قرية "البصارطة"، تلك القرية التى أصبحت عنوانًا للأحداث الساخنة، ومصدرًا للإزعاج بالنسبة لقوات الأمن، عانت كثيرًا فى عديد من المجالات، كما تأثرت بغياب المسئولين عنها فى غفلة من الزمن تاركين المجال لأصحاب الأفكار الهدامة ليسكنوا إليها.
لم تشهد تلك القرية العديد من الخدمات لفترات طويلة من الزمن، فليس هناك مراكز شباب، ولااهتمام بالرعاية الصحة، وكذلك كانت أحوال المساجد مثلها كباقى الأماكن داخل البلدة التى لم يعرف عنها مسئولى المحافظة الكثير.
وفى ظل ما شهدته تلك القرية من إهمال، وجد أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية منها سبيلًا لتقع "البصارطة" فى براثنهم محققين أولى مستعمراتهم على أرض دمياط، بدأت بالسيطرة على المساجد، والقيام بدور مراكز الشباب وحققت تلك الخطة نجاحًا باهرًا فى استقطاب الشباب حتى باتوا هم من يؤرقون الأمن داخل القرية بل وبالمحافظة أيضًا.
لم يكن ذلك كل شئ، فقد شهدت "البصارطة" خلال السنوات العشر الأخيرة، إرتفاعًا ملحوظًا بجرائم القتل والسرقات، إلى أن سكنها تجار الكيف ليقتسما تاريخ القرية مع "الإخوان"، انتشرت أعمال البلطجة والتى لم تكن معهوده داخل أروقة القرية من قبل، بل بلغ الأمر إلى حد أن هناك عائلات بدأت فى تسليح شبابها إسوة بقرى الصعيد.
وراحت تجارة المواد المخدرة فى الانتشار، حتى أصبحت مهنة شباب القرى إلى أن جاءت جمعية البر والتقوى إحدى الجمعيات الخيرية، على أرض القرية بإطلاق مبادرة لمكافحة الإدمان لتتفجر مفاجأة كبرى، فبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين إصابة 5 من الحالات لفيروس "الإيدز"، لتعيش القرية بكاملها حالة من القلق وتزداد حدة التوتر بين جدران منازلها.
وكانت لـ "أهل مصر" تلك الجولة داخل القرية للتعرف عن قرب على حجم المعاناة.
جدران لمنازل بسيطة يسكنها أناس لم يرتكبوا ذنبًا سوى كونهم أحد أبناء تلك القرية، لم نتمكن من التقاط صور كافية أو فيديوهات للأهالى وذلك لدواعى أمنية، فكتفينا بالحديث إلى الأهالى فقال "عليوة السرى" أحد شباب القرية والمرشح السابق لمجلس النواب، أن البصارطة لم تكن هكذا سابقًا ساردًا تاريخها كواحدة من أهم القرى الزراعية داخل محافظة دمياط.
وأضاف "السرى" أن العمل على إضعاف أهل القرية بدأ منذ فترات بعيدة أهلمنا المسئولون لدرجة كافية أن تجعلهم يتحملوا ما نحن عليه الأن وما آلت إليه شباب القرية تحديدًا.
بينما أكد مجمد العشرى عامل دهانات، مش عارفين نعيش والحالة دى مش هاينفع تستمر، يعنى إيه شباب عندهم "إيدز"، دى حاجه تخلينا نقلق أكتر على أولادنا لنيهى حديثه مخاطبًا الحكومة قائلًا:"شوفولنا حل يا حكومة".
وقالت أم محمد ربة منزل "مش مطمنة على مستقبل ابنى هنا، وخايفة من الأخبار اللى بسمعها دى وربنا يستر".
بينما أضافت الحاجة هانم ربة منزل أنا عشت هنا 80 سنة عمرى ماسمعت عن الحاجات اللى سمعتها دلوقتى دى، الصراحة حاجة غريبة علينا حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب.
وعن مصابى "الإيدز"، قال الدكتور أشرف تعيلب المتحدث الإعلامى لمديرية الصحة بدمياط، أنه لابد من الحذر وسرعة إجراء الفحوصات على أهالى المنطقة، لافتًا إلى أنه لاضر يقع على المواطنين إلا فى وقوع حالتين نقل الدم الملوث أو الاتصال الجنسى، لذلك أطالب بفحص سيدات القرية أيضًا مما يجعلنا أكثر إطمئنانًا.
وأضاف "تعيلب"، أن العمل الأن يجور فى فلك كيفية تطوير القرية من الناحية الثقافية وبالأخص الثقافة العلاجية، حتى نتمكن من مواجهة حالات الإدمان وكذلك إستغلال البعض لعدم المعرفة الكافية، وترويج الشائعات التى تكون كفيلة بهدم حياة أسرة كاملة صحيًا.