على أبواب محكمة الأسرة بالجيزة، وقفت م.أ، تمسك فى يدها ابنتها، وتنساب دموعها على وجنتيها من أسفل نظارتها الشمسية كقطرات ندى على وردة حمراء، فجمالها يلفت كل من يمر أمامها، تتوارى من أعين الناس لتدفن خلف تلك النظارة حزنًا دفينًا، فمن أحبته حول حياتها إلى جحيم وتسبب في دخولها المحكمة لأول مرة طالبة الخلع.
اقتربت منها "أهل مصر "، لتعرف تفاصيل قصتها قالت م أ،37 سنة، فى بداية حياتى تزوجت من شاب أحببته، وأنجبت منه طفلة، ولكن شاءت الأقدار أن يصاب فى حادث ويفقد حياته، وظللت عدة سنوات رافضة الزواج من بعده وبعدما توفى زوجى كان ضرورى أن أتزوج لأمنع طمع من حولى فى وأحافظ على نفسى وقررت الزواج من أحد شباب المنطقة، وكان مشهودًا له أمام أهالي المنطقة بالخلق الحسن ولكنه كان يخفي بداخلة شيطان رجيم، وتقدم لى بعد وفاة زوجى ورفضته فى البداية، ولكن إصراره وتمسكه بى دفعنى لقبول طلب زواجه، وبالفعل مرت شهور قليلة، وانتقلت إلى عش الزوجية، كنت أظن أن الدنيا فتحت لي أبوابها وعوضنى الله على فقد زوجى الأول.
ولكن ما حلمت به تحول لكابوس فقد أذاقنى من العذاب ألوانًا، وفكرت في طلب الطلاق بعد أول عام من زواجنا، وحاولت إقناع نفسي بأنه سوف يكف عن إيذائي اليومي، ولكنه كان كل يوم يتحول لأسوء مما قبله، ولم يكد يمر العام الأول من عامنا حتى وقعت الكارثة، واكتشفت تحرشه بابنتى الطالبة بالصف الأول الاعدادى وعندها أدركت أنه لا يمكننى العيش معه ولو ليوم واحد، وتوجهت لمحكمة الأسرة لأرفع دعوى خلع رقم 6688 أمام محكمة الأسرة بإمبابة.