كرم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الفائزين بجائزة الشارقة للأدب المكتبي، خلال افتتاح الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل أمس، وحصلت مصر على المركز الأول، حيث فازت به الدكتورة أماني محمد السيد من مصر، عن بحث "نظم الأرشفة وإدارة الوثائق بالمؤسسات دراسة استكشافية للمتطلبات الفنية والوظيفية".
ونال المركز الثاني أيمن محمد إبراهيم الدسوقي من مصر، عن بحث "الجيل الخامس لشبكات الاتصالات اللاسلكية: رؤى مستقبلية لإعداد إطار استراتيجي للأرشيف العربي الموحد"، وفاز بالمركز الثالث أحمد عثمان أحمد، عن بحثه: "الأرشفة الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة دراسة لواقعها والتخطيط لمستقبلها دراسة مسحية".
كما كرم الشيخ القاسمي الفائزين بجوائز معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2017، وفاز بالمركز الأول أليخاندرو غاليندو بيدراغو من إسبانيا، وذهبت جائزة المركز الثاني إلى ماركو سوما من إيطاليا، فيما حصل على جائزة المركز الثالث استير غارثيا غورتيس من إسبانيا، وفاز بالجوائز التشجيعية الثلاث، كل من استيلا ميثا من المكسيسك، وكريستنو بيروبانا من إيطاليا، هاني صالح من مصر.
وكرم الفائزين بجائزة مهرجان الشارقة القرائي لكتاب الطفل 2017، حيث فازت بجائزة الشارقة لكتاب الطفل باللغة العربية من الفئة العمرية 4 إلى 12 سنة، رانيا زبيب عن قصة "كل يوم"، في حين ذهبت جائزة الشارقة لكتاب اليافعين باللغة العربية من 13 إلى 17 سنة، إلى الدكتور إبراهيم شلبي عن قصة "رحلات وسيم"، أما جائزة الشارقة لكتاب الطفل باللغة الإنجليزية من 7 إلى 13 سنة، فازت بها ميشيل زيلكوسكي.
تجول الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في قاعات المهرجان، وزار أجنحة العديد من دور النشر المحلية والعربية والدولية، إضافة إلى أجنحة بعض المؤسسات والهيئات الحكومية الثقافية والتربوية، واطلع على ما تقدمه من إصدارات قيّمة تستهدف الزوار والأطفال بشكل خاص، إلى جانب النشاطات والفعاليات التي تنظمها هذه الجهات في المهرجان، والتقى مسؤولي الأجنحة واستمع منهم إلى شرح عن إصداراتهم ونشاطاتهم.
وتوقف عند جناح مجموعة كلمات، حيث قدمت آمنة المازمي مدير مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، شرحا عن مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال والرؤية التي تنطلق منها، والمحاور التي تعمل عليها في تحقيق أهدافها، وقالت: "تعمل المؤسسة منذ إطلاقها على وضع استراتيجية وخطة عمل لتوفير الكتب والوسائل والبرامج المعرفية إلى الأطفال المحرومين في المناطق الفقيرة أو تلك التي تشهد أزمات وصراعات، أو الأطفال الذين يعانون من ظروف صحية حالت بينهم وبين حقهم الأصيل في القراءة والمعرفة والتعلم، ورؤية المؤسسة تندرج ضمن الرؤية العامة لإمارة الشارقة ودولة الإمارات التي تعتبر القراءة المرتكز الأساسي للنهوض بالمجتمعات والأمم".
وتعمل مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال على طرح مبادراتها ومشاريعها من خلال أربعة محاور، هي برنامج "العلاج بالقراءة" الذي يسعى إلى علاج الأطفال نفسيا وذهنيا عن طريق الكتب وبإشراف أخصائيين في هذا المجال، وبرنامج "الكتاب الصامت" الذي يهدف إلى تمكين الأطفال ممن يتحدثون بلغات مختلفة أن يكونوا جزءا من مكتبات مجتمعاتهم من دون الالتفات إلى قدراتهم القرائية بلغة البلد المضيف، وبرنامج "المكتبات المتضررة" والتي تأتي بهدف إعادة خلق بيئة تتسم بالسلام والأمان للأطفال ضمن المكتبات المتضررة نتيجة الصراعات أو الكوارث وخلق أجواء تدعم حرية التفكير والإبداع، إضافة إلى برنامج "كتب الأطفال ذوي الإعاقة البصرية" الذي يوفر موادًا أدبية شيّقة ومنتقاة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر.
كما كشفت آمنة المازمي خلال زيارة حاكم الشارقة للجناح عن تفاصيل مبادرة "أرى"، التي أطلقتها مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال والتي تسعى إلى تجسيد التجربة التي يرى فيها الأطفال ضعاف البصر العالم من حولهم، حيث تخصص المبادرة حائطًا تفاعليًا ضمن الجناح يُمكّن زوار الجناح من التعرّف على الكتب الصوتية، وآليات القراءة بطريقة "بريل"، ليكونوا أكثر معرفة بما يعيشه ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما زار الشيخ القاسمي عددا من الأجنحة المشاركة منها جناح مبادرة 1001 عنوان وعنوان، وجناح دائرة الثقافة، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وجناح مبادرة لغتي، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، وجناح مؤسسة الشارقة للإعلام، وجناح الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، واطلع على ما تقدمه من أنشطة وإصدارات للأطفال.
