدون ذنب.
وأكد الخبير العسكرى أنه يجب على الجميع مساندة الجيش والشرطة فى حربه المشروعة ضد هؤلاء الإرهابيين الذين لا ينتمون للدين الإسلامى مطلقا، وإنهم ليسوا إلا مجموعة مرتزقة يلهسون وراء الأموال.
مساعد وزير الداخلية الأسبق يحذر من سيناريو الاغتيالات:
وقال اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن استخدام جماعة الإخوان الارهابية للمزارع فى إخفاء الأسلحة وتخزينها ينم عن غباء كبير.
وأضاف نور فى تصريح خاص، أن الشرطة تطورت بشكل كبير، ولم تعد كما تعتقد تلك الجماعات الإرهابية تستخدم الفكر النمطى والروتينى.
وأشار نور أن اعترافات العناصر الارهابية المقبوض عليها، هى من قادت الأجهزة الأمنية لكشف الأسلحة المخبأة بتلك المزارع، مشيرًا أن تلك العناصر الارهابية شخصيات جبانة بطبيعتها وعندما يتم ضبطها يدلون باعترافات تفصيلية.
وأثنى نور على دور الأجهزة الأمنية فى القبض على تلك العناصر، والتى نجحت فى أجهاض تنفيذ عمليات إرهابية ضخمة كانت ستوقع عدد كبير من الارهابيين.
وحذر مساعد وزير الداخلية الأسبق من اتجاه تلك الجماعات لسيناريو آخر وهو تنفيذ اغتيالات بحق شخصيات إعلامية ورموز دينية.
وكشفت وزارة الداخلية عن العثور على مزرعتين بنطاق محافظتي (البحيرة، الإسكندرية) يمتلكهما القياديان بجماعة الإخوان شكري نصر محمد البر، رجب عبده عبده مغربى (مسئولى التنظيم بمحافظة كفر الشيخ) عبارة عن مخابئ سرية تحت الأرض، يتم استخدامهما كأوكار لتصنيع العبوات المتفجرة وتخزين الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها لحين تسليمها للعناصر المنفذة للحوادث الإرهابية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان أصدرته، إنه تم توجيه القوات اللازمة بمشاركة قطاعات الوزارة المعنية ورجال الحماية المدنية وفرق المفرقعات لاستهداف وتفتيش المزرعتين عقب استئذان نيابة أمن الدولة.
وأسفرت الجهود عن ضبط عدد من أجهزة تصنيع مادة RDX شديدة الانفجار تستخدم في تصنيع العبوات المتفجرة، كميات هائلة من بودرة وعجينة RDX، وعاء حديدي كبير الحجم يستخدم في تكثيف الحمض الخاص بمادة RDX، أعداد كبيرة من البنادق الآلية والأسلحة الرشاشة والخرطوش وبنادق FN والسلاح الجرينوف المتعدد والطبنجات 9 مم بالإضافة لكميات كبيرة من الذخائر والخزن الخاصة بها.
وتم العثور على ألغام أرضية مضادة للأفراد مدون عليها عبارات باللغة الفارسية، قنابل F1 يدوية، كميات كبيرة من القطع الحديدية صغيرة الحجم ورلمان البلى يستخدم في تجهيز العبوات الناسفة، كميات كبيرة من بوادىء الانفجار معدة للاستخدام وتحت التجهيز، دوائر توصيل كهربائية ومعدات للتفجير عن بعد، كميات كبيرة تزن نصف طن من مادة نترات الصوديوم، كمية من مادة TATB شديدة الانفجار، 12 مفجرا حربيا يستخدم في إعداد الأحزمة الناسفة.
كما عثر على عدد كبير من العبوات الناسفة مختلفة الأحجام جاهزة للتفجير وهياكل عبوات متفجرة بداخلها قطع حديدية صغيرة الحجم، كمية من حمض النيتريك، أقماع نحاسية تستخدم في تكبير وتوجيه الموجة الانفجارية، نظارة مزودة بكاميرا وكارت ميمورى "محمل عليه بعض الأهداف المزمع استهدافها"، كمية كبيرة من المواد الكيميائية والأدوات والآلات المستخدمة في تصنيع العبوات المتفجرة.