أيام قليلة وينطلق مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، بحضور بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني، إلا أن الاستعدادات حتي الآن محل أدراج، فرغم قرب انتهاء المدة وصول الوفود المشاركة، انشغل مشايخ وعلماء الأزهر، بالدفاع عن الازهر من خلال رفع شعار موحد وصور للصفحات الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحمل الإمام الأكبر، بجانب هاشتاج "إلا علماء الأزهر، الأزهر خط أحمر، أنا مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر".
أما عن أئمة بوزارة الأوقاف، فطالبو بإعلان موقفٍ واضح وصريح من تلك الحملة التي أدانها القاصي والداني، مشددين أن المنصب السياسي غير دائم بينما الانتماء إلي الأزهر رسالة باقية إلي أن يرحل الإنسان، وبالتواصل مع رئيس القطاع الديني الشيخ جابر طايع، المتحدث الوحيد للوزارة، رفض التعليق.
أما مجمع البحوث الاسلامية والمتمثل في الدكتور محي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث، فقد انضم إلي نفس الفصيل وأعلن رفض المجمع لما يتم توجيه من اتهامات للمشيخة، مشددًا أن القاصي والداني يدرك الدور الحضاري والتنويري لمصر في مختلف بلاد العالم من خلال الأزهر الشريف، وأنه لم يسمع عن بلد متحضر يستشعر مواطنوه المسؤولية الوطنية ويحافظون على هويتهم ثم يُسمح فيه بإعمال الهدم في مؤسساته الوطنية.
وقال "عفيفي" في تصريحات له، إن من يتابع الهجمة الشرسة والممنهجة على الأزهر وإمامه الأكبر تلك الحملة مختلفة الاتجاهات والأهداف ممن رأوا مكاسبهم في الهجوم على الأزهر ومحاولات تقزيمه واتهامه بمختلف الاتهامات يدرك خطورة هذا الوضع، مضيفًا أن الأزهر لم يكن في يومًا مفرخة للإرهاب، كما أنه لا تعقل ادعاءاتهم بأن المناهج الأزهرية سبب في الإرهاب الذي يحدث في مصر والعالم ليصوروا للمتابعين لحملاتهم في الهجوم على الأزهر أنه سبب في كوارث العالم، وأن التخلص من مناهجه سيؤدي إلى استقرار العالم واستباب الأمن وعيش الناس في سلام.
في السياق ذاته، التزم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الصمت حيال الهجوم على الأزهر وشيخه، رغم مطالب الأئمة له إعلان تأييده للإمام الأكبر إلا أن لم يستجب لهم، إضافة إلى غياب شيخ الأزهر عن الاحتفال بالإسراء والمعراج الذي نظمته وزارة الأوقاف أمس الأول بمسجد الحسين، ما أعاد الحديث مجددًا عن خلافات غير معلنة بينه وبين الإمام الأكبر رغم إعلانه توجيه برقية تهنئة السبت الماضي.