وأطلق حاكم الشارقة خلال زيارته لمنصة دائرة الخدمات الاجتماعية أول برنامج تدريبي إلكتروني لأولياء الأمور بكيفية تعليم وتوعية أبنائهم قول لا للتصرفات الخاطئة والاستغلالية تحت شعار "علم طفلك أن يقول لا".
وتجول في قاعة وزارة التربية والتعليم، حيث تعرف على المبادرات التي تطرحها والمنصات التي تعرض تجربتها في تشجيع الأطفال على القراءة، وتعزيز مهاراتهم في البحث والمعرفة، إذ تخصص الوزارة مجموعة من الأجنحة لتنظيم مشاركتها، منها جناح مبادرة "الركن" التي تعقد فيه مسابقة في الكتابة والتأليف والنشر، وجناح "واحة الكرامة" الذي تستعيد فيه سيرة شهداء الوطن بتجسيد معلم "واحة الكرامة" القائم في عاصمة الدولة أبوظبي، إضافة إلى أجنحة الأنشطة والورش، جناح حروفنا، وكتابنا، ولغتنا، وإبداعاتنا، وقراؤنا، ومسرحنا، وقاعة السينما التي تعرض نخبة من الأفلام التي تصور أفكار ورؤى أطفال مبدعين من مختلف بلدان العالم.
وتفقد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، معرض "رحلة عبر الدماغ" الذي ينظمه المهرجان بالتعاون مع المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، والذي يتيح للزوار المشاركة في العديد من الأنشطة التفاعلية التي تجمع بين المتعة والمعلومة والترفيه، وتتمحور جميعها حول الدماغ البشري وكيفية عمله ومراحل نموه، والتقنيات التي يستخدمها الباحثون والأطباء لعلاج الأمراض الدماغية.
وتابع حاكم الشارقة خلال جولته عددا من الورش التعليمية والتثقيفية التي تقام خلال المهرجان، كما شهد جانبا من العروض الفنية والترفيهية المصاحبة للفعاليات، وزار معرض "الشارقة لرسوم كتب الطفل" بنسخته السادسة التي تجمع 303 أعمال فنية، لـ 90 فنانا من مختلف أنحاء العالم، والتقى بعض الرسامين المشاركين بأعمالهم في هذا المعرض، وأشاد بدورهم في تعزيز اهتمام الأطفال بالكتاب، وجذبهم إلى القراءة.
ويمتد مهرجان الشارقة القرائي للطفل هذا العام على مساحة 2304 مترا مربعا ويتضمن 2093 فعالية ثقافية، وفنية، وترفيهية، وتعليمية، إلى جانب مشاركة 123 عارضا، وحضور 179 ضيفا من مختلف دول العالم، تتوزع عليها العديد من الأجنحة والفعاليات.
ويضم برنامج فعاليات الطفل 1403 فعاليات يشارك فيها 55 ضيفًا من 22 دولة، فيما يجمع برنامج الفعاليات الثقافية أكثر من 60 ضيفًا من 23 دولة يشاركون في أكثر من 40 فعالية متنوعة على مدار أيام المهرجان الـ 11.
ويجمع برنامج ركن الطهي 83 فعالية يقدمها 14 ضيفًا من 14 دولة ضمن ثلاث فعاليات رئيسية هي عروض الطهي الحي، ومسابقات الطهي، والطاهي الصغير، أما في فعاليات مقهى المبدع الصغير، فيلتقي الجمهور بالعديد من الأطفال أصحاب المواهب المتميزة في مجالات الأدب، والابتكارات العلمية، والرياضية، والفنية، الذين حققوا نجاحات معينة في مختلف المجالات، ليتحدثوا عن حياتهم وإنجازاتهم وطموحاتهم.
ويشارك في المهرجان عدد كبير من المؤلفين، والإعلاميين، والفنانين، والخبراء التربويين، العرب والأجانب، من أبرزهم الفنانة المصرية حنان ترك رئيسة تحرير مجلة "نونة" للأطفال، والإعلامي الكويتي غازي حسين، والكاتب والإعلامي العُماني محمد الهنائي، والكاتب اللبناني حسن خليل عبد الله، والكاتبة والإعلامية المصرية أمل فرح، والصحفية والكاتبة الأكثر مبيعًا في "نيويورك تايمز" جايل فورمان، والشاعر والمؤلف كوامي إليكساندر مؤلف الرواية الأكثر مبيعًا "هو قال، هي قالت"، ومصور كتب الأطفال الشهير كوركي بول.
ويحتفي مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الحالية بروح الاكتشاف من خلال شعاره "اكتشف عن قرب"، الذي لا يقتصر على العلوم، وإنما يشمل كل تجربة ملهمة تشكل مصدرًا للاكتشاف، بما في ذلك الكتب، وما تفتحه من فضاءات لا حدود لها، على عوالم لا ندرك كافة تفاصيلها، لتدفع إلى البحث عن إجابات للأسئلة التي تدور في عقول الصغار والكبار عبر القراءة.