تستعد مصر اليوم لاستقبال بابا الفاتيكان، فرانسيس، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها للبلاد، تستمر لمدة يومين، يلتقي خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهروالبابا تواضروس الثاني، وتأتي هذه الزيارة بعد هجمات دامية وقعت في التاسع من أبريل الجاري، إذ قتل 45 شخصًا على الأقل في تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية، خلال احتفالات المسيحيين بأحد السعف.
وتعد هذه الزيارة هى الثانية من نوعها لأحد باباوات الفاتيكان لمصر، بعد زيارة البابا الراحل "يوحنا بولس الثاني" إلى مصر فى 24 فبراير عام 2000، والتى كانت الزيارة الأولى لأكبر قيادة دينية مسيحية فى العالم لمصر، مما أكسبها بعدًا تاريخيًّا، فضلًا عن الترحيب والتقدير العميق الذى لاقته الزيارة من مختلف أوساط المجتمع المصري، حيث التقى خلالها البابا الراحل الرئيس الأسبق مبارك إلى جانب لقاءين مهمين مع كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وقداسة البابا الراحل شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ليؤكد البابا بذلك أهمية الحوار بين مختلف الأديان من جهة، وأهمية التواصل مع الطوائف المسيحية من جهة أخرى.
وفى الإطار ذاته كانت هناك زيارتان لرؤساء مصر للفاتيكان، الأولى كانت مارس2006".
وبعث بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني، رسالة إلى شعب مصر قبل زيارته تعبر عن سعادته بهذه الزيارة، متابعًا: ""يا شعب مصر الحبيب، السلام عليكم.. بقلب فرح سأزور بعد أيام قلائل وطنكم العزيز مهد الحضارة وهبة النيل وأرض الشمس والضيافة، حيث عاش الآباء البطاركة والأنبياء، وحيث أسمع الله صوته لموسى، وإني لسعيد حقًا أن آتي كصديق ومرسل سلام وحاج على الأرض التي قدمت منذ أكثر من ألفي عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة التي هربت من تهديدات الملك هيرودس، ويشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة،، معبرًا عن أمله في أن تكون الرحلة "عزاء وتشجيعا لكافة المسيحيين في الشرق الأوسط"، متمنيًا السلام "لشعب مصر.
تلعب هذه الزيارة دورا مهما في تحسين صورة مصر أمام المجتمع الاقصادي العالمي، حيث تمثل هذه الزيارة رسالة إلى العالم اجمع بأن مصر ما زالت بلد الأمن والأمان، رغم ما تتعرض له إلا أنها ستظل وجهة عالمية ومقصد رئيسي للشخصيات البارزة.
قال مختار الشريف الخبير الاقتصادي، إن زيارة بابا الفاتيكان لمصر تبث رسالة طمأنينة للعالم تؤكد أن مصر بلد السلام، وتعتبر شهادة ثقة فيما تبذله مصر لنبذ التطرف والإرهاب.
وعن كيفية استفادة مصر اقتصاديًا من هذه الزيارة، أكد "الشريف" في تصريحات لـ"أهل مصر"، ضرورة استغلال تلك الزيارة في الترويج للفرص الاستثمارية في مصر، وإيضاح الجهود التي تبذلها الحكومة لتحسين المناخ الاقتصادي وتوفير أدوات جديدة جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن زيارة بابا الفاتيكان في هذا التوقيت دليل على أهمية دور مصر في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الزيارة سيكون لها تأثير في جوانب إيجابية في شتى المجالات..