تناول كبار كتاب المقالات الصادرة اليوم الأحد، عددًا من الموضوعات منها العلاقات المصرية الأمريكية - الروسية، والأمن القومي العربي بين مصر والسعودية والأديان السماوية في مصر.
ففي صحيفة "الأهرام" مقال للكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة بعنوان "أمريكا أم روسيا؟!" قال الكاتب إن نجاح الزيارة الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي وما صاحبها من عودة الدفء إلى العلاقات المصرية الأمريكية جعل البعض يتساءل حول مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية من جهة، ومستقبل العلاقات المصرية الروسية من جهة أخري، وهل من الأفضل أن تكون لدينا علاقات استراتيجية مع أمريكا بعيدًا عن الدب الروسي، أم أن الأفضل أن تكون لدينا علاقات إستراتيجية مع روسيا بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية؟!
وأضاف الكاتب إن البعض يرى ضرورة وجود علاقات إستراتيجية مع أمريكا باعتبارها القوة العظمي عسكريا واقتصاديا في العالم، وأنها سيدة العالم بلا منازع حتي في حالة وجود أقطاب أخرى مثل روسيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبي، فالأمر كله ينتهي عند حدود أن الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمي وأن شمسها لن تغيب في الأمد القصير على الأقل، وبالتالي فلا يمكن التضحية بمثل تلك العلاقات الاستراتيجية معها خاصة بعد وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى السلطة هناك، وهو الرجل القوي الذي يحترم الرئيس عبد الفتاح السيسي ويقدر مواقفه، ويساند رؤيته في مكافحة الإرهاب والتطرف، كما أنه يعترف بأخطاء الإدارات الأمريكية السابقة ويدين أجندة الفوضى الخلاقة التي كانت أمريكا تتبناها في الشرق الأوسط وأدت إلى الكوارث التي تعيش فيها المنطقة العربية الآن.
وتابع الكاتب قائلا " إن هذا الفريق يري أيضا أن مصر قد جربت العلاقات الإستراتيجية مع الاتحاد السوفيتي سابقا، وأن المساندة السوفيتية لم تكن ترقي إلى المساندة الأمريكية للعدو الإسرائيلي بدليل ما ظهر من تفوق إسرائيلي كبير في حرب 1967، وأنه حتى بعد الهزيمة كان هناك «شح» سوفيتي في إمدادات الأسلحة والذي كان أحد الأسباب الرئيسية في طرد الخبراء الروس قبل معركة 1973".
واستطرد الكاتب، الفريق الآخر يرى العكس تماما ويرفض العلاقات مع أمريكا لأنها الداعم الأول والأخير للعدو الإسرائيلي، كما أن السياسة الأمريكية في المنطقة هي التي أدت إلى الفوضى التي تعيشها المنطقة الآن، وأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من صنعت داعش، وهي التي دعمت الجماعات الإرهابية والمتطرفة منذ الحرب الأفغانية، كما أن العلاقات الإستراتيجية مع أمريكا لم تجعلها تمارس الضغوط على إسرائيل لكي تعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة حتى الآن، رغم المرونة التي يبديها الجانب الفلسطيني منذ إطلاق عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، واستمر التعنت الإسرائيلي بدعم أمريكا حتي بعد اعتراف الدول العربية بالسلام مع إسرائيل في إطار المبادرة العربية التي أطلقتها الجامعة العربية بإجماع كل الدول العربية وتعترف فيها الدول العربية بالسلام وحق إسرائيل في الوجود مقابل الأرض الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية علي حدود 1967".
وأكد الكاتب في ختام المقال، أنه لابد أن تكون لدينا علاقات استراتيجية مع أمريكا، ولكن ليس على حساب العلاقات مع روسيا، وينبغي ألا نقع في قبضة هذا أو ذاك كما حدث في السابق، وحسنا ما يفعله الرئيس من التوازن في العلاقات مع جميع دول العالم شرقه وغربه، وتنويع مصادر السلاح، والتعاون الاقتصادي والعسكري مع جميع دول العالم، فالمهم هو مصلحة مصر وعدم وقوعها في الفخ مرة أخري.
