عراقة رسمها الآلاف المصريين قديمًا، قد تكون محيت من بعض الشوارع ولكنها لا يمكن أن تتخلي عنها ذاكرة سكان المنطقة، أنها منطقة السيدة زينب، التي تفوح منها الروحنيات، مع اقتراب شهر رمضان.
وبالرغم من أن السيدة زينب منطقة غلب عليها الزحام، إلا أن انتشار خيام فوانيس رمضان حول مسجد وضريح السيدة زينب، أعطى المنطقة طابعًا خاصًا، ورسم الفرحة على وجه كل من مر أمام هذه الخيام ووقعت عينيه على الفوانيس التي تميزت بطابعها التاريخي، ولم تكن البسمة لوحدها هي من نالت حظها عند المارين، بل كانت هذه الفوانيس صاحبة فضل في عودة ذكريات رمضان قديمًا إلى كل من يمر بالمنطقة.
وتميزت الفوانيس هذا العام بتعدد أشكالها وأنواعها، حيث تصدرت الفوانيس المصنوعة من الخشب والمنقوش عليها عبارة "رمضان كريم"، وبعضًا من الآيات القرآنية الخاصة بشهر رمضان المشهد، بالإضافة إلى انتشار مدفع رمضان وعربة الفول كهدايا رمضانية جديدة، أما عن الفوانيس الصيني فقد كانت العرائس والسيارات الصغيرة التي تغني نغمة " رمضان جانا" هي الجديدة هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ولا يمكن أن نغفل عن ضخ الصين لفوانيس على شكل بوجي وطمطم هذا العام للسوق المصري.
ويعتمد كثير من شباب منطقة السيدة زينب على بيع الفوانيس تزامنًا مع دخول شهر رمضان المبارك، كنوع من أنواع الإعانة على الظروف المعيشية الصعبة التي تمثل حال الكثير من سكان المنطقة، واختلفت أعمار أصحاب خيام فوانيس رمضان فمنهم من تعدي الـ ٢٠ ربيعًا ومنهم من مازال في سن المدرسة، ولا يمكن أن ننسي السيدات الذين كان لهم دور بارز في ترتيب الفوانيس وبيعها لكسب الرزق ورؤية احتفال الشعب المصري برمضان.
وقال محمد جمال، بائع فوانيس بالسيدة زينب، إن هناك إقبال على شراء الفوانيس ولكن النسبة قليلة نوعًا ما حتى الآن، في حين أن الأسعار مرتفعة مقارنة بالعام الماضي.
وأشار إلى أن المشتري "الزبون" يفضل شراء الفانوس المصري عن نظيره الصيني، لأن المصري له أصالة وذكريات مع كل عائلة مصرية.
وأوضح جمال، أنه يذهب إلى ورشة تصنيع الفوانيس ويشترك في تصنيعه، مشيرًا إلى أن الفانوس المصري يتم تصنيعه على عدة مراحل والخامات المستخدمة في التصنيع جميعها مصرية، ولكن الفانوس الصيني غير معلوم مراحله وخاماته.
وقالت فاطمة، البالغة من العمر 50 عامًا، أنها جدة وتذهب كل عام لشراء فوانيس رمضان إلى أحفادها، موضحة أن الفانوس يمثل قيمة كبير عند المصريين، ويكون بمثابة احتفال وعودة لذكريات رمضان التي افتقدناها منذ زمن.
وأوضحت أن أسعار الفوانيس مرتفعة، ولكنها مجبرة على شراء الفوانيس لأحفادها مهما كان ثمنها، نظرًا لأن الفانوس يشكل لدي الطفل فرحة خاصه بدخول رمضان، ويحفزه فيما بعد علي الصيام، مشيرة إلى أنها اشترت فانوس رمضان العام الماضي بـ ١٠٠جنيه.
وأكدت على تفضيلها لشراء الفانوس المصري، لأنه يمثل عراقة ويعبر عن رمضان أكثر من الفانوس الصيني، الذي يعتبر شكلًا أكثر من قيمته الداخلية، موضحة أن الفانوس المصري يعيش عمر أطول من الصيني.
وعبرت أية البالغة من العمر ١٦عامًا، عن فرحتها بالحصول على فانوس رمضان، الذي اشتراه لها والدها تزامنًا مع دخول شهر رمضان، موضحة أن الفانوس يمثل قيمة روحانية كبيرة.
وأشارت إلى أن الفوانيس هذا العام تتميز بطابع خاص ولافت للنظر، وأبرز ما لفت نظرها هو الفانوس المصنوع من الخشب، والفوانيس التي تشبه الزجاج اللامع.
https:www.youtube.comwatch?v=-3ujRkQiVzY&feature=youtu.be