ما أشبه اليوم بالبارحة لم تمضي أيام قليلة على الانفجار الذي ضرب الكنائس في طنطا والاسكندرية، في احتفال الأخوة الأقباط بأحد السعف، حتى اغتالت يد الإرهاب الآثم أطفال أبرياء في زيارة لأحد الأديرة في صحراء المنيا.
من جانبه أكد هانى أبو الفتوح الخبير الاقتصادى، فى تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن ظاهرة الإرهاب لن ينحصر فى مصر فحسب، بل امتدت خلال عام 2016 و2017 إلى دول أخرى لم تعرف الإرهاب منذ عقود طويلة مثل بريطانيا، فرنسا والمانيا وبلجيكا، والدنمارك وتركيا. فمطرقة الارهاب تضرب العالم كله.
وقال الخبير الإقتصادى إن أغلب الدول التي تعرضت لهجمات إرهابية عانت من الانعكاسات السلبية التي خلفتها الأحداث، وعلى سبيل المثال، تعرضت فرنسا خلال عام 2016 إلى خسائر مالية كبيرة نتيجة تراجع السياحة الأجنبية بسبب الأحداث الإرهابية التي ضربت البلاد، حيث تمثل إيرادات السياحة نحو 7.5% من إجمالي الناتج القومي. وتصل خسائر تركيا إلى 12 مليار دولار أميركي بسبب التفجيرات الإرهابية.
وأضاف أنه ربما تتأثر السياحة في مصر كرد فعل للحادث الارهابي وخصوصًا لبشاعة الحادث كون غالبية الضحايا من الأطفال، أما حجم التأثير فهو رهن حيادية ما تنقله وكالات الأنباء العالمية والقنوات الاخبارية واسعة الانتشار للعالم الخارجي، فالتهويل في تصوير ما يحدث في مصر على أنه موجة إرهابية خارج سيطرة الدولة سيكون له تأثير سيئ للغاية على تدفق السياحة إلى مصر.
فى سياق متصل أدان أبوبكر الديب، الخبير في الشأن الإقتصادي، الحادث الإرهابي الغادر الذى استهدف أتوبيس الأخوة الأقباط فى المنيا، صباح اليوم الجمعة، مشيرُا إلى أن الإرهاب يستهدف المزارات الدينية لضرب السياحة.
وقال الديب: إن الإرهاب يستهدف ضرب وحدة المجتمع ونسيجه الوطني، ويحاول ضرب السياحة والاقتصاد، مضيفًا أن هذا الحادث الأليم لن يزيد مصر إلًا قوة وأنها لن تسقط أبدا.
وطالب الديب، رجال الأعمال بالوقوف مع البلاد ودعم اقتصادها في هذه الظروف العصيبة، مجددًا دعوته للبرلمان، بالتعاون مع البنك المركزي، ببحث إنشاء هيئة لتبع نقل الأموال من وإلى الخارج، وتعديل التشريعات اللازمة بهذا الشأن، وخاصة قوانين البنوك، وذلك لمنع تدفق الأموال للإرهابيين للبلاد.
وقال الديب، إن الأموال المستخدمة في الإرهاب العالمي، تصل إلى 6 تريليون دولار، يتم تحويلها بين الدول من خلال تحويلات قانونية أو غير مشروعة أحيانًا، وأن اقتصاد الإرهاب تطور من خلال عدد من الأنشطة غير المشروعة الأخري كتجارة الأسلحة، وغسيل الأموال، وتجارة المخدرات.
وطالب الديب، البرلمانات العربية والدولية بسرعة تعديل قوانين البنوك، لمواكبة التطورات المصرفية العالمية، لمحاربة عمليات غسل الأموال، ونقل أموال الإرهابين.
وأكد الديب، أن منطقة الأوسط، وخاصة المنطقة العربية، فقدت مايقرب من 70 مليار دولار في عام 2016، بسبب الحروب الأهلية، ومكافحة الإرهاب، والأزمات الإقتصادية.
وكشف عن وجود ثغرات قانونية، ببعض بحوالي 10 قوانين اقتصادية، تتعلق بالإستيراد والمحاجر والجمارك والصناعة، تسمح للإرهابيين، بإدخال مواد متفجرة للبلاد، تستخدم في صنع القنابل، وتفخيخ السيارات، مطالبًا بمراجعتها.
وندد أحمد البكري رئيس تحالف شركات السياحة المصرية إيجي توريزم بالحادث الارهابى الأليم الذى تم صباح اليوم من خلال جماعات إرهابية، لا تعلم للانسانية شيئا.
وأضاف رئيس التحالف أن السياحة المصرية قادرة على التغلب على تلك المؤامرات الارهابية التى تستهدف مصر من وقت لأخر، مشيرا إلى أن تلك المؤامرت التى تستهدف إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحين فى مصر من وقت لأخر لن تنجح فى مخططها ضد البلاد.
وأوضح البكري، أن مصر أمنة وستظل أمنة لأن الله عزو جل يحفظها من مخططات المنظمات الارهابية التى ترغب فى إركاعها للارهاب.