حلّ أمس الجمعة، الذكرى السنوية الـ69 لمجزرة قرية الحسينية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية خلال سيطرتها على المناطق الفلسطينية داخل أراضي 1948م.
فقد ارتكبت عصابات "الهاغاناة" و"البالماح" الصهيونية، مذبحة في قــرية "الحسينية" قضاء صفد، ما أسفر عن استشهاد نحو 30 مواطنًا مـن أهــل القرية، وإصابة عدد كبير بجروح.
وهاجمت العصابات الصهيونية هذه القرية الصغيرة التي تقع في الشمال الشرقي لمدينة صفد، والتي تبعد عنها مسافة 11 كم، وبلغت مساحتها أراضيها عام 1945 ما يقارب 5324 دونما، أما سكانها فقد بلغوا 340 نسمة وكانوا يسكنون في 64 منزلًا، بالأسلحة الرشاشة والمتفجرات وأوقعت العشرات بين شهيد وجريح.
وتخلل الهجوم على الحسينية نسف 12 منزلًا على رؤوس سكانها، في خطوة أولى لاحتلال القرية، ما أجبر الأهالي للنزوح عنها من هول الجريمة وخوفًا على حياتهم.
يقول شاهد على الأحداث، يُدعى حسن مرعي الكردي، من قرية كرّاد البقارة المجاورة لقرية الحسينية، لموقع "الضفة الفلسطينية": "أذكر أنه في إحدى الليالي بينما كنا نسهر عند مختار قريتنا كرّاد البقارة، وإذ بِدَوي انفجارات هائلة تهزّ الأرض من تحتنا، وكان مصدرها قرية الحسينية المجاورة، فهبت قريتنا والقرى المجاورة إلى الحسينية لمعرفة ما حدث، فكان ما شاهدناه منظرًا مروعًا، حيث رأينا عددًا من مباني القرية قد هُدّمت على رؤوس من فيها من السكان".
يُضيف: "على الفور بدأنا نبحث عن الناجين وعن جثث القتلى، وبقينا هكذا حتى عصر اليوم الثاني، وأذكر من المناظر التي شاهدتها تحت الردم منظر أم تحتضن طفلها الرضيع، وهما ميتان، بعد ذلك قمنا بجمع تلك الجثث وقمنا بدفنها في مقبرة القرية، هذا المنظر ببشاعته لم يفارقني طوال حياتي".
وفي تفاصيل هذه المجزرة الصهيونية ضد أبناء قرية الحسينية، يقول المؤرخ الصهيوني بني موريس: "قامت قوات البالماح الساعة الواحدة فجرًا، بتلغيم اثني عشر منزلًا في قرية الحسينية قضاء صفد، ونسفها في خطوة أولى لاحتلال القرية، وقد رافق عملية النسف إطلاق نار كثيف قام بها جنود تلك الوحدة المهاجمة بقيادة فايس، فقُتل على الفور 15 شخصًا من أبناء القرية، وتم قتل مثل هذا العدد بالإعدام المباشر ليصبح العدد 30 مسلمًا".
وقد أوردت النبأ صحيفة نيويورك تايمز، وجاء الخبر على صفحاتها كما يلي: "قامت فرقة قوامها 50 مهاجمًا أغارت على قرية الحسينية في قضاء صفد، فقتلت العشرات من أبناء القرية".
وأضافت الصحيفة أن رجال الشرطة والجيش البريطاني دخلوا المنطقة لاحقًا وفرضوا حظر التجول عليها وقاموا بإجلاء القتلى والجرحى من القرية.