الإعلامية وداد عثماني: تونس تؤمن بالحرية وبمد جسور التواصل مع العالم

الإعلامية وداد عثماني
الإعلامية وداد عثماني

نجح الملتقى المتوسطي للفن المعاصر بالحمامات في كسب التحدي بتنظيم ملتقى منفتح على أكثر من فن بالجمع ما بين الرسم والنحت والحفر، ومن هنا كان الحوار مع إحدة منظماته الإعلامية وداد عثماني.

-ما سبب حضور عدد كبير من فناني العالم؟

-حضر الملتقى المتوسطي للفن المعاصر بالحمامات 33 فنانا من 14 جنسية مختلفة منها اليابان والصين والمكسيك وفرنسا وأذريبدجان والأردن والمغرب وبلغاريا ومصر وتونس وكندا والعراق... حضروا لأرض تونس الخضراء التي كانت ولا تزال مهدا لحضارات تعاقبت عليها فشكلتها رقعة تتقاطع فيها الثقافات الكونية.

فالتونسيون هم حصيلة تاريخية لتلاقح مجتمعات وتجارب إنسانية وثقافات مختلفة في كنف التعايش والتسامح فكان من البديهي أن ننفتح على مختلف جنسيات العالم من خلال هذا الملتقى المتوسطي للفن المعاصر لنجمع بين رؤى وتجارب فنية مختلفة في العالم لتتعارف وتتحاور فيما بينها.

فتونس بلد يؤمن بالحرية وبثقافة مد جسور التواصل والتفاعل مع بقية العالم. ولاحظنا مشاركة المسئولين التونسيين في الخارج في دعم هذا المشروع الثقافي.

-كيف جاءت الفكرة ؟

-وجد الملتقى دعما من الدبلوماسية التونسية في فرنسا بدعم من سعادة السفير التونسي عبد العزيز الرصّاع والقنصلية العامة بباريس ممثلة في شخص السيد القنصل نوفل الزيادي، واللجنة التونسية لدى منظمة اليونسكو في شخص السفير غازي الغرايري واللجنة التونسية لدى المنظمة الدولية للفرنكفونية في شخص السيد فريد مميش ممثل الجمهورية التونسية، والمؤسسات الوطنية التونسية بباريس وأذكر منها تونس الجوية والديوان التونسي للسياحة.

والدعوة صدرت عني كرئيسة جمعية "الحضارات دروب متقاطعة" بباريس إذ كان لنا سعي حثيث لجمع وتنسيق دعم مختلف مسؤولي المؤسسات والديبلوماسية التونسية في باريس لهته التظاهرة الثقافية الهامة التي تربط بين الجالية التونسية في فرنسا والوطن الأم.

كما أنها تسعى لجعل تونس محطّة للقاءات الدولية ومحور لحوار الثقافات والتجارب الفنيّة الثريّة. وتشارك جمعيتنا في تنظيم هذا الملتقى إلى جانب الجمعية الفرنسية لورشات الفن المعاصر التي تعود إليها فكرة الملتقى من خلال منسقته الفنانة ريم العياري وبالتعاون مع المركز الثقافي الدولي بالحمامات ونزل البرتقال بالحمامات الذي كان أهم داعم.

-تمارسين الصحافة منذ سنين ماهو واقع الصحفي التونسي بعد الثورة؟

-تنفست الصحافة التونسية وانتاب القطاع حالة من النشوة متعلقة بحرّية التعبير لم نتعوّدها من قبل واندهش الناس عامّة في المقاهي والشوارع لقدرتهم على التعبير دون رقيب أو حسيب، كما تعددت العناوين الصحفية والإذاعات والتليفزيونات الخاصة، بعدما كانت الساحة الإعلامية مكبّلة بقيود السلطة الحاكمة.

لكنّ بمرور الوقت برزت مشاكل هيكلية متجذّرة في الصحافة التونسية بجميع اختصاصاتها تترواح بين ضعف التكوين الأكاديمي وتقهقر القطاع العام وضعف إمكانياته وبروز الدخلاء والسماسرة على القطاع لصالح تيارات سياسية وأصحاب أعمال نافذة. كما شهدت الساحة تكرّر الاعتداءات على الصحافيين أثناء قيامهم بواجبهم المهني.

هذه المشاكل و غيرها تستدعي وقفة حازمة و تآزر من أهل القطاع للنهوض به.

-هل السياحة الثقافية ممكن أن تسوق للبلد بشكل افضل؟

-السياحة الثقافية والتراثية لا زالت في خطاها الأولى في تونس رغم ثراء البلد بالمعالم التارخية الهائلة نذكر منها مدينة قرطاج الأثرية ومدن أخرى كاملة مثل دقة وبلاريجيا والمدينة البونيقية بكركوان وكوليزي الجمّ والمتحف الوطني بباردو الذي يضم أكبر مجموعة عالمية للفسيفساء البونيقية والرومانية، وكذلك الكنائس و المساجد القديمة كمسجد عقبة ابن نافع بالقيروان وجامع الزيتونة بالعاصمة تونس وأقدم المعابد اليهودية في العالم معبد الغريبة في جزيرة جربة.

وكثير من معالمنا الأثرية والتراثية كالمدينة العتيقة بتونس ومدن أخرى مصنفة كتراث عالمي لدى منظمة اليونسكو.

ولتونس تراث عميق وواسع مادي ولا مادي منه اللباس التقليدي والحلي المتنوع لمختلف جهات الجمهورية وفن الطبخ التونسي والغناء الشعبي، كما تعرف البلاد مهرجانات ذات صيت عالمي كمهرجان قرطاج الدولي بالمسرح الأثري الروماني بقرطاج ومهرجان الحمامات الدولي.

وللمسرح و السينما التونسيين أيضا صيت خارج البلاد، إن ما ينقصنا هو توجه واختيارات استراتيجية سياسية تجعل من ثراء الثقافة مصدر لجلب السيّاح إلى تونس وغياب النظرة الإستراتجية يعود إلي إهمال كامل للبعد الثقافي داخل المؤسسات التعليمية التونسية من مدارس ومعاهد وجامعات منذ الاستقلال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً