أثار ما كشفه موشيه يعالون، وزير الدفاع الإسرائيلى السابق، عن أن تنظيم "داعش" أطلق النار مرة واحدة فقط بالخطأ، باتجاه الجولان ثم أعلن عن اعتذره فور ذلك، حسبما ذكرت شبكة روسيا، ريبة بالوسط السياسي.
واعتبر يعالون فى تعليقه على حادثة أطلاق نار على الجولان، يوم الجمعة الماضية، أن أغلب حالات إطلاق النار كانت تطلق من أراضى تقع تحت سيطرة الجيش السوري، مشيرًا إلى أن "حادثة واحدة حدثت، في الفترة الماضية، أطلق فيها داعش النار عن طريق الخطأ وقد اعتذره فورًا على ذلك".
وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن، مساء الجمعة الماضية، عن سقوط ثلاث قذائف صاروخية من سوريا داخل الأراضى الواقعة تحت سيطرة إسرائيل في هضبة الجولان المحتل، دون أن تتسبب بإصابات أو أضرار.
وردًا على ما قاله وزير الدفاع الاسرائيلي السابق حول واقعة إطلاق نار باتجاه الجولان، أوضح مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن اعتذار تنظيم داعش الإرهابي لإسرائيل عن إطلاق النار مرة واحدة بالخطأ باتجاه الجولان، هو أمر يثير الريبة حول طبيعة العلاقة بين الطرفين، ويثير مزيدًا من الشكوك اتجاه شبكة علاقات التنظيم في المنطقة، التي توفر له الغطاء ليظل على قوته أمام التحالف الدولي الذي يستهدف القضاء عليه.
وأوضح مرصد الفتاوى التكفيرية أنه رغم توعد زعيم داعش أبي بكر البغدادي بتحويل فلسطين إلى "مقبرة لليهود"، فإن متحدثًا باسم التنظيم، يدعى نضال النصيري، أعلن أن تحرير فلسطين ليس من "أولويات الجهاد المقدس".
ولفت المرصد إلى أن سلوك التنظيم الإرهابي بعدم الهجوم على إسرائيل طالما أثار الانتقاد ودفع البعض إلى اتهام داعش بالتعاون السري مع الموساد، الأمر الذي أربك تفكير بعض أنصاره، والواقع يقول إن التنظيم يقاتل الجميع باستثناء إسرائيل، وهو ما يدفع قادة داعش لإطلاق الوعيد والتهديد بحق إسرائيل، والإعلان المزعوم عن دعم الشعب الفلسطيني.
ودعا المرصد المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى تعميق النظر في طبيعة العلاقة بين إسرائيل وتنظيم داعش، وعدم الانخداع بأكاذيب التنظيم وادعاءاته المتكررة حول كونه تنظيمًا "إسلاميًّا" ودعوته لإحياء "الجهاد" وإقامة "الخلافة" و"الدفاع عن المسجد الأقصى"، وغيرها من المزاعم التي يرددها التنظيم بغرض كسب الرأي العام الإسلامي وجذب المقاتلين إليه والمنخدعين بدعايته الخبيثة.
وفي سياق متصل قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، والخبير الاستراتيجي، في تصريح خاص لـ "أهل مصر" أن اعتذار تنظيم "داعش" عن إطلاق نار على الجولان بالخطأ وقبول إسرائيل الاعتذار دون وجود أى رد فعل على ما فعله تنظيم داعش، يدل على وجود علاقة استراتيجية قوية وتحالف بين إسرائيل وتنظيم داعش، مشيرًا إلى أنه بالتأكيد يوجد مصالح من خلف هذا التحالف.
وأوضح أنه يستيبعد فكرة أن يكون زعيم داعش أبي بكر البغدادي، قد هدد في وقت سابق أن يحول أرض فلسطين إلى مقبرة لليهود، مؤكدًا أن اعتذار تنظيم داعش عن إطلاق النار على الجولان بالخطأ يتنافي مع ما قاله زعيم التنظيم سابقًا.
ومن جانبه قال، الخبير في الشئون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور سعيد عكاشة، في تصريح خاص لـ " أهل مصر" أن إعلان إسرائيل بإن هناك اعتذار من جانب داعش على ما بدر منها من أطلاق نار على الجولان، ليس مصدق بنسبة نهائية، وذلك يرجع إلى أن تنظيم داعش لم يعلن عن أنه تقدم باعتذار إلى اسرائيل.
وأوضح أن هناك علاقة توظيف بين تنظيم داعش وإسرائيل، نظرًا لأن داعش تحارب "حزب الله" في سوريا ما يخدم مصالح الجانب الإسرائيلي، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه مصالح غير مباشرة من جانب إسرائيل، مشيرًا إلى أنه لا يوجد هجمات قوية أو متعددة على إسرائيل أو الحدود السورية من جانب داعش على إسرائيل.