لا شك أن الادب هو مرآة المجتمع التي تعكس للقارئ حياة الطبقات الاجتماعية المختلفة، لذا من الضروري لكي تكتمل الصورة لدى القارئ العادي أن ينظر في مرآة الأدب لتضيء لنا الجوانب الحيوية وهناك الكثير من الروايات التي عالجت قضايا العمال منها رواية الحرام ليوسف إدريس، والايدي الناعمة لتوفيق الحكيم، ورواية وردية ليل لإبراهيم أصلان، ورواية أحلام وقمامة القاهرة لفوزية أسعد، وروايتي عبد الرحمن الشرقاوي الفلاح والأرض.
وقد وقع اختيار عزيز على رواية الأيدي الناعمة للروائي الكبير الأستاذ توفيق الحكيم، لتكون نموذجًا نرى من خلاله صورة العمال في مصر.
وأكد الباحث أن السرد الرواي للرواية يدور حول شخصية البرنس فريد الذي جرد لقبه وقصره وماله ومركزه والدكتور علي حمودة وهو دكتور في علم النحو (القواعد) وهو عاطل عن العمل.
ومن الحقائق المسلمة أن الأديب ابن بيئته التي عاش فيها، ينقل منها مادته الأدبية المعبرة عن مختلف جوانب حياتها، من النواحي الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية والاقتصادية وكل ما له العلاقة بالحياة الإنسانية.
وتعتبر الأيدي الناعمة مرآة صادقة تعكس الوضع الاجتماعي السائد في ذاك الوقت، وتدور أحداث الرواية على القرب من القصر العيني حيث يجتمع باعة الذرة المشوية وغيرهم وينادون على بضاعاتهم على القرب من الشاطئ كان يجلس شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره وهو الدكتور علي حموده كان يقرأ الجريدة بتمعن . وبعد عدة دقائق جاء رجل في الخامسة والاربعين يدعى البرنس فريد وقف ينظر الى النيل نظرة فارغة . وتعرفا على بعضهما وكان الدكتور يبحث عن عمل لانه عاطل عن العمل .
اثناء حديثهما مر بائع ذرة وكوزه فطلب البرنس من الدكتور ان يشتري كوزين ودفع الدكتور الثمن ثم عادوا إلى الحديث قال البرنس للدكتور إن اولاده لا يجلبون له الا العار والمصائب لان يوجد له بنتا اسمها مرﭬت لم يعجبها خطيبها النبيل فهربت وتزوجت من ميكانيكي فقير وان ابنته الثانية واسمها "جيهان" ذهبت وعاشت مع اختها بعد قضاء سنة .
وعندما هما كانا يجلسان ويتبادلان الحديث مع بعضهما سمعا صوت سيارة كادت ان تصدم بائع الذرة او الكوزه فذهبوا الى السيارة ورأوا ان ما في داخلها بنتان ورجل واحد وكان ما في السيارة هما ابنتا البرنس مرﭬت وجيهان فخرجوا من السيارة وتوجهوا الى البرنس والدكتور فطلبت مرﭬت من ابيها ان يطلب كل ما يريد ان يذهب للعيش معهم وهو يحاول ان يخفي الكوزة الذي اشتراها لكي لا تراها ابنته , ولكن البرنس رفض كل شيء قالته له مرﭬت . كانت جيهان في هذا الوقت تتكلم مع الدكتور .
وبعد مغادرتهم مر بائع البسبوسة وطلب البرنس من البائع ان يحضر طبقي بسبوسة ودفع الدكتور ثمن البسبوسة.
تدق الساعة العاشرة ليلا والبرنس يرديد أن يذهب ويستريح في قصره وكان الدكتور يسكن في فندق في حي متواضع فيطلب البرنس منه ان يسكن عنده .
كتب البرنس إعلانا في الجرائد أنه يريد أن يبيع قصره بدون ثمن في صباح اليوم التالي يرن جرس الباب فيظهر رجل اسمه شعبان افندي يقول البك والست ينتظران في العربة يريدان أن يشاهدا القصر وتتألف هذه العائلة من البك والست واربعين قطة وفي النهاية لا تقبل الست بسبب شرط البرنس عندما قال إن يعتبر أحد اقربائهم فلذلك غادروا ورفضوا شراء القصر.
بعد مغادرتهم رن أيضًا مرة أخرى جرس الباب ففتح البرنس الباب فظهر رجل اسمه عبد السلام ويقود شابه تدعى كريمه أتوا من أجل الإعلان الذي كتبه البرنس في الجريدة اتفقوا على السكن في القصر ووافقت كريمة وأباها عبد السلام على شرط البرنس .
الآن أصبح القصر نظيفًا وجميل هذا كله بفضل كريمة والبرنس الذي أصبح نشيطًا أيضا ويحب العمل والدكتور يجلس مع الحج عبد السلام يحدثه عن العلماء والنحويين مثل : سيبويه والفراء وغيرهم من علماء النحو واللغة.
ومرت الأيام وصار البرنس يفكر بطلب يد كريمة من عمه عبد السلام وأخبر الدكتور أن يتوسط له لدى عمه الحج فيقول الدكتور للحج عن الموضوع فيوافق بشرط ان توافق كريمه بشرط ان يوافق اخيها سالم زوج ابنة البرنس , والدكتور يطلب يد جيهان ابنة البرنس فيوافقو على شرط ان يوافق سالم أيضا.
جرس الباب يرن انهم ميرفت وزوجها سالم لم نقل ان سالم ابن الحج عبد السلام وزوج ابنة البرنس واخو كريمه وبهذا ازدادت العلاقة بينهما هذا طبعا كله بفضل موافقة سالم على زواج البرنس فريد من كريمه والدكتور علي حموده من جيهان واصبح البرنس دير شركة سيارات والدكتور اصبح يعمل في مكتب في شركة البترول .