من المؤكد أن حيوان الخلد، ذو الأنف التي تشبه النجمة، هو واحد من أكثر الحيوانات غرابة في العالم .. بالنسبة لحيوان الخلد الذي يكاد يكون أعمى، فإن الأنواع الأمريكية منه تتميز بسرعتها المذهلة : فهو أسرع آكل في العالم، حيث بإمكانه العثور على حشرة أو دودة والتهامها في ربع الثانية.
ويقول كين كاتانيا، عالم الأعصاب في جامعة فاندربيلت بولاية تنيسي الأمريكية، "يعد حيوان الخلد واحدا من اثنين من الحيوانات في العالم معروفة أن بقدرتها على الشم تحت الماء، من خلال نفخ فقاعات هواء وامتصاصه لهم مرة أخرى عن طريق أنفه، وتلك مجرد عينة من الحقائق التي لا يصدقها العقل عن حيوان عن الخلد النجمي" .. ويوضح كاتانيا "لا يحتاج الخلد لحاسة البصر في عالمه المظلم تحت الأرض،. وبدلا من ذلك، يصطاد حيوان الخلد من خلال أنفه التي تشبه النجمة على التربة بأسرع وقت ممكن .. وبذلك يمكنه لمس من 10 إلى 12 مكانا مختلفا في ثانية واحدة".. ويقول كاتانيت "تبدو تلك الطريقة عشوائية، لكنها ليست كذلك. فكل لمسة، ترسل الألياف العصبية مئة ألف معلومة إلى دماغ الخلد.وهى تعد بذلك أكثر بخمسة أضعاف من أجهزة الاستشعار لحاسة اللمس في يد الإنسان، وكلها معبأة في أنف الخلد التي يصل حجمها إلى أصغر من طرف إصبع".
وقد قام كين كاتانيا، قبل عدة أيام قليلة، بتقديم عرض لثلاثة عقود من البحث الدؤوب، أمام المؤتمر السنوي لعلم الأحياء التجريبي في شيكاغو، كجزء من ندوة حول الصفات التشريحية الأكثر تطرفا في العالم .. يؤكد كاتانيا "يمكننا أن نتعلم الكثير من هذا المخلوق. فعلى سبيل المثال، دراسة حاسة اللمس للأنف الحساس لحيوان الخلد كشفت لنا عن مفاتيح وأدلة حول عمل حاسة اللمس على المستوى الجزيئي".
واكتشف كين كاتانيا أن نمط النجوم العملاقة للأنف الغريبة لحيوان الخلد، مطبوع مباشرة في تشريح مخ الحيوان. ففي كل مرة يضغط فيها حيوان الخلد أنفه النجمية على التربة، فإنه يخلق صورة للأشياء والبيئة المحيطة به على شكل نجمة، وتظهر هذه الصور معا في دماغه مثل قطع اللغز.. وتقول ديانا باوتيستا، عالمة الأعصاب، المتخصصة في دراسة الألم في بيركلي بجامعة كاليفورنيا : "نحن لا نعرف سوى القليل عن حاسة اللمس بالمقارنة مع الحواس الأخرى.
ويعد حيوان الخلد ذو الأنف النجمية هو النوع الوحيد من حيوانات الخلد، يوجد 39 نوعا منها، الذي يعيش في المستنقعات والأراضي الرطبة. والذي تطورت أنفه البارزة لمساعدته على الالتهام السريع لفريسته الصغيرة اللينة، في بيئته المشبعة بالمياه.