وفي صحيفة الأخبار مقال للكاتب الصحفي محمد بركات بعنوان " مصر.. والسعودية والأمن القومي العربي" قال فيه "من الثوابت التي يجب الحرص على التمسك والالتزام بها إلتزاما صلبا لا يتغير ولا يتبدل على الإطلاق، هي أن نكون على قدر كبير ووافر من الإدراك الواعي بحقيقة أن مصر والمملكة العربية السعودية هما ركيزة الأمن القومي العربي، ودرع الحماية والأمان له، وحصن الدفاع الصلب عن الأمة العربية كلها، في مواجهة الأخطار التي تهددها والأعداء المتربصين بها من كل جانب".
وأضاف " هذا الإدراك الواعي هو ما تفرضه علينا الحكمة والضرورة أيضا،..، بل وأزيد علي ذلك بالتأكيد بأن هذه الحكمة وتلك الضرورة تفرضان علينا أن تكون مصر والمملكة قلبا واحدا ويدا واحدة، تعملان وتسعيان بكل الجهد والإصرار علي حماية الأمة العربية والتصدي بكل القوة لكل ما يتهددها من مؤامرات ومخططات تهدف للنيل من وحدتها وتفريق شملها والنيل من سلامتها وأمنها القومي".
وفي صحيفة الجمهورية مقال للكاتب الصحفي عبد الناصر عبد الله، بعنوان " كنائسـنا ومساجدنا.. في رباط للأبـد" قال فيه " إن مصر التي عاشت علي مدي تاريخها محتضنة كل الأديان السماوية التي تواجد بها جميع أنبيائها بصورة أو بأخري ففيها ولد موسي وتربي في قصر الفرعون وعيسى ابن مريم زارها هو وأمه مريم البتول وما زالت مسارات العائلة المقدسة تجتذب أنظار العديد من الإخوة المسيحيين علي مستوي العالم.. أما الحبيب محمد ــ صلي الله عليه وسلم ــ فقد شرفت مصر بصلاته فيها أثناء رحلتي الإسراء والمعراج ــ كما أثبتت ذلك أحاديث كثيرة لرسولنا الكريم محمد ــ صلي الله عليه وسلم ــ حيث قد ثبت عنه أنه أثناء رحلة الإسراء إلي بيت المقدس صلي بمصر قبل أن يعرج به إلي السماوات العُلي".
وأضاف الكاتب " إنه من هنا كان لأرض مصر الشرف المجيد في أنها كانت الأرض الطيبة التي تواجدت بها الديانات السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام.. وبالتالي فإن أهلها المصريين ــ دائمًا وأبدًا ــ تشعر حين تتعامل معهم بطبيعة خاصة فلا التعصب استطاع أن يفرق بينهم. عاش المسلم إلي جوار المسيحي والمسيحي إلي جوار المسلم الكل "مصري" متحاب ومتعاون مع شقيقه الذي يسكن إلي جواره.. لم نعهد في يوم من الأيام التفرقة التي ينشدها أعداؤنا حتي يفتتوا جسد الأمة المصرية.. كنا صغارا جارنا المسيحي حين كنا نناديه نقول وبالحرف الواحد "يا عم جرجس" أو "يا عم نجيب" وغيرهم من الجيران التي سرت فيما بيننا وبينهم المحبة الخالصة النابعة من حُسن المعاشرة والجيرة فلم نكن في يوم من الأيام إلا إخوة متحابين نتبادل التهاني في المناسبات والزيارات في الأعياد المختلفة بل قد تصل العلاقة فيما بيننا إلي المشاركة داخل الكنائس وكثير ما شاركنا إخواننا الأقباط أفراحهم سواء أكان إكليلا أو نصف الإكليل.. أو في المآتم..".
واختتم الكاتب مقاله قائلا " إذن العلاقة كانت ــ ما زالت ــ متجذرة ولم تكن بحال من الأحوال علاقة هشة.. ولذا فإن مآذن مساجدنا وأجراس كنائسنا في مصر ستظل ــ إلي قيام الساعة ــ في رباط دائم لا ينفصم بحال من الأحوال.. أما تلك الأفعال الدنيئة التي تجري هنا وهناك بفعل فاعل خسيس لا يرجو لمصر خيرا بل يضمر لها كل شر فإنها لن تفت في عضد أبناء مصر الشرفاء الذين لا تزيدهم تلك الأفاعيل الوضيعة إلا ثباتا علي الموقف وتلاحما بين أبناء الشعب المصري مسلميه ومسيحييه".