التخدير يضعف ذاكرة الأطفال

كشفت دراسة حديثة أن تعرض الطفل المتكرر للتخدير في وقت مبكر من الحياة، قد يؤدي إلى ضعف في البصر والذاكرة، والتي يظهر بعد السنة الأولى، ويمكن أن يستمر على المدى الطويل.

وتعد هذه الدراسة - التي أجريت بجامعة "نيويورك" - الأولى من نوعها التي تكشف النقاب حول العلاقة بين التخدير وإضعاف الذاكرة في عدد من فئران التجارب.

وأوضح الباحثون أن قردة "روسوس" عند الولادة، تتشابه مرحلة النمو الصعبي بالأطفال الرضع والقوراض حديثي الولادة، فيما يتعلق بنمو المخ، حيث يتوافق عمر قردة في سن ستة أشهر بالأطفال في المرحلة العمرية ما بين 6 – 12 شهرا من العمر .. ولأن هذه الأنواع من الدراسات التي تسيطر عليها لا يمكن أن تنفذ على البشر، فمن الضروري استخدام نموذج حيواني للمقارنة، لاكتشاف ما إذا كان التخدير يؤثر على المخ.

وقال الباحث "مارك باكستر" أستاذ التخدير بجامعة "نيويورك"، إن القوة الرئيسية لهذه الدراسة هي قدرتها على فصل التعرض للتخدير في العمليات الجراحية والمضاعفات المحتملة في الدراسات التي أجريت على الأطفال .. تؤكد نتائجنا أن التعرض المتعدد للتخدير يؤدي إلى ضعف الذاكرة في النماذج الحيوانية، ومن المثير للاهتمام أن المجموعة المعرضة للتخدير لديها ذاكرة بصرية طبيعية في ستة أشهر من العمر، ولم يظهر ضعف الذاكرة البصرية حتى سن الثانية، في مقابل ما بين 3 – 6 أعوام بين البشر.

ووجد الباحثون أن الأطفال المعرضين للتخدير لم يعطوا أي نقص في الذاكرة عند اختبارهم في 6-10 أشهر، ولكن أظهر ضعف الذاكرة كبير (انخفاض الوقت في النظر إلى صورة) بعد السنة الأولى من الحياة مقارنة مع مجموعة السيطرة ..

ويمكن استخدام هذا النموذج الرئيسيات من قبل الباحثين للدراسات المستقبلية لتطوير عامل جمالي جديد أو العلاج الوقائي لمواجهة تأثير التخدير على السلوك لدى الأطفال..

وكما تشير النتائج - التي نشرت في المجلة البريطانية للتخدير" - إلى أن هناك حاجة إلى عمل إضافي لتحديد أليات التخدير التي تسبب تغييرات طويلة الأجل في وظيفة الجهاز العصبي المركزي التي تؤثر على السلوك